فى الوقت الذى بدأت فيه اليوم، الاثنين، فعاليات قمة الأمن النووى بالعاصمة الكورية الجنوبية سيول ولمدة يومين بمشاركة زعماء وقادة 53 دولة لبحث سبل التعاون الدولى لتعزيز الأمن النووى والتزامات الدول فى هذا المجال، تبرز التصريحات الأولية للقمة تركيزها على برامج إيران وكوريا الشمالية النووية وتجاهل تام للترسانة النووية الإسرائيلية.
ويترأس وزير الخارجية محمد عمرو الوفد المصرى إلى سيول، فى ظل اهتمام دولى كبير وبحضور زعماء بارزين، بينهم الرئيس الأمريكى باراك أوباما والرئيس الكورى الجنوبى لى ميونج باك ورئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان، إلى جانب سكرتير عام الأمم المتحدة ورئيسى المجلس الأوروبى والمفوضية الأوروبية ومدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وبينما أعلنت إسرائيل مشاركتها فى المؤتمر بوفد يترأسه وزير شئون الاستخبارات الإسرائيلى دان مريدور من أجل حث العالم على مواجهة البرنامج النووى الإيرانى، تبرز مشاركة القاهرة فى أعمال القمة بالتأكيد على محورية التزام كافة الأطراف بالتزاماتها الدولية والعمل على إخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووى وباقى أسلحة الدمار الشامل فى إطار إزالة أسباب التوتر وإحلال السلام فى المنطقة ككل، فى إشارة واضحة إلى تل أبيب.
وأبرزت تصريحات الرئيس الأمريكى باراك أوباما حول البرامج النووية لكوريا الشمالية وإيران الملقبتين بدول محور الشر رسالة تضامن واضحة من واشنطن إلى حليفتها فى بيونج يانج. شدد أوباما فى تصريحاته على تحذير الجارة الكورية الشمالية من مغبة الاستمرار فى طموحاتها النووية وسط تزايد القلق بشأن اعتزامها إطلاق صاروخ الشهر المقبل يهدد بإحباط اتفاق لاستئناف المساعدات الغذائية الأمريكية لبيونج يانج.
كما يعتزم أوباما الضغط على زعيمى الصين وروسيا خلال قمة سول لزيادة الضغط على بيونج يانج، وفيما يتعلق بالأزمة النووية مع إيران، قال أوباما إنه لا يزال هناك متسع من الوقت لحل تلك الأزمة من خلال الدبلوماسية، إلا أن فرصة الحل تضيق، على حد تعبيره.
من جانبها تعرض القاهرة من خلال وزير الخارجية محمد عمرو، الرؤية المصرية لضمان الأمن النووى، من خلال ثوابت السياسة الخارجية المصرية التى تؤكد ضرورة مشاركة جميع الأطراف الإقليمية المعنية، بما فيها إسرائيل وإيران، لتحقيق الأمن والسلم الدوليين، مؤكداً استعداد مصر لتقديم كل سبل الدعم الممكنة لإنجاح جهود المجتمع الدولى فى هذا الصدد.
وتسعى تل أبيب من خلال مشاركتها بأعمال القمة إلى التركيز على البرنامج النووى الايرانى وتحذير العالم من مغبة التباطؤ فى اتخاذ مواقف أكثر حزما مع طهران التى تمثل خطرا على الكيان الاسرائيلى على حسب وصفها، وفى الوقت الذى تؤكد فيه طهران أن برنامجها النووى للأغراض السلمية ويخشى المجتمع الدولى من تحوله إلى أغراض عسكرية، تمتلك تل أبيب وفقا لتقارير دولية واستخباراتية ترسانة من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، فيما يمثل تحديا لجهود المجتمع الدولى لنزع السلاح النووى وإرساء سبل السلام والاستقرار، خاصة بمنطقة الشرق الأوسط.
وكانت القمة الأولى حول الأمن النووى عقدت فى واشنطن فى العام 2010 بهدف الحيلولة دون أن يقع بلوتونيوم أو يورانيوم عاليى التخصيب فى أيدى إرهابيين.
وقامت دول عدة من ذلك التاريخ من بينها كازاخستان والمكسيك وأوكرانيا بوضع معداتها النووية فى أماكن آمنة.
فى قمة الأمن النووى بسيول اليوم.. زعماء العالم يركزون على برامج "محور الشر" فى طهران وبيونج يانج.. ويتجاهلون إسرائيل.. والقاهرة تضع تل أبيب فى المواجهة!!
الإثنين، 26 مارس 2012 05:35 م