سؤال مهم جدا جدا ما يحدث وما نشاهده على الفضائيات، وما نقرأه فى الصحافة وعلى مواقع التواصل الاجتماعى من تسريبات إعلامية هل هى تسريبات أم شائعات؟
عموما لا فرق بين التسريبات والشائعات لأن المقصود من أغلبها هو إحداث بلبلة ثم يعقب البلبلة فوضى وهيصة سياسية أو على الأقل شوشرة على طريقة العيار الذى لا يصيب يحدث دوشة ونهايتها اختلاط الحابل بالنابل وكل الشعب يقع فى حيرة ويتساءل من أختار لرئاسة الجمهورية؟ ويتساءل من سيضع الدستور وهل الدستور سيلبى احتياجاتى ويحقق أحلامى أم لا؟ حتى اليوم وبعد عام كامل لم يتم إنجاز أى شىء يخفف من المعاناة.. الشعب يريد قرارات ولا يريد تسريبات.
دعونى أقولها بصراحة قامت الثورة فى 25 يناير وخلعت النظام السابق وقطعت رأسه ولكن مازلنا نعانى من ذيول النظام وذيول النظام كثيرة ومتلونة وعندها قدرة غريبة على التحول والتحور ووصلنا إلى نقطة حرجة وغريبة جدا جدا، وخاصة مع اقتراب لحظة الحسم، وهى اليوم الأول من يوليو لتسليم السلطة إلى رئيس منتخب.
هذه الفترة الحرجة والخطيرة جدا تميزت بزيادة الاستقطاب الحاد الذى سيصل إلى مستوى الفتنة التى ستغرق البلاد فى فوضى مطلوبة للانقضاض على الثورة ومبادئها. خيوط الاختلاف تنسج وملامح الفوضى ظهرت والدعوات إلى الاحتجاجات والانتفاضات ازدادت . تعال معى أنا العبد الفقير وانظر حولك بعيونك الوطنية التى تحب مصر وتحلم بالحرية والكرامة لتكتشف عدة أمور أهمها الآتى:
أولا: أزمة اقتصادية طاحنة ظهرت فى عصب الحياة وهو أزمة الوقود أو المحروقات طوابير بشرية للحصول على الغاز وطوابير سيارات النقل والركاب والملاكى أمام محطات البنزين لا يوجد أى نوع من البنزين لا يوجد سولار فى محطات البنزين لتحصل على بنزين أو سولار يقولون لك موجود بس فى النصف الثانى من الليل أو اذهب إلى تجار السوق السوداء فى البيوت وعلى الطرق لتدفع ضعف الثمن. أقولها بكل صدق والله على ما أقول شهيد فعلا خرجت من منزلى الساعة الثانية صباحا للبحث عن بنزين وفعلا أكرمنى الله وامتلأ تنك السيارة بنزينا فى جنح الظلام وآخر مرة حصلت فيها على بنزين كانت أمس من أحد المحلات على قارعة الطريق وطبعا بأسعار لا يقبلها عقل.
ثانيا: أزمة البرلمان مع الحكومة والضغط على الحكومة لتقديم استقالتها أزمة لا أجد لها إلا معنى واحدا هو وجود صراع بين قوى نافذة على من يتسلط ويهيمن على مقدرات هذا البلد فى هذه الفترة الحرجة والخطيرة وهى فترة وضع الدستور واختيار الرئيس والنتيجة وقف حال البلد وفقدان السيطرة عليها وإعداد مسرح الانقلاب على الديموقراطية إذا لزم الأمر.
ثالثا: وهذا هو الأهم فالجميع من القوى السياسية والحزبية والنخب مع فرض عدم وجود سوء نية ابتلعوا طعم الصراع على السلطة والوقوع فى فخ التسريبات والشائعات. الغريب أن أصحاب مقولة عسكر كاذبون اليوم يستنجدون بالمجلس العسكرى لتشكيل لجنة لوضع الدستور. الغريب أن من يسمون أنفسهم ليبراليون انسحبوا من سباق الرئاسة لعدم اقتناعهم بما يحدث. الغريب أن من يسمون أنفسهم ليبراليون فتحوا النيران على البرلمان الذى اختاره الشعب بإرادته الحرة ويطالبون بانتفاضة شعبية ضد البرلمان. الغريب أن أحد مرشحى الرئاسة يبشرنا بالخراب إذا اختارت اللجنة النظام البرلمانى. الغريب أن هناك من يطالب بالعفو والصفح عن نزلاء سجون الثورة مقابل رد مبالغ مالية كيف ذلك وكيف للعفو والصفح أن يسبق المصارحة والعدل. الغريب أن الإعلام لا يعبر عن قيم المجتمع بل يعبر عن قيم المذيع أو الكاتب أو صاحب القناة أو الجريدة. الغريب أن القوى التى تسمى نفسها مدنية لا تقول لنا ما معنى مدنية. الغريب أن القوى الإسلامية استخدمت الديموقراطية لصنع ديكتاتورية جديدة. وأخيرا الكل يريد أن يفرض وصايته على الشعب الكل يريد الآن أن يلتف على خيارات الشعب حتى من اختارهم الشعب عندهم رغبة فى فرض الوصاية وأيضا رغبة فى الالتفاف على إرادة ناخبيهم.
تسريبات وشائعات وأزمات وفتنة تلو الفتنة والكل تناسى أن ثورة 25 يناير ليست انتفاضة بل هى ثورة حقيقية على الظلم والفساد والاستبداد ومبادئها معروفة للأجانب قبل المصريين عيش حرية عدالة وكرامة. وأنا من هنا من على هذا المنبر الحر أؤكد للجميع أن الثورة مستمرة لحين تحقيق مبادئها وأهدافها شاء من شاء وأبى من أبى كما قالها أبو عمار رحمه الله. لا بديل عن الحرية الكاملة للجميع بدون استثناء أو إقصاء ولا بديل عن عدالة أساسها المساواة بين جميع المصريين ولا بديل عن وقف مسلسل الفساد والسلب والنهب والنهوض بالاقتصاد من خلال قدراتنا الذاتية وخيرات بلدنا الكثيرة والوفيرة. لا فائدة من الحروب الكلامية والحروب الاستباقية فالشعب المصرى واع ويتميز بالذكاء والفطنة. لا فائدة من محاولات فرض الوصاية على الشعب والالتفاف على الإرادة الشعبية. لا يمكن فرض أى شىء على الشعب المصرى العظيم حتى لو كان الدين أو التدين.
هيا بنا نختار رئيسا يعبر عن مطالب الشعب الذى خرج إلى الميادين بالملايين الرئيس القوى الأمين هيا بنا نضع دستور الثورة والحرية والعدالة دستور نتشارك جميعا فى وضعه ليعبر عنا جميعا. هيا بنا نعبر بمصر الغالية إلى صفوف الدول المتحضرة إلى صفوف النمور الصاعدة والواعدة. ويا ليت نخبنا وإعلامنا وأحزابنا وكل القوى يفقهون.
