قال الناقد السينمائى طارق الشناوى، إن تطبيق المعيار والمنظور الإسلامى فى الفن يؤدى إلى إقصاء الفن والإبداع فى مصر، مؤكدا أن الجماعات الدينية طالبت بتحريم شعر أبو القاسم الشابى التى قال فيه "إذا الشعب يوما أراد الحياه فلابد أن يستجيب القدر"، رغم أن شباب الثورة استلهموا منه العزيمة والإصرار للتصدى للنظام البائد، متوقعا أن تظهر رؤوس أموال تدعم المفهوم الإسلامى فى الفن والإبداع، والتى تكون بعيدة عن الواقع الحقيقى.
جاء ذلك فى الندوة التى عقدت مساء أمس الاثنين، بقصر الأمير طاز، تحت عنوان "حرية الإبداع فى ظل صعود التيارات الإسلامية"، قائلا إن الفنون لم تكن فى يوم من الأيام ضد الأديان السماوية، كما أنها لا تتعارض مع الأخلاق، مؤكدا أن قيمة العمل السينمائى تتحدد بناءً على قيمته الفنيه وليس بناءً على معالجته لقضية إسلامية، مطالبا بوجود رحابة فكرية وعقول مستنيرة مثل الإمام محمد عبده الذى يعتبر من أدخل الفنون فى مصر.
أما المنتج السينمائى محمد العدل رئيس جبهة الإبداع المصرى فيؤكد أنه كان يتوقع أن تكون هناك حريات أكثر بكثير فى التعبير بعد ثورة يناير، ولكن ما يحدث الآن محاولات لمصادرته، مؤكداً أن محاولة البعض تعليمنا الدين أمر غير مقبول بتزعم أننا لا نعلمه، وكلنا مسلمون ونعلم الفرق بين الحلال والحرام، وكان هناك إسلام قبل ظهور الإخوان المسلمون وحسن البنا مؤسس الجماعة.
وأوضح "العدل" أنه لا يتخوف من تلك التيارات لأن الفيصل فى النهاية هو الجمهور الذى يملك حق المصادرة فقط دون غيره، ولن نسمح لأحد أن يرجعنا إلى الخلف وتقييم الفن من منظور الحلال والحرام، لأن الفن هو تعبير عن الواقع.
وقال السيناريست الدكتور مدحت العدل، إنه يأمل أن يكون هناك توافق خلال الفترة المقبلة فى تلك القضايا، مؤكدا أن الإبداع لا يقتصر على الفن، وإنما كتابة الدستور فى حد ذاته إبداع، والأدب المصرى والسينما حقق تأثيراً فى عقول المصريين أكثر من تأثير الإخوان المسلمين، مشيرا إلى أن محاولة التدنى لمبدعين من أمثال نجيب محوظ رغم أننا نتفتخر بأدبه فى كل انحاء العالم، ومحاولة ممدوح إسماعيل إقصاء الفنانين من الدستور المصرى، أمر يثير المخاوف من نظرة التيارات الإسلامية للفن والإبداع.
وأضاف أننا نستند على تاريخنا، ووجدان الشعب الذى استطاع إسقاط نظام حسنى مبارك البائد، مؤكداً أنه لا توجد حرية مطلقة وإنما هناك حرية مسئولة، والمشكلة هنا من يحدد تلك الحرية.
من جانبه أكد محمود عامر النائب عن حزب الحرية والعدالة أن الضابط فى تلك الحريات داخل العمل الفنى، هو ضمير كل شخص بداخلنا، وأنا كممثل عن حزب الحرية والعدالة لن أتخطى تلك الضمائر، مؤكدا أن العمل الفنى الجيد لا يشترط عرض كل التفاصيل الكاملة، ولابد أن يكون هناك ارتقاء بالمشاهد وسلوكياته، خاصة أن الإبداع يثير الفكر والأفق.
وقال نادر بكار المتحدث الرسمى لحزب النور إنه لا أحد يمتلك قداسة فى الكلام، والعصمة دفنت مع وفاه الرسول صلى الله عليه وسلم، علاوة على أننى لا أستطيع أن أدعى أنى أكثر منك إسلاما، مؤكدا أن ثقافة الحوار كفيلة بحل العديد من المشاكل، والفن هى مرآة ما يعيشه المجتمع بإيجابياته وسلبياته سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، مؤكداً أن التمثل فى حد ذاته ليس حراما.
وطالب "بكار" أن يمتلك الفن رسالة فى القضايا التى يعالجه ليكون هدفه الارتقاء بالمشاعر والنفس وتهذيب المشاعر وسموه، مؤكدا أن هناك مؤسسات دينية متمثلة فى الأزهر هى التى تفصل بين الحلال والحرام، مؤكدا أنه لا يوجد دولة فى العالم ليس لديها سقف للحريات مثل فرنسا التى تدعى العلمانية، وتطبقها لا تسمح بالدخول فى الجوانب الدينية، وقامت بغلق قناة الرحمة لسب أحد الدعاة اليهود فى أحد برامجه، مؤكدا أنه ليس لدينا أى اعتراض فى انتقادنا سياسيا، ولكن الانتقاد فى الثوابت الدينية خط أحمر، ولك الحرية فى أى شى آخر.