قالت هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" إن جماعة الإخوان المسلمين كان ينبغى أن تعتلى قمة الموجة، وهى تستعد للسلطة لأول مرة فى تاريخها الذى يمتد على مدار 84 عاما، لكنها بدلا من ذلك منقسمة وتقترب من مواجهة كبرى مع المجلس العسكرى.
وأضاف بى بى سى إن عدم استقرار الجماعة على دعم مرشح رئاسى بعينه أو طرح مرشح من جانبها، واحد من المشكلات التى تواجهها بعدما تم إرجاء البت فى هذا الأمر للأسبوع المقبل. وقبل وقت ليس ببعيد، بدا أن الإخوان سيكونون هو المستفيدون الأساسيون من الثورة، لكن ربما لم يعد الأمر كذلك.
فصحيح أن الجماعة عبر ذراعها السياسى حزب الحرية والعدالة فازت بثلث الأصوات وما يقرب من نصف المقاعد فى أول انتخابات برلمانية بعد سقوط مبارك، إلا أنها تبدو وكأنها لم تحدد ما الذى ستفعله بهذا الانتصار. فطالبت بتشكيل حكومة لكنها لم تضغط بشدة فى هذا الأمر، وتراجع نواب الإخوان حتى الآن عن تصويت على سحب الثقة من الحكومة الحالية. ولم تحاول الجماعة تنظيم أى مظاهرات جماهيرية وهو الأمر الذى كان دوما أقوى أسلحتها. وحتى بدون أن تشارك فى الحكومة أصبح لديها موقعا قويا فى البرلمان.
غير أن النشطاء الحقوقيون يقولون إن الإخوان لم يفعلوا ما يكفى للضغط من أجل الإصلاحات خاصة داخل وزارة الداخلية سيئة السمعة.
وإلى جانب كل ذلك، تتابع بى بى سى، فإن ما يزعج الإخوان حقا هو قضية هل يطرحون مرشحا رئاسيا ليخلف مبارك. ففى العام الماضى، أعلنوا أنهم لن يخوضوا فى سباق الرئاسة فى خطوة كان الهدف منها طمأنة المعارضين داخل وخارج مصر، وعندما قرر عبد المنعم أبو الفتوح ترشيح نفسه تم فصله من الجماعة. لكنه حظى بتأييد قوى خاصة من شباب الإخوان، وكذلك حظى مرشحون إسلاميون بقدر من الدعم بدورهم.
ويقول مأمون فندى فى مقاله بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية إن الإخوان يريدون أن يحققوا مكاسب دون أن يدفعوا الثمن. فهم يفضلون البقاء فى مقاعد المعارضة للحصول على الشعبية على شاشات التليفزيون بدلا من أن يتحولوا مسئوليات سياسية واجتماعية كبيرة بحكم منصب الرئيس.
وترجح بى بى سى أن أحد أسباب عدم البت فى قرار طرح مرشح من عدمه من قبل الجماعة ربما يكون أن الإخوان لا يريدون تحمل مسئولية قرارات صعبة سيتعين عليها اتخاذها قريبا مثل احتمال رفع الدعم عن الوقود. كما أنه وفى ظل وجود عدد كبير المرشحين، ومن المحتمل أن يخسر المرشح الذى ستدعمه وهو ما سيكون مذلا لقوى سياسية مثلها تتمته بالقوة.
من ناحية أخرى قالت بى بى سى إن تقديم الإخوان المسلمين لمرشح للرئاسة قد يدخلها فى صراع مباشر مع المجلس العسكرى الحاكم، وهى معضلة أخرى كبيرة تواجه الجماعة. فالكثير من المصريين يعتقدون بل وحتى يخشون من وود صفقة بين الإخوان والجيش خلف الكواليس لتقاسم السلطة مع إتمام انتقال الحكم لسلطة مدنية فى نهاية يونيو. وربما تشمل خطوط تلك الصفقة حصانة الجيش من الملاحقة القضائية وحماية الميزانية العسكرية من التدقيق مقابل تسهيل المجلس العسكرى دخول الإخوان إلى الحكم. لكن لو كان هناك صفقة من هذا القبيل فإنها واجهت صعوبات كبيرة فى الأيام الأخيرة بعدما قالت الجماعة إن الإخوان يحاولون التلاعب بالانتخابات الرئاسية، ورد المجلس العسكرى ببيان أدان فيه تلك الأكاذيب الخبية والاتهامات على حد قوله.
وختمت الإذاعة البريطانية تقريرها بالقول إن السياسة فى مصر تبدو على حافة فترة اضطراب محتملة أخرى، لكن مثلما كان الآن منذ الثورة، من المستحيل التنبؤ بهذا الاضطراب وبموعده.
بى بى سى: الإخوان المسلمون فى مصر يواجهون "لحظة الحقيقة".. الجماعة تخشى من طرح مرشح للرئاسة لو فاز يحملها مسئولية قرارات صعبة يتعين عليها اتخاذها قريبا.. ولو خسر سيمثل إذلالاً لها
الجمعة، 30 مارس 2012 05:03 م
الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد الشرقية مهندس مدنى
مصلحة الشعب المصرى كانت تكمن فى * التوازن *
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد الشرقية ابو كبير سابق الاحداث
و تعليق اخر على اليوم السابع قال....
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو احمد
نعم للاستاذ حازم صلاح ابو اسماعيل وما نشاءون الا ان يشاء الله
عدد الردود 0
بواسطة:
مشمش
برافو تعليق رقم 1 و تعليق رقم 2 تحية لكم
تحية لرقم 1 و رقم 2 فاهمين