ماذا تفعل لو طبقنا كل ما تريد ونفذنا أوامرك، وحققنا أحلامك كلها، وأدى ذلك إلى نتائج لا تريدها، لم تخطر ببالك، ولم تتصور أنها نتيجة ماقمت به، حينما تتصارع المبادئ مع الأهداف، ماذا تختار؟ عليك أن تختار بين مبادئك وبين أهدافك، وهل من حقنا أن نتنازل عن أهداف الغائبين لمجرد تطبيق مبادئ سامية، صراع بين الحق والحق وكل حق له عدة وجوه واعتبارات.
كانت الحرية من أول أهداف الثائرين فى الخامس والعشرين من يناير المجيد، الحرية بكل تفاصيلها حرية الاعتقاد وحرية التعبير وحرية الصحافة وحرية تكوين الأحزاب، وكانت الحرية هى النداء الثانى للثائرين بعد لقمة العيش، فكان النداء "عيش حرية عدالة اجتماعية". انتصرت الثورة، وحققت أول أهدافها بسقوط مبارك، ورأت أنه لابد أن يقدم إلى محاكمة مدنية غير استثنائية، يتوافر فيها حرية الدفاع وحرية المحاكمة أمام محاميه الطبيعى، وقد يؤدى ذلك إلى براءته من كل التهم المنسوبة إليه، حيث إنه وكل محام بارع فى التلاعب وساعده أركان نظامه الذى لم يسقط بعد فى إخفاء كل الأدلة حتى الشهود غيروا شهاداتهم ماذا تفعل أتكفر بالفكرة؟.. وماذا عن الشهداء الذين هم أصحاب الكلمة العليا؟ هل يقبلون مثل هذه المحاكمات أم أنهم يرون أن من حقهم أن يقتصوا من قاتليهم؟ وهل للأحياء الحق فى التنازل عن حقوق الشهداء فى القصاص العادل.. صراع بين نداءات الحرية والحياة التى هى فى القصاص.
لم يفكر واحد من الثائرين الذين حملوا أرواحهم على أكفهم أنهم يموتون وتروى دماؤهم أرض الميادين فى كل ربوع المحروسة، أنه إنما يستبدل أغلبية الحزب الوطنى بأغلبية أيديولوجية تقصى الآخر، ولا تؤمن بالحوار، وتتهم من يختلف معها بالكفر والإلحاد، وتختطف الوطن إلى هوة عميقة.
الديمقراطية هدف من أهم أهداف الثورة، ولكنها أدت إلى ديكتاتورية أصولية، فوصول الإسلاميين للحكم فى مصر، وانفرادهم كأغلبية بسن القوانين وتحديد السياسات دون باقى الشعب، يعيد للأذهان مشهد مبارك وعصابته، فمن كان يختلف مع الحزب الوطنى كانت تهمته جاهزة وهى التخابر مع دولة أجنبية والحصول على تمويل من الخارج والآن سيستغل ورثة النظام هذه التهم الجاهزة لتوجيهها وقت اللزوم لمعارضيهم مع إضافة تهمة خاصة من نوع جديد، وهى أنك عدو الله، وتعارض مشيئته، وتخالف تعاليمه وتستحق بكل جدارة لقب كافر، والعياذ بالله، هل ترى المشهد؟.. الكتاتنى بدلاً من سرور.. وفصيل واحد يملأ المجلس.. وستسير كل الأمور موافقة.. موافقة والانتقال إلى جدول الأعمال. انتفض البحر وعلت الأمواج وجاءت الرياح بما لا تشتهى السفن.
عماد محمد سالم يكتب: عندما تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن
الثلاثاء، 27 مارس 2012 09:05 م
الكتاتنى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
abumazen
قلة الكلام احسن
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصرى عادى
الفرق بين اغلبية اليوم واغلبية السابق
عدد الردود 0
بواسطة:
ريتال
لو الشعب عايز حد تانى كان اختاره
عدد الردود 0
بواسطة:
م/ محمد
إستغاثه
عدد الردود 0
بواسطة:
يحيي رسلان
الحرية لها معان متعددة
عدد الردود 0
بواسطة:
يسرى عبدالسلام
لقد أتت الرياح بما لاتشتهى السفن
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد عاطف
نحن الأغلبية
عدد الردود 0
بواسطة:
ثناء عبدالناصر
دولة الاخوان
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد بركات
نعم أتت الرياح بما لاتشتهى السفن
عدد الردود 0
بواسطة:
يسرى عبدالحميد
السفن لابد ان تختار وتنتصر على الرياح