الرجال معادن.. هكذا قالوا قديماً والغرض من المقولة هو أن الرجال تظهر أعماق أفكارهم وتصرفاتهم وأصلهم الطيب عند الشدائد والمحن، ولا أقسى من المحن التى نمر بها تلك الأيام فمنذ اندلاع الثورة وبدأت الحكومات والوزراء فى التغيير المستمر بدءاً من حكومة "نظيف" و"شرف" إلى ما يثار حاليا عن احتمالية إقالة حكومة "الجنزورى"، ومنذ هذا الحين والمناصب باتت تعد من "المصائب" التى لا يحتملها أحد.
فقديما كان المنصب بمثابة المنزل والمأكل والمشرب والسطوة والنفوذ، حتى وإن كان المنصب بسيطاً سواء كان "عمدة" أو "شيخ غفر" إلى غير ذلك من المناصب البسيطة التى مرت على مصرنا الحبيبة منذ القدم حتى وقت قريب، فصاحب المنصب ذو رأس مرفوعة، وكلمة مسموعة، وهيبة لا تعد، وأمر لا يرد، ولكن الآن اختلف الأمر بشكل كبير فالآن صاحب المنصب أخوف الآخرين ليس على منصبه، ولا على ضياع منصبه، وإنما على تبعات الحالتين فالمنصب كالشرك، والخروج منه شرك أشرس وأعتى.. بات الوضع سيئاً نفسياً لكافة أصحاب المناصب من هول ما يعانونه من مساءلات وإشارات بأصابع الاتهام التى لا تكف عن اتهامهم، والإشارة إليهم، وما أكثر تلك الأصابع فى تلك الأيام.
أصبح المنصب جحيما، بعد ما كان نعيما لصاحب المنصب وذويه، وتحول الأمر من طلب تلك النعمة للمقربين، بات الأمر فى طلب الجحيم للشياطين من الأعداء اللدودين.
أتخيل وأنا أرى الناس وهم يتهامسون أو يتحدثون مع بعضهم البعض بشأن شخص لا يحبونه، وهم يدعون له فى تلك الأيام غير محددة المعالم إذا سألهم الدعاء فيقولون له "روح ربنا يوعدك بمنصب".
الجنزورى<br>
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
صالح صوت صالح الشعب
غالبا ماتكون المناصب
مقالب
عدد الردود 0
بواسطة:
حازم خالد
توضيح بسيط