أعرب مجلس الأمن الدولى عن القلق العميق إزاء الاشتباكات العسكرية فى المنطقة الحدودية بين دولتى السودان وجنوب السودان، والتى تهدد باستئناف النزاع بين البلدين وتفاقم الوضع الإنسانى وسقوط المزيد من الضحايا المدنيين.
ودعا أعضاء مجلس الأمن - فى بيان صدر مساء أمس الثلاثاء بتوقيت نيويورك - حكومتى السودان وجنوب السودان إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والحفاظ على الحوار الهادف إلى معالجة القضايا بالطرق السلمية بما فى ذلك قضايا النفط والعنف فى المنطقة الحدودية والمواطنة، وأبيى.
وطالب البيان كلا من الخرطوم وجوبا بوقف العمليات العسكرية فى المناطق الحدودية ووضع حد لدوامة العنف وعدم اتخاذ أى إجراء من شأنه أن يقوض الأمن والاستقرار، ودان المجلس الأعمال التى تقوم بها أى جماعة مسلحة تهدف إلى الإطاحة القسرية بالحكومة فى أى من البلدين وأكد التزامه القوى بسيادة وسلامة أراضى كل منهما.
ودعا أعضاء مجلس الأمن البلدين إلى احترام نص وروح مذكرة التفاهم الموقعة فى 10 فبراير بشأن عدم الاعتداء والتعاون، وحثهما على الاستفادة من الدورة المقبلة للآلية المشتركة السياسية والأمنية لنزع فتيل التوترات على طول الحدود واتخاذ الخطوات المناسبة لتفعيل الحدود المشتركة وآلية الرصد.
ونوه أعضاء مجلس الأمن الدولى إلى بيان رئيس المجلس الصادر فى 6 مارس الجارى، والذى أعرب عن القلق البالغ إزاء تقارير تكرار حوادث العنف عبر الحدود بين السودان وجنوب السودان، بما فى ذلك تحركات القوات وتقديم الدعم والقصف الجوى. وشددوا على الضرورة الملحة لإيصال المساعدات الإنسانية، وفقا للقانون الدولى، بما فى ذلك القانون الإنسانى الدولى المعمول به، والمبادئ التوجيهية للمساعدة الإنسانية فى حالات الطوارئ، من أجل تفادى تفاقم أزمة خطيرة فى جنوب كردفان والأزرق الولايات النيل، والسودان.
ومن ناحيته أبدى وزير الدفاع السودانى الفريق أول ركن عبد الرحيم محمد حسين، استغرابا لتوقيت هجوم دولة جنوب السودان على بلاده فى منطقة "هجليج" بجنوب كردفان فى ظل الترتيبات التى كانت تجرى لزيارة الرئيس عمر البشير إلى جوبا، ووصف الخطوة بأنها تمثل ضربة قاصمة لجهود تطبيع العلاقات بين البلدين.
وقال الوزير فى حديث لفضائية "الشروق" السودانية بثته الليلة الماضية إن ادعاء الجنوب باسترداد "هجليج" كشف النوايا العدوانية لدولة جنوب السودان، وأضاف أن "هجوم قوات الحركة الشعبية ومرتزقة دارفور نسف إمكانية اتفاق وقف العدائيات بين الجانبين".
واعتبر عبد الرحيم - الذى يزور العاصمة القطرية الدوحة حاليا - أن أى مدخل للسلام بين بلاده وجنوب السودان يجب أن يكون من خلال وقف العدائيات والترتيبات الأمنية، قائلا إنه "لا يمكن الحديث عن اتفاق حول البترول أو خلافه بمعزل عن وقف العدائيات".
وجدد وزير الدفاع السودانى سيطرة قواته الكاملة على الأوضاع بمنطقة "هجليج"، ونفى بشكل قاطع تصريحات رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت بدخول جيشه إلى المنطقة.
ومن جهته، أدان الدكتور ربيع عبد العاطى، مستشار وزارة الإعلام والقيادى بحزب "المؤتمر الوطنى" الحاكم فى السودان، الهجوم على "هجليج" أول أمس الاثنين.
ووصف عبد العاطى فى حديث للموقع الإخبارى الإليكترونى (سودانى نت) زيارة الوفد الجنوبى الأخيرة للسودان بقيادة باقان أموم رئيس وفد التفاوض الجنوبى ودعوة الرئيس عمر البشير للقمة الرئاسية بجوبا بـ "المسرحية" للهجوم على "هجليج".
