التقى "اليوم السابع" بالملحن "صلاح الشرنوبى" والمخرج "عمرو زهرة" داخل مديرية أمن القليوبية، وذلك بعد دقائق من تمكن قوات الأمن من إطلاق سراحهما، بعد تعرضهما لعملية اختطاف من قبل 5 أشخاص مسجلين خطر، وتم نقلهما إلى منطقة "أبو الغيط" التابعة لمركز القناطر الخيرية، والتى تعد من أشهر مناطق تجارة المخدرات بالقليوبية، بينما تم احتجازهم فى منطقة "منطى" التابعة لمركز قليوب.
ويقول الشرنوبى "تعرضت لتمثيلية شديدة الإتقان وللأسف لم أع مقصدها إلا متأخرا، بدأت حلقتها منذ أن تلقيت اتصالا هاتفيًا من فتاة تدعى "حنين" فى العشرينات من عمرها وشخص آخر اسمه "حازم" ادعى أنه منتج، وذلك من أجل عمل ألبوم غنائى لها، وبعد عدة اتصالات طلبت أن أسمع صوتها، الذى كان "مش بطال"، وبعد تحديد ميعاد تقابلنا يوم السبت الماضى، فى الاستديو الخاص بى بالمهندسين، واتفقنا على كل التكاليف، وقمت بإسناد تجهيزات الألبوم لابنى ( محمد الشرنوبى) موزع موسيقى، (ورامى) مهندس صوت، وبعد ذلك طلبت من الفتاة الحضور فى اليوم التالى الأحد لعمل تدريبات لصوتها، وبدأت أتصل بالدكتورة جيهان نصر مدربة الأصوات بعد الاتفاق مع المنتج على كافة التكاليف و"العربون".
وفى نفس اليوم اتصل بى حازم ليخبرنى بأنه سيسافر إلى العريش، وأنه سيرسل مع شقيقته "سلمى" العربون المتفق عليه، وفى مساء يوم الأحد حضرت الفتاة "حنين" إلى الاستديو، حسب الموعد المحدد لها، ولكنى تأخرت عليها بسبب انشغالى فى مدينة الإنتاج الإعلامى، فوصلت إلى الاستديو الساعة الثامنة والنصف، وكنت قد أحضرت كلمات للشاعر "محمد القصاص"، وبدء العمل وامتد حتى الساعة الواحدة من صباح يوم الإثنين، ولم تحضر شقيقة المنتج بالعربون، وفى ذلك الوقت كان حازم فى اتصال دائم بالفتاة، وتأخرت حنين بالاستديو حتى الساعة الثانية، بسبب حضور مطربة أخرى مع ولدها، وحضور المخرج مجدى الناظر، والمخرج المنفذ عبد الفتاح، وذلك من أجل قراءة سيناريو وحوار مسرحية اسمها (حمرا يا) والمزمع عرضها خلال الصيف القادم، وازدحم الاستديو".
ويستكمل الشرنوبى قائلا: "بدأت أعمل مع الفتاة فترة، وأتركها وأذهب للمطربة الأخرى فترة إلى أن دقت الساعة الثانية من صباح الإثنين، ومع ذلك لم تحضر العربون المتفق عليه، فسألت حنين، فردت بأن المنتج أخبرها بأن زوجة شقيقه جاءت من السفر ولم تستطع الحضور، وبعد دقائق تلقيت اتصالا من المنتج واعتذر عن عدم حضور سلمى وطلب منى أن أقوم بتوصيل حنين إلى منزلها بالمريوطية، فقررت أن آخذ معى المخرج عمرو زهرة ومجدى الناظر وعبد الفتاح، من أجل استكمال العمل بعد توصيل الفتاة لمنزلها، فقامت الفتاة بالاتصال بالمنتج وأخبرته، فتلقيت اتصالا آخر من المنتج يلفت نظرى إلى ان وجود "حنين " فى سيارة بها عدد كبير من الرجال شكل غير لائق أمام البواب، فقررت أن أصطحبهم وعندما وصلنا إلى "مزلقان" المريوطية، طلبت من المخرج ومساعده النزول والانتظار على مقهى بجوار "المزلقان"، وذهبت أنا وعمرو لتوصيل الفتاة، دخلنا عدة شوارع وفوجئت بأن الفتاة مش فاكره عنوانها، وكانت مع المنتج على التليفون، وفوجئت بأن المنتج يخبرنى بأنه اتصل بالبواب لكى يخرج ويأخذ الفتاة، وبعد أن دخلنا شارعا بعد فلفلة وفى منطقة صعبة جدا، وجدنا البواب يقف بعيدا، فتوجهنا إليه من أجل إنزال الفتاة، وركب البواب معانا وطلب منى أن أدخل أحد الشوارع المظلمة، وفى هذا الوقت كان عمرو هوالذى يقود السيارة وأنا بجانبه والفتاة والبواب فى الكرسى الخلفى، وفى نهاية الشارع طلب منا البواب التوقف بحجة أننا وصلنا".
