معهد أمريكى: القاهرة أصبحت فى موقف تفاوضى أقوى بكثير من واشنطن

الأربعاء، 28 مارس 2012 03:25 م
معهد أمريكى: القاهرة أصبحت فى موقف تفاوضى أقوى بكثير من واشنطن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال معهد "هدسون" الأمريكى، إن القاهرة أصبحت الآن فى موقف تفاوضى أكثر بكثير من واشنطن بعد أزمة المنظمات الأمريكية وحظر سفر النشطاء الأمريكيين المتهمين فى قضية التمويل الأجنبى، وقرار اسئناف المساعدات العسكرية السنوية التى تقدمها واشنطن لها.

وأضاف المعهد أنه على الرغم من الانتهاكات الموثقة لحقوق الإنسان من جانب المجلس العسكرى فى مصر، إلا أن إدارة الرئيس باراك أوباما قررت الاستمرار فى تقديم المساعدات العسكرية للقاهرة، وتنازلت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون عن الشروط التى تربط استئناف المساعدات بالديمقراطية. واعتبر المعهد أن هذا يعنى أن على إدارة أوباما أن تعترف أنه بعد عام من سقوط مبارك الذى ظل حليفاً لأمريكا لفترة طويلة، لم يعد لدى صناع القرار الأمريكيين صكوك أخرى يمكنهم بها التأثير على نظام سياسى ربما يخرج عن نطاق السيطرة.

وتابع المعهد فى التقرير الذى كتبه الزميل الزائر لى سميث قائلا، إن نواب الكونجرس غير راضين عن ذلك، خاصة منذ توجه الاتهامات للأمريكيين فى قضية التمويل الأجنبى للمنظمات غير الحكومية، والتى لم تحل حتى الآن، وبدا واضحا أنها قضية ابتزاز سياسى ولا يوجد سر فى أن القاهرة أرادات فى مقابل السماح للنشطاء الأمريكيين بمغادرة مصر بكفالة، المساعدات العسكرية التى كانت إدارة أوباما تحجبها فى محاولة لممارسة الضغوط على النظام المصرى.

باختصار، أصبحت مصر الآن فى وضع تفاوضى الآن أقوى بكثير من الولايات المتحدة ولا يبدو أن هناك مؤشرات على حدوث تغيير فى ميزان القوى فى الوقت القريب.

ومما لا شك فيه، يرغب الكثيرون فى واشنطن فى قطع المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر أو على الأقل الحد منها، خاصة أن المعونة الاقتصادية التى يستفيد منها الشعب المصرى نسبته قليلة من إجمالى المساعدات، فلماذا لا يتم قلب الموازين ويتم تخصيص المساعدات كلها للشعب المصرى فى ظل تدهور السياحة وتراجع احتياطى النقد الأجنبى والاستثمارات، حيث سيكون وقتاً مناسباً لضخ السيولة مباشرة فى الاقتصاد المصرى.

لكن المشكلة بالطبع هى أنه من المستحيل أن يسمح المجلس العسكرى لمنح تلك المعونة للمصريين العاديين، وحتى لو كان هذا ممكناً، فإن واشنطن ستصبح أكثر حساسية لمزاعم التدخل.

ويتابع التقرير أن القضية الحقيقية أن حكام مصر لا يرون الموقف الاقتصادى المؤلم بنفس الطريقة التى تفعلها واشنطن، فبالنسبة للبيت الأبيض، مصر كبيرة جدا على الفشل. ومن منظور المجلس العسكرى، شهدت مصر مجاعة وأوقات أسوء بكثير فى الألفية الماضية وستستطيع اجتياز هذه الفترة، وهنا يشدد التقرير على أنه لا يوجد جيش مصرى واحد بل اثنين، الأول المتحالفة معه أمريكا والذين عليهم أن يدعموه لمنع الجيش الثانى من الانتفاضة.

الصورة الأولى للجيش هى لمؤسسة كبيرة يترأسها الآن المشير حسين طنطاوى، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وهو نفس المجلس الذى حكم مصر منذ عام 1952، وهو أقوى مؤسسة فى مصر على الإطلاق، لكنه يعرف أيضا أن هناك حدودا معينة لا يمكن تجاوزها. طنطاوى وفريقه يرفعون الأسعار على واشنطن لكنهم لا يسعون إلى الإضرار بالعلاقات المصرية الأمريكية، أما الجيش الثانى فهو الذى سيختار إعادة كتابة القواعد، ويتمثل فى صغار الضباط.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة