"سيرة غيم يهذى" قراءة فى التجربة الشعرية لـ"حبيب الصايغ"

الخميس، 29 مارس 2012 10:24 م
"سيرة غيم يهذى" قراءة فى التجربة الشعرية لـ"حبيب الصايغ" غلاف الكتاب
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر عن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع فى الإمارات، كتاب بعنوان "سيرة غيم يهذى: قراءة فى التجربة الشعرية لحبيب الصايغ" لمؤلفه الشاعر والناقد الأدبى الفلسطينى سامح كعوش، ويقع الكتاب فى مائة وخمسين صفحة من القطع المتوسط مقسمة إلى أربعة فصول، ولوحة الغلاف للفنانة التشكيلية الإماراتية فاطمة عبد الله لوتاه، وهو الكتاب النقدى السادس بعد كتاب "سؤال المفردة والدلالة" عام 2008، "رؤى وردة المعنى" عام 2009، و"تحولات الرمل: قراءة فى التجربة الروائية لعلى أبو الريش" عام 2010، و"مفتاح الريبة: قراءة فى التجربة الشعرية لأحمد العسم" عام 2011، و"جماليات الأنا الشاعرة" عام 2011.

يستهل "كعوش" كتابه بعبارات " يتابع غيمى مسيرته وهو يهذى، كأنى إشارته فى الجحيم، ويرسلنى فى صواعقه وبروق المساء، ولا أدعى غير هذا الدعاء: إلهى تعبتُ وإنى أحبّكَ" من النص الشعرى للشاعر الإماراتى حبيب الصايغ، الذى يعد أحد أبرز رواد الشعر الإماراتى المعاصرين.

ويشير "كعوش" فى كتابه إلى أن الصايغ يبدأ دائماً بالموت، فالموت يؤسس لحياة أخرى، ويبنى عوالم ما بعد الخراب الجميل، ويؤنسن الأشياء بوحدة الانمحاء، أو الإمحاء القسرى الذى يمارسه الصايغ لكل كائنات الحبر والبشر والورق، فكأنه يستعمل فى جبلته السحرية عناصر الوجود من ماء وهواء وتراب ونار، وعلوم الحياة من فلسفة وشعر ومنطق اللا منطق، وهو فى ذلك يطلب مطلباً واحدا منذ عرفناه فى قصائده الأولى، حتى كتابته الأخيرة الأكثر إشارةً إلى الموت كحياة، وإلى الجنس كفضاء، وإلى الأنثى كمحفز يومى على الشعر، وعلى العشق وعلى العبث بكل ما سبق من عناصر ومسلّمات فى الفكر والشعر وغيرهما، إنها لعبة الخلود عند الصايغ، مؤامرته ضد الحياة.

ويقول "كعوش" فى الفصل الثانى من الكتاب تحت عنوان "ترميم الذات أو نظرية موتها": "يؤكد حبيب الصايغ حضور أناه، فأناه أنثاه، وأناه أناته التى علقت غصةً فى الحلق منذ الأزل، فى صراعه ضد الحياة/ الموت واعتقاده بمبدأ الموت/ الحياة، فحياة ذاته الشاعرة لا تتحقق بالمصالحة والقبول، والرضوخ لقيم القبيلة والجماعة بل بانعتاقها وانطلاقها حرةً ولو فى الصعلكة، فهو سليل طرفة بن العبد، وامرئ القيس، وهو متنبى هذا العصر وشاعره المقتول.

ويختم "كعوش" بقوله "يسمّى حبيب الصايغ سماءه الخامسة باسمها الأخير، ويصرخ فى وجه المساء نقيض السماء، فالسماء انفتاحٌ والمساء انغلاق، وحين يصل الشاعر إلى نتيجة مفادها قوله: "إنّ فى سمائى، وحين تشعُّ قليلاً/ يشعُّ قميصى قليلاً"، بمعنى العودة إلى لعبة الجسد والروح، فالجسد القميص والروح الشعاع، والقلب العاطفة والفؤاد مصطلحٌ بيولوجى عند الصايغ، والسماء قد تجلس القرفصاء كأى كائنٍ لتكون، كأنها المساحة كلها لتحتلّها، فى ما وراء الشاعر وأمامه، وما خلفه، وما فوقه وتحته، وبينه وحوله، لأنها سماء التوتر والمعاناة، والرفض والمعاندة، ولا شاعر يليق بهما بقدر ما يقعان فى جلباب هذا الشيخ ليصير صاحب طريقة فى فهم السماء، وإعطائها اسمها دون إضافاتٍ أو صلات وصل، فهى السماء، سماء حبيب الصايغ، أينما حملته خطاه، يكنْ سموُّ سماه، ووضوحُ سمته ورسوخ اسمه".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة