صدر حديثًا عن دار العين للنشر، كتاب بعنوان "رؤى فى المناهج التعليمية"، للدكتور محمد السيد سعيد، ويقع الكتاب فى أربعمائة صفحة من القطع الكبير، وهو كتاب من خمسة فصول، يتناول فى الفصل الأول بعض التصورات الحديثة فى مجال تطوير المنهج فى ضوء ثقافة الإبداع لا ثقافة الذاكرة، من خلال ما يسمى بـ"ما وراء المعرفة"، وما يمكن الوصول إليه من وراء ذلك من تنمية للفهم والوعى بعمليات ما وراء الذاكرة مع عرض لبعض التطبيقات العملية لذلك فى النصوص الأدبية فى المرحلة الثانوية.
ويعرض فى الفصل الثانى اتجاهًا آخر فى التطوير، من خلال "التدريس بالفريق التكاملى التشاركى"، والذى تقوم فلسفته على التعاون بين أكثر من معلم فى أثناء الحصة الواحدة، من أجل إثراء العملية التدريسية، مع عرض لبعض التطبيقات العملية للنموذج فى التربية الدينية الإسلامية فى المرحلة الإعدادية.
كما يعرض الفصل الثالث لكيفية بناء المنهج التعليمى ككل متكامل فى إطار من الوحدة والتناغم والتناسق، لأن تجزئ المنهج من شأنه أن يفتت المعرف ويجعلها متناثرة – حسبما يرى المؤلف – مع عرض لهذا التكامل من خلال تدريس الحديث الشريف وتوظيفه فى التكامل مع الفروع الأخرى للتربية الدينية فى المرحلة الإعدادية.
بينما يتناول الفصل الرابع رؤية أخرى قديمة حديثة فى التدريس، وهى "التدريس المصغر" الذى يعتمد على المواقف الاصطناعية فى التدريب فى المعمل المصغر، مع عرض لكيفية تطبيقه فى المجتمع الجامعى لدى طلاب معملى اللغة العربية من أجل تنمية بعض المهارات التدريسية لديهم.
ويختتم الكتاب برؤية لتطوير المنهج فى من خلال التواصل اللغوى الشفوى "الاستماع والتحدث"، وكيفية تنمية هذه المهارات والتدريب عليها فى ضوء مدخل من أهم مداخل تدريس اللغات جميعًا، وهو "التواصل اللغوي"، وذلك مع عرض لبعض النماذج لذلك فى التعليم الجامعى فى أقسام اللغة العربية.