أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد الدسوقى رشدى

عودة المجلس العسكرى

الخميس، 29 مارس 2012 08:02 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت فى وقتها نكتة رائجة على ألسنة قيادات الإخوان والسلفيين والليبراليين واليساريين وشباب الثورة، كلما ظهر أحدهم على شاشة التليفزيون بعد أى كارثة دموية مثل محمد محمود، أو مجلس الوزراء، أو بورسعيد، وسألوه عن أداء المجلس العسكرى، يدفعه خوفه إلى أن يكون دبلوماسيا ويتكئ اتكاءة الخبير والعالم ببواطن الأمور ويقول: «المجلس العسكرى يفتقد للخبرة السياسية».

أنا مثلك تماما سمعت هذه الجملة مرارا وتكرارا من رؤساء أحزاب وقيادات إخوانية وشباب ثورة ومثقفين وفنانين، حتى ظننت أن القوى السياسية المختلفة ستعصر المجلس العسكرى عصرا، وتضعه على حجرها، وتقوم «بتدليعه وهشتكته» حتى يسلم السلطة فى أسرع وقت، وبأيسر شكل دون مشاكل، على اعتبار أنه قليل الخبرة، ولن يجد مفرا من الخضوع لقيادات الإخوان واليسار والليبراليين وشباب الثورة الذين أوهمونا بأنهم أهل الدهاء والمكر والخبرة، من كثرة حديثهم عن المجلس العسكرى الذى لا يعرف ألف باء سياسة.

نكتة المجلس العسكرى قليل الخبرة التى أعجبت المجلس، وظل يرددها فى رسائله وبياناته، مؤكدا أن السياسة ليست أرضه، لم تكن فقط وسيلة لتبرير فشله أو خططه للالتفاف على الثورة، ولكنها كانت طريقا خفيا لاستدرار عطف الناس على المجلس بشكل جعل التغاضى عن أخطائه أمرا واجبا، على اعتبار أنها لم تكن سوى تجاوزات طفولة سياسية.

الآن ونحن أمام مشهد يبدو فيه المجلس العسكرى هو الطرف المحايد، أو المنقذ الذى يجلس فوق المنصة العليا لحل مشاكل القوى السياسية وحماية الثورة والوطن من الحرب والخلافات الدائرة بين الإخوان والقوى السياسية المدنية والثورية، لابد أن نعترف أن النكتة التى كنا نضحك من فرط «بواختها» لم تكن سوى فخ سقطت فيه القوى السياسية.

المجلس العسكرى الذى نجح فى الاختفاء عن الساحة فى الشهور الأخيرة، أتم مشهد رعاية الصلح بين القوى السياسية والظهور بمظهر القاضى العرفى الذى يملك حكمة التوافق والحفاظ على الوطن من الخلافات الناتجة عن أطماع السلطة، حينما دعا إلى لقاء أمس الأول مع القوى السياسية المتنافرة بعد خلافات الجمعية التأسيسية، ليبدو كأنه الطرف العاقل والزاهد فى السلطة، وسط أطراف سياسية كثيرة تتراشق بالألفاظ والاتهامات من أجل السلطة.

نجح المجلس العسكرى فى استكمال الصورة التى يريدها لمصر خلال المرحلة الانتقالية، صورة لقوى سياسية لا تعرف ولا تعترف بضرورة التوافق من أجل الوطن، وتشعل معارك قد تحرق مصر من أجل مصالحها الشخصية، ثم ظهر هو فى الوقت المناسب كرجل المطافئ الشجاع الذى يلقى بنفسه وسط نيران خلافات الإخوان والليبراليين لإنقاذ مصر من أطماعهم.

بغض النظر عن موقفك من المجلس العسكرى، النتيجة الآن تقول بأن المشير ورفاقه نجحوا فى أن يضربوا القوى السياسية فى بعضها، ويعيد البساط مرة أخرى أسفل أقدامه، ويجعل من نفسه «الصدر الحنين» الذى يحتضن الجميع، ممهدا لنفسه خروجا آمنا من ساحة سياسية مشغولة بنار الخلافات، أو ربما للاستيلاء على سلطة أضعفت الصراعات عليها تيارات كانت فى الماضى تشفق على المجلس العسكرى من قلة الخبرة السياسية، فاكتشفنا معها أن خبرتهم فى الفوضى وعشوائية القرار والطمع فى السلطة أكبر من الخبرة السياسية التى كانوا بها يعايرون المجلس أو يمهدون له دون أن يدروا الطريق نحو السيطرة!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

مقال رائع فى تحلبله ونقده - صدقت - ولن يسلموا السلطه الا بشروطهم

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن مصري

لأشىء فى الديمقراطية إسمه " توافق "

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

يابرلمان رشحناك مناره - لقيناك حفره وستاره

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

العسكر عايزين يضموا ليهم كل وزارات البطش والثروات - خايفين من كشف الفضائح والتجاوزات

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

ايه حكاية الخطوط الحمراء اليوميين دوول - هوه الشعب الوحيد اللى خط اخضر

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

ياوزير الداخليه - التحرير لا يستقبل فلول الخزى والعار - اهلا بيك اذا كنت من الثوار

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

ياوزير الداخليه - احترامك لشعبك هو الفيصل بيننا وبينك

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

ياوزير الداخليه - اختبر عضلاتك كويس - الجولات القادمه مختلفه - تكسير عظام

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

ياكتاتنى ركز ارجوك - البرلمان مدين للثوره وليس مدينا للفلول

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

يامرشد الاخوان - الاسطوانه 30 سنه بتقول اللى يعارض اما كافر او من سحرة فرعون

بدون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة