أحب دائماً أن أشرك القارئ معى لذلك فى معظم مقالاتى أترك مساحة.... وأود أن نكمل النقاط معاً، بالرغم من أنها أكثر الطرق مضايقة فى وضع الأسئلة؛ لأن الأسهل أكيد إنك تضع خطاً تحت الإجابة الصحيحة، بس هنا عندما أود أن أشرككم معى فى إكمال باقى العنوان إنت ممكن شايف إن اللى ما بيشوفش من الغربال أكيد مش الأعمى؛ لأن ببساطة المثل لم يخترعوه أجدادنا الذين يملكون من الحكمة ما يكفى لتتبخر البراكين ليتحدثوا عن الظلام الذى لا يعيش فيه الأعمى، فالمثل إسقاط واضح على (أعمى البصيرة وليس البصر).
ومن الجائز أن يصاب القلب بالعمى أحياناً.... إيه رأيكم؟ اللى ما يشوفش من الغربال يكون إيه ممكن مجلس؟ ممكن طالب مش عارف مستقبله؟ ممكن مسئول فاسد؟ ممكن مخبول افتكر إن إرادة الشعب تتلخص فى لحية وسبحة وبدلة بكرش أو جلبية صوف تسبب النعاس.. ممكن يكون مسطول أخد نفسين وفى جيبه تذكرة وفكّر يعدى يسحب استمارة.. ممكن أمثلة كتير. أنا لا أبدى أى تعجب أو استغراب مما يحدث؛ لأنى ببساطة لم أنظر يوماً لأحد من الخارج، لم أنخدع فى لحية أو سبحة أو شبشب أو جلباب لا أؤمن بالديكور ولا المكياج على الإطلاق فكل ..ينضح بما فيه.
ما زرعناه نحصده الآن، من يتحدث الآن فى الهايفة ويتصدر يُرثى لحاله، البلد تغرق فى المشاكل والأمراض والأوبئة وحالة من التوتر الأمنى الداخلى والخارجى المجاعة، وارتفاع الأسعار، يلوحون من الأفق نقص الموارد وانتشار العشوائيات التى تملأ كل شبر_ أطفال الشوارع على أتلال القمامة يرقصون ويمرحون_ ويلتفون حول المرسيدس والـ بى إم فى الإشارات، ونترك كل هذا أو نذكر الله، وننظر بشفقة، وندير وجوهنا المعمرة بعلامات الصلاة لنُفكر فى الشو الإعلامى، كيف يرددون الناس اسمى؟ كيف سأظهر فكراً فى حيلة يا نائب لكى يظهر لك صوت بدل ما أنت قاعد تنام أو تتحدث كلام مخابيل الدنيا تقوم وتقعد وأنت مؤمن بالقضية، وأخجل من حالة الغباء التى أصابت، وآلمت بالقبة والبرلمان، ونحن على مشارف حرب أهلية حالة من الرثاء لحالكم.
الشعب المصرى ببسطائه، ومن يجلسون فى شوارعه على باب الله، يملكون عقولاً للأسف لا يملكها من يمتلك الذقون والسبح يعيشون بعيداً عن الشعب الذى لا يجد قوته ومعظمه ينام ولا يعلم كيف سيمر غده، ويفكر فى تدبير قوته أخجل من السفهات التى يتحدثون فيها كقوانين الخلع، وإلغاء اللغات من المدارس، وغلق المواقع الإباحية، وقوانين تسنين الزواج وتزويج الفتيات فى سن صغيرة، من باب تنشيط السياحة ورفقة بحال الأسر فى بعض القرى الفقيرة وغيرها.
فتأجير الفتيات، وأكاد أقول الأطفال، باليوم ولا بالشهر، للكواهل وكبار السن، يناقشون تشريعه الحديث لعاقل يمتلك حكمة وعقل واجب، من الممكن أن يستمع ويفكر ويقتنع، لكن الحديث لمتعصب يحرف القوانين ويفسرها، كل شيخ وله طريقة، ومن يختلف يُعتبر لا يخاف الله، ومرتد عن قوانين الجماعة والعصابة والحزب والمافيا التشريعية والابتكارية اللى تنذر بهلاك قريب لنا، يقبلها شعب مثل الشعب المصرى الشعب المصرى أذكى من أن تلعب فى ملعب الأديان والشريعة.
وحكاية دولة محترمة إسلامية وحد الحرابة وحد الغراب حد الحرابة لم يكن يوماً ليحل مشاكل الجريمة والسرقة والاغتصاب فى اقتناعى الشخصى، فى دولة يهان فيها الكريم، ويسرق البسيط لكى يأكل أولاده، أو يحصل على الطعام، فيكون جزاؤه قطع اليد؟ هل وفرت له الدولة أقل حقوقه من ماء نظيف أو لقمة عيش، عيش حاف، ثم بعد ذلك تأتى لتحاسبه، وكأن لسان حال حد الحرابة يقول هتموت يعنى هتموت! إن ماكنش من الجوع ستنتحر، أو تقتل أولادك واحداً واحداً، وبدل ما كان هذا يحدث نتيجة يوم الثلاثاء الأسود فى البورصة، سيصبح الخميس الأسود والأربعاء الأسود والسبت الأسود وهكذا.
حضرة النائب الفاضى جداً الذى قرر رغماً عنه أن ينهى فترته فوراً، ويحذف اسمه من المضبطة؛ لأنه عفواً لم يدخل التاريخ فالتاريخ لا يقبل المواقع التى أصبحت فجأة إباحية. المشكلة الآن ليست فى المواقع؛ لأنه ببساطة من يبحث عن الإباحية سيجدها فى الريسيفر وقنوات الهوت بيرد وسيديهات ميدان رمسيس، ومجلات العروض الساخنة، والتهريب فى بلادنا، مفيش أسهل من كده، وفرصة ومبروك للصين يتفتح لها باب رزق جديد.
موضوع المواقع الإباحية بداية الخيط، ثم بعد ذلك الفيس بوك عليه أولاد وبنات والاختلاط ممنوع، بعد كده الياهو والهوت ميل والاسكاى بى فيهم كاميرات والكاميرا بتجيب برد! وفجأة تويتر يحدث فيه سب وقذف ونميمة وبنجيب فى سيرة ناس يا حرام مش موجودين. ظلمنا الإباحية عندما اعتقدنا أنها تمثلت فى المواقع الساخنة القادمة من الغرب البارد، وظلمنا الفياجرا رخصناها زى كل حاجة ما رخصت، حتى زمان المجانين كانت فى نعيم دلوقتى المجانين فى الشارع وفين.. وفين.
