مشروع القرار العربى حول سوريا يدعو للحوار بين الحكومة والمعارضة

يدعو مشروع القرار المتعلق بسوريا، الذى سيقدم إلى وزراء الخارجية العرب عشية انعقاد القمة فى بغداد الخميس، الحكومة السورية والمعارضة إلى بدء حوار للتوصل إلى حل سلمى للأزمة، كما ورد فى نص المسودة التى حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه فى موازاة ذلك، يطالب مشروع القرار المعارضة بـ"توحيد صفوفها"، ويتهم السلطات السورية بارتكاب "جريمة ضد الإنسانية" فى بابا عمرو فى حمص.

وتشهد سوريا منذ أكثر من عام موجة احتجاجات غير مسبوقة تتعرض لقمع عنيف من قبل قوات النظام، حيث قتل فيها أكثر من 9100 شخص بحسب المرصد السورى لحقوق الإنسان.

وتطغى الأحداث فى سوريا على أعمال القمة العربية التى تستضيفها بغداد الخميس، للمرة الأولى منذ 22 عاما، وسط تباين فى وجهات النظر بين الدول العربية حيال كيفية التعامل مع الأزمة السورية.

وينص مشروع القرار الذى اعتمده مندوبو الدول الأعضاء فى الجامعة العربية أن مجلس الجامعة يقرر "إدانة الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان فى حق المدنيين السوريين".

ويعتبر المجلس "مجزرة بابا عمرو المقترفة من الأجهزة الأمنية والعسكرية السورية ضد المدنيين جريمة ترقى إلى الجرائم ضد الإنسانية وتتطلب مساءلة المسئولين عن ارتكابها وعدم إفلاتهم من العقاب والتحذير من مغبة تكرار مثل هذه الجريمة فى مناطق أخرى بسوريا".

ويرحب مشروع القرار بمهمة المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفى عنان "لقيادة العملية السياسية نحو إيجاد حل للأزمة السورية والانتقال السلمى إلى حياة ديموقراطية فى سوريا".

ويطالب النص "الحكومة السورية بالوقف الفورى لكافة أعمال العنف والقتل وحماية المدنيين السوريين وضمان حرية التظاهرات السلمية لتحقيق مطالب الشعب السورى فى الإصلاح والتغيير المنشود".

ويدعو من هذا المنطلق "الحكومة السورية وكافة أطياف المعارضة إلى التعامل الإيجابى مع المبعوث المشترك ببدء حوار وطنى جاد يقوم على خطة الحل التى طرحتها الجامعة وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة".

كما يدعو "المعارضة السورية بكل أطيافها إلى توحيد صفوفها وإعداد مرئياتها من أجل الدخول فى حوار جدى يقود إلى تحقيق الحياة الديمقراطية التى يطالب بها الشعب السوري".

ويطالب مشروع القرار كذلك مجلس الأمن الدولى التابع للأمم المتحدة بـ"التحرك لاستصدار قرار يستند إلى المبادرة العربية وقرارات الجامعة يقضى بالوقف السريع والشامل لكافة أعمال العنف فى سوريا، وحث جميع أعضاء مجلس الأمن على التعاون البناء فى هذا الشأن".

وقد أعلن متحدث باسم عنان اليوم أن الحكومة السوية وافقت على خطة كوفى عنان المبعوث العربى الدولى، موضحا أن عنان اعتبر ذلك "مرحلة أولية مهمة" لوضع حد لأعمال العنف.

وجاء ذلك فى وقت اجتمع مئات المعارضين السوريين اليوم فى إسطنبول لاتخاذ موقف موحد حول مستقبل سوريا قبل مؤتمر "أصدقاء سوريا" المقرر الأحد المقبل فى هذه المدينة.