أكد عدد من الأدباء المنشغلين بأعمال الأطفال، أن أهم المشكلات التى تواجه صناعة سينما الطفل فى العالم العربى، أن هذه الأفلام لا تدر ربحًا يعود على المنتج، فى حين أن سينما الأطفال عمل قومى غاية فى الأهمية خلال عملية تنشئة الأطفال.
جاء ذلك خلال الندوة، التى أقيمت ظهر اليوم، بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، تحت عنوان "أدب الأطفال وسينما الأطفال بين الواقع والمأمول"، والتى حضرها كل من الأديبة والشاعرة العراقية سارة السهيل، وأشرف الملاخ والمخرج مصطفى الفرماوى والكاتب محمد أحمد بهجت نجل الكاتب أحمد بهجت، وذلك ضمن فعاليات مهرجان القاهرة الدولى لسينما الأطفال الحادى والعشرين فى الفترة من 24 مارس إلى 29 مارس 2012.
وأكدت سارة السهيل خلال الندوة أن الفنان فى الوطن العربى يقدم عملا واحدا أو عملين على الأكثر ويكون هذا على سبيل المجاملة أو عندما لا يجد الفنان عملا يقوم به على عكس الجيل القديم من الفنانين الذين أثروا السينما المصرية بأعمال الأطفال مثال الفنان عبد المنعم مدبولى إيمانًا منهم بأهمية ثقافة الطفل.
وأشارت السهيل إلى أن هناك مشاكل على الأطفال، أولها، وهى أن اهتمام الأم بالطفل فى المنزل قليل، وعلى هذا أصبح الأعلام يعد عاملا مساعدا فى تربية الطفل بالمشاركة مع البيت.
وأوضحت سهيل أننا فى العالم العربى مسيحيين ومسلمين نعد مجتمعا محافظا، ولكن هناك من الأفكار المستوردة، والتى تزيد من الانفتاح الزائد الذى لا حاجة له فى نشأة الطفل، مؤكدة أن هناك بعض الأفلام التى تستحوذ مشاهدها على آراء وألفاظ خارجة وإسفاف، وهذا ما يتنافى مع قيمنا وتقليدنا العربية إضافة إلى الدينين المسيحى والمسلم قد حرما العرى والإغراء والإسفاف الذى أصبح موجودًا بشكل غير طبيعى فى أعمالنا سواء الدرامية أو السينمائية من خلال شاشات التليفزيون الذى دخل كل بيت.
وطالبت سهيل خلال الندوة من جميع القنوات التليفزيونية الرسمية والخاصة بأن تقوم بتوقيع برتوكول مع وزير الثقافة والإعلام بمنع عرض أى أعمال غير لائقة قد تؤدى فى النهاية إلى تدمير الطفل منذ الصغر.
ومن جانبه قال الكاتب محمد أحمد بهجت والحائز على جائزة أفضل كاتب عربى للطفل عن ديوانه 25 قصيدة للطفل وكاتب مسلسل قصص الحيوان فى القرآن الكريم، أن من ضمن العوامل التى يمكن تؤثر على نشأة الطفل هى الرسوم المتحركة، التى يمكن من خلالها أن نوصل كمًا هائلاً من المعلومات التى نريدها للطفل، ولكن إذا توافرت جميع العوامل، حيث إنه كان هناك فى الماضى كم هائل من برامج الأطفال من بينها على سبيل المثال "سينما الأطفال"، والذى أصبح لا وجود له الآن، من خلال الأفلام التى كان يعرضها، والتى كانت تساعد على تنمية مهارات وذكاء الطفل.
وأضاف محمد بهجت أن هناك مجموعة عوامل تعوق صناعة سينما الأطفال وهى أن هذه الصناعة غير محسوبة النتائج بما يعود على المنتج بالربح، لذلك نجد معظم المنتجين يهربون من إنتاج مثل هذه الأعمال الهامة لإعداد جيل جديد محافظ على هويته العربية والإسلامية، بالإضافة إلى ما يتم استرداده من أفكار خارجية وأعمال للأطفال كذلك خارجية من شأنها تدمير عقلية الطفل وتحويله إلى تابع لها، كما أن أعمال الأطفال هى عمل قومى يسعى إلى التنشئة أكثر من التربح، وعلى هذا لا يوجد منتج مستعد أن يخاطر فى هذه التجربة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة