ما إن فُتح باب الترشح للرئاسة حتى وجدنا العديد من المواطنين يتسابقون فى طابور طويل للتقدم لمنصب رئيس الجمهورية، وكأننا أمام مكتب توظيف، وما يدعو للارتياب بأن لهذا المهرجان منظميه ومديريه هو أنه لم يتم من البداية وضع معايير معينة لمن يرغب فى التقدم للترشح لأرفع منصب بمصر، ومن خلال هذه المعايير يمكن ضبط عملية الترشح وإعطاء نوع من الارتياح لنا كمواطنين بأن الموضوع جدى وحقيقى. إن المشكلة لا تكمن فى عدد المترشحين بقدر ما تكمن فى هويتهم ومؤهلاتهم واعتقادهم الشخصى بأنهم جميعا يحظون بالتأييد وسيكون كل منهم رئيس مصر القادم وكأنه أُريد من هذا المهرجان بالأساس أن يبرز نقاط ضعفنا ونقائصنا التى لم تكن نتاجا لشخصية المصرى بقدر ما كانت نتاجا لعقود من التغييب والتجهيل.
فى اعتقادى أن عدم وضع معايير للترشح وترك الأمور هكذا على عواهنها ينطوى على رسالتين الأولى موجهة للثوار وللنخبة ومفادها أن هذا هو الشعب المصرى الذى تراهنون عليه بأنه متحضر ومستعد للديموقراطية وواع بالقدر الذى يضمن قدرته على الاختيار والمفاضلة من بين مرشحين حقيقيين، فبدلا من الوقوف فى طابور الناخبين راحت فئات كثيرة من هذا الشعب تتسابق بنفسها لشغل المنصب الأهم، ولقد غاب عن موجهى الرسالة أن السواد الأعظم من هذا الشعب العظيم لم يختر بنفسه وطواعية أن يكون جاهلا وفقيرا ومريضا ومسروقا ومنهوبا ومستباحا، أما الرسالة الثانية فهى موجهة للشعب المصرى كله ومفادها أن هذه هى أهم إنجازات ثورتكم المجيدة وهى تحقيق الديماقراطية، فديمقراطية الثورة تعنى الفوضى وهذا ما اخترتموه وعليكم أن تتحملوا العواقب وهذه الرسالة تحديدا تكررت كثيرا فى مناسبات عدة من (طرف ثالث) سعى منذ البداية لكى يجهض الثورة ويصرف الناس عنها، بل ويجعلهم يلعنونها ويكفرون بها وبأهدافها ومقاصدها النبيلة.
من الواضح أننا لازلنا نعتمد فى أمورنا ومصائرنا على أسلوب المهرجانات الذى يلفت الأنظار ويُلهى الأفكار ويعمل بالأساس لخدمة غرض معين بغض النظر عن عنوان المهرجان.
صورة ارشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
هانى ابوالوفا
عن عمد
عدد الردود 0
بواسطة:
ايهاب الطباخ
تحليل
تحليل فى محله وأتفق معكى وأحييكى على العنوان