وتابع الشرنوبى حكايته قائلا: "ولكن الغريب أن الفتاة لا تعرف العمارة، ومن هنا شعرت بشئ من الغموض، وأول ما البواب والفتاة قاما بفتح باب السيارة، فوجئت بـ"6" أشخاص مسلحين بمدافع رشاشة وعملوا كردونا حولنا وحول السيارة، وطلبوا منا النزول وقاموا بإحضار قطع قماش وربطوا عيوننا، وركبونا أتوبيس، كان مسروقا وسائقه مختطفا، وبدأ الأتوبيس يتحرك، وقام أفراد العصابة بضربنا بكعوب البنادق التى كانت بحوزتهم، فضلا عن الإهانات، وبعد ساعة طلبوا منا النزول من الأتوبيس، وركبنا سيارة أخرى مخصصة للسير فى المناطق الجبلية، وبعد مرور فترة زمنية، توقفت السيارة ونزلنا فى مكان معروف بالعزبة، فى "أبو الغيط"، مكثنا ليلة كاملة فى هذا المكان، ومن فجر يوم الاحد حتى الساعة الثانية من فجر يوم الإثنين".
ويضيف الشرنوبى قائلا "عرفنا أن العصابة الأولى التى تولت أمرنا من المريوطية سلمتنا لعصابة أخرى، وهى التى تولت أمرنا فى العزبة، وفى حوالى الساعة الثالثة والنصف، جاءت سيارة " جبلية " وخرجنا من العزبة مشيا على الأقدام فى الوحل والزلط ثم ركبنا، السيارة وتوجهنا لمكان آخر يطلق عليه "المخزن" وصعدنا سلالم حتى وصلنا للدور السابع، تحت تهديد السلاح والإهانات، وعندما وصلنا وجدنا زعيم العصابة، وقال لى "يا صلاح مش هتدفع؟"، ووجه سؤاله لعمرو قائلا "وأنت يا بنى؟"،
ويقول الشرنوبى "إن العصابة كانت تكره عمرو لأنه كان يناضل ضدهم، وكان رده عليهم بأنه ليس لديه المقدرة المالية لدفع أى مبلغ، فقدت العصابة الأمل فى عمرو وركزوا معى، وعرفنا بعد ذلك، أن هناك اتفاقا بين العصابة بأن يتم تخزين الرهينة المختطفة بالمخزن مقابل نسبة من الفدية المطلوبة".
وتذكر الشرنوبى إحدى التفاصيل قبل نقلهم إلى العزبة قائلا: "سألنا أحد أفراد العصابة هل ستدفع اتنين مليون جنيه فرددت له أدفع، وكرر السؤال على "الفتاة" وعندما كرر السؤال لعمرو فرد عليه "أنا معنديش المبلغ ده" فقال لى أحد أفراد العصابة من "هيحلك"، وأنا أول مرة أسمع هذه العبارات والمصطلحات، ولكنه أدرك بعد ذلك أنها تعبيرا عن الشخص الذى سيدفع المبلغ للإفراج عنا، كما أن العصابة تركت الفتاة فى المريوطية ولم تصطحبها معنا إلى المخزن".
ويستكمل الشرنوبى قائلا "فى هذا المكان بدأ أفراد العصابة يتحدثون معنا ويسألوننا عن وظيفتنا، وعندما عرفوا بأننا نعمل فى مجال الغناء والسينما عاملونا بلطف، وأحضروا لنا الأكل والسجائر، وفى مرة سألنا أحد أفراد العصابة عن نوع السجائر التى نحبها، وفى حدود الساعة الحادية عشرة مساء يوم الإثنين، بدأت الاتصالات تتبادل بين أفراد العصابة".
ويتذكر الشرنوبى خلال وجوده بالأتوبيس وبعد الاستيلاء على كل ممتلكاتهم من أموال وتليفونات طلب منى أحد أفراد العصابة الاتصال بزوجتى وحفظه عبارة واحدة " أنا فى خطر ولابد من دفع 2 مليون جنيه " ثم قام بغلق التليفون، وفى المخزن طلب" سنجام" زعيم العصابة منى أن أتصل مرة أخرى بزوجتى وأطلب منها أن تحضر 180 ألف دولار لأنى فى خطر وقام مرة أخرى بغلق التليفون.
