أثار القرار الذى اتخذته حركة النهضة الإسلامية فى تونس بالإبقاء على الفصل الأول من الدستور التونسى القديم وعدم جعل الإسلام المصدر الرئيسى للتشريع ردود أفعال مختلفة، لاسيما أن هذا الموقف كان بمثابة خطوة مهمة لتأكيدها على تطبيق المنهج الوسطى فى الإسلام الذى دعت له.
ولعل هذا القرار يكون قد ساعد فى تهدئة الفريق الليبرالى فى تونس الذى دعا إلى مدنية الدولة حيث اعتبر قرار النهضة بأنه صفعة على وجه التيار السلفى المتشدد من وجهة نظرهم، فى المقابل شكل قرار النهضة بالنسبة لبعض التيارات الدينية فى تونس وخاصة السلفيين صدمة حقيقة بعد أن خرجوا فى مظاهرات عديدة تطالب بتطبيق الشريعة وجعل السلام المصدر الرئيسى للدستور.
وعندما طالبت "النهضة" بعمل استفتاء شعبى على ذلك رفضت الحركة وقال راشد الغنوشى، رئيس الحركة، سوف نحتفظ بالفصل الأول من الدستور القديم-1959- والذى ينص على أن "تونس دولة لغتها العربية ودينها الإسلام، متوقعًا أنه فى حالة الاستفتاء على الشريعة الإسلامية فى الدستور من الممكن أن لا تصل نتيجة التأييد إلى نسبة 51.%
وقبل إعلان النهضة عن هذه الخطوة قامت بعمل استفتاء داخل الهيئة التأسيسية حول الإبقاء على الفصل الأول من الدستور حيث صوت 52 عضوا مع الاكتفاء بالفصل الأول مقابل 12 عضوا مع إضافة فصل ينص على مصدريّة الشريعة، مما يعنى أن هناك جدلاً دار داخل الحركة نفسها قبل اتخاذ هذه الخطوة.
وبعد اتخاذ هذا القرار بدأت ردود الفعل المهاجمة لحركة النهضة فى الظهور بقوة مما دفع الحركة إلى محاولة توضيح موقفها بعد أن وصل هجوم البعض عليها لاتهامها بالخيانة، حيث قال راشد الغنوشى زعيم الحركة من خلال تصريحات نشرت على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "الفيس بوك" حول خيبة أمل بعض الإسلاميين من موقف النهضة من مسألة الشريعة، "من يتهمنا بمصطلح "إسلام لايت" نقوله له هذا الإسلام اللايت هو الذى صمد فى السجون لأكثر من 20 سنة، الإسلام اللايت هو الذى صمد فى الغربة، والإسلام اللايت لم يذهب ولم وراء بن على، ليطلب ما يطلب، الإسلام اللايت هو الذى شارك فى هذه الثورة مع الآخرين".
وأضاف الغنوشى قائلا "هذا نوع من التكفير أن يقال لنا: "إسلامكم إسلام لايت".. وخداع للناس بالقول إن هذا "إسلام قوى" وذاك "إسلام ضعيف".. والله تعالى يقول: "هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى".. فأرجو لا ندخل عنصر التخوين (فلان خائن، وفلان كافر) لأن هذا عنصر مدمّر" يجب أن يحترم بعضنا البعض، ويكفينا أن نقول"نحن مختلفون فى الرأى"، لأننا لسنا مختلفين فى الإسلام، ولسنا مختلفين على الإسلام .وأضاف "فلنعط للمجتمع التونسى الوقت لفهم الإسلام، وما دامت الدولة ديمقراطية، فسيترجم ذلك مستقبلا".
وقال حبيب خضر النائب عن حركة النهضة بالمجلس التأسيسى إن مسألة التنصيص على الشريعة فى الدستور مسألة سياسية تخضع للاجتهاد وللتقدير وفهم الواقع ولا يحق لمن قد يخطئ فيها أن يتهم بالخروج من الإسلام .
وأكد خضر بأن منتسبى حركة النهضة تفاعلوا مع الخيارات والصيغ المطروحة بكامل الانفتاح، ولكن عندما اقترنت المطالبة بالشريعة بانحرافات من نوع رفض النظام الجمهورى والديمقراطية، أدى هذا الأمر إلى قدر كبير من الالتباس وسوء الفهم ودفع النهضة إلى أن تتخذ موقفا واضحا من الأمر، واعتبر أن كلمة "دينها الإسلام" الموجودة فى الفصل الأول من الدستور أشمل من كلمة الشريعة وتُحيل إلى كون الإسلام دين الدولة وأجهزتها لا دين الشعب فقط .
كما بين أن الدستور الجديد سيضمن عدم تهميش الفصل الأول وذلك عن طريق وضع آليات قانونية واضحة من بينها: إنشاء محكمة دستورية والقضاء المستقل، ووجه خضر حديثه للمشككين فى النهضة وفى قرارها مؤكدًا أن الحركة لم تخن مبادئها ولا حادت عنها وكل ما قامت به هو تثبيت تلك المبادئ والدفاع عنها.
قرار النهضة بعدم اتخاذ الإسلام مصدراً رئيسياً للتشريع يكسبها تأييد التيار الليبرالى.. ويشكل خيبة أمل لبعض الإسلاميين.. "الغنوشى" يرد على من هاجموه: يجب أن يحترم بعضنا البعض
الخميس، 29 مارس 2012 05:25 م
راشد الغنوشى زعيم حركة النهضة الإسلامية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
fayez
التوانسه
التوانسه رجاله واعيين مينضحكش عليهم باسم الدين
عدد الردود 0
بواسطة:
ُEmad
ناس بتفهم .....
عدد الردود 0
بواسطة:
عابر سبيل
ذكاء تونسى