ويقول الشرنوبى "تمنيت أن أقوم بأفعال "أحمد السقا" فى أفلامه، ولكنه كان أمرا صعب الحدوث يمزح، فعندما كنا نريد الدخول لدورة المياه كان يصطحبنا أحد أفراد العصابة ونحن معصوبى العين، وخلال الفترة التى مكثناها مع أفراد العصابة وتبادلنا الحديث جاءنى إحساس بأن زعيم العصابة يحبنى، ولكنه كان يعامل عمرو بقسوة لأنه كان يناضل، أما أنا كنت مسالما جدا".
ويكمل الشرنوبى "وفى الساعة الحادية عشرة أخبرنى "سنجام" بأن مأموريتهم فى تخزيننا ستنتهى، وسيتم نقلنا إلى مكان آخر ويتولى أمرنا زعيم عصابة آخر لا يرحم، فتفاوضنا لتخفيض المبلغ من 2 مليون إلى 200 ألف جنيه، وطلبت منهم أن يطلقوا سراحى لكى أقوم ببيع ممتلكاتى لأنها باسمى، ولكن يبدو أن الموضوع كان مدروسا من شهور وأن العصابة كانت قد رصدت تحركاتى، وقاموا بجمع معلومات عن أموالى ومشروعاتى فى القاهرة والإسكندرية".
ويضيف الشرنوبى قائلا "بعد ذلك أدخلونا حجرة بها سرير وقاموا بتحرير أعيننا، وقيدونا بسلاسل حديدية وفى الصباح خرج أحد أفراد العصابة من أجل شراء دواء لى، وعندما حضر ظل يطرق على الباب، فقام عمرو وخرج من الحجرة لإيقاظ أحد أفراد العصابة ليفتح لزميله الباب، فشاهد ترسانة من الأسلحة على الحائط وكان يرغب بالاستيلاء على سلاح ويقوم بضرب الموجودين كلهم ولكن كان ذلك صعب الحدوث، وفى الساعة الحادية عشرة مساء يوم "الثلاثاء" كان هناك وعود بحضور الزعيم الكبير و"سنجام" من أجل التوصل إلى حل لوجودنا، وأخبرنا أحد أفراد العصابة يدعى "مصطفى" بعدم حضور الكبير، وقال لنا إننا سنغادر غدا، فطلبت منه أن يظل معنا، واتفقت مع العصابة أن يبلغوا ابنى محمد رسالة مضمونها تحضير مبلغ 200 ألف جنيه من "عم مراتى" وهذه العبارة كانت بمثابة "أماره" لتحضير المبلغ، وتسليمه للزعيم الكبير ومن ثم يطلق سراحنا".
ويقول الشرنوبى "وقبل رفع أذان فجر الأربعاء سمعنا خطوات كثيرة تصعد السلم واستشعرت بوجود رجال الشرطة، وخرج علينا أحد أفراد العصابة وقال لنا أنتما ستغادران حالا من هنا، وفجأة انكسر الباب ودخلت قوات الشرطة وقاموا بالقبض على أفراد العصابة، وجاء كل من اللواء محمد القصيرى مدير مباحث القليوبية، والعميد أسامة عايش رئيس مباحث المديرية والعقيد هشام وجمال الدغيدى رئيس فرع البحث الجنائى والمقدم على العاصى واصطحبونا معهم وشعرنا لأول مرة بالأمان".
وفى نهاية الحوار وجه الشرنوبى كل الشكر والتحية لرجال وزارة الداخلية.
ومن جانبه، أكد المخرج عمرو زهرة أنه أخرج أفلاما كثيرة ولم يكن يعرف أن الواقع مرير ومخيف، مضيفا أن العناية الإلهية واهتمام ويقظة رجال الأمن وراء عودتهما إلى أسرهما سالمين.
موضوعات متعلقة:
قوات الأمن تنجح فى استعادة صلاح الشرنوبى بعد القبض على مختطفيه
فاروق الشرنوبى: حتى الآن لا نعرف مصير شقيقى صلاح
الشرطة تبحث عن "حنين" كلمة السر فى اختطاف الشرنوبى
فاروق الشرنوبى: مبلغ الفدية كبير ولا نستطيع تدبيره لإنقاذ أخى
نقيب الموسيقيين: نحاول التواصل مع الداخلية للاطمئنان على الشرنوبى
مجهولون يختطفون صلاح الشرنوبى ويطلبون فدية 2 مليون جنيه
الشرنوبى يروى لـ "اليوم السابع" تفاصيل أصعب "72" ساعة فى حياته.. ويؤكد تعرضت لتمثيلية شديدة الإتقان والعصابة ضربتنا وقيدتنا بالجنازير.. وزهرة: أخرجت أفلامًا كثيرة ولكن الواقع مرير
الخميس، 29 مارس 2012 03:12 م