يعتبر البعض أن الكلام عن الفنون والسينما وحال الإبداع المصرى فى هذا التوقيت القاتل سياسيا واجتماعيا لمصر هو ضرب من الجنون والرفاهية يجب أن نتجنبها فى هذه الأوقات العصيبة، وهى وجهة نظر تحترم ولها وجاهتها، لكن المسألة يجب ألا تؤخذ بتلك النظرة فقط، فهناك الكثير الذى تخسره الثقافة المصرية، نتيجة حالة الارتباك التى نعيشها حاليا، فمهرجان القاهرة السينمائى الذى يعد واحدا من أعرق المهرجانات فى الشرق الأوسط بات قاب قوسين أو أدنى من أن يفقد صفته الدولية، وقد تستقر الأوضاع ونستفيق لنجد أنفسنا قد خسرنا الكثير من الثقل الثقافى لمصر، ومن يستخفون بتلك المسألة أقول لهم إن مهرجان القاهرة السينمائى لم يكن فقط حدثا فنيا يمر مرور الكرام، ولكنه أيضا حدث ثقافى وله مردود وعائد على السياحة وغيرها من جوانب الاقتصاد المصرى، فالدعاية التى كانت تتحقق لمصر بوجود نجوم عالميين على أرضها، كانت تنعكس بشكل أو بآخر على حجم التدفق السياحى لمصر، وهو ما يعنى أن ترسا فى عجلة الاقتصاد يدور، وعمالة مصرية فى القرى والفنادق السياحية تعمل، وتوفير العديد من فرص العمل، ورغم أن العاملين فى الوسط السينمائى والقائمين على تنظيم المهرجانات يدركون أهمية ذلك فإنهم تناسوا كل ذلك وشغلهم صراع من نوع آخر، يتعلق بمن ينظم المهرجان، ولا أعرف سر إصرار المنتج ممدوح الليثى على رفع قضية يطالب فيها بأحقيته فى تنظيم مهرجان القاهرة السينمائى بعد أن رفعت وزارة الثقافة المصرية يدها عن المهرجان، وما هو سبب الإصرار رغم فشل جمعية كتاب ونقاد السينما المصرية فى تنظيم مهرجان الإسكندرية الذى لم تخل دورة واحدة من دوراته من أزمات ومشاكل؟
ويبدو أن هناك ضغوطا على الليثى وفيصل ندا طرفى النزاع مع مؤسسة مهرجان القاهرة السينمائى التى يترأسها الناقد المخضرم صاحب الخبرة فى تنظيم المهرجانات يوسف شريف رزق الله، وهو ما جعلهما يطرحان مبادرة منقوصة لحل أزمة مهرجان القاهرة التى تتمثل فى تولى وزارة الثقافة بنفسها إدارة شؤون المهرجان القاهرة السينمائى فى دورته المقبلة دون الرجوع لمؤسسة مهرجان القاهرة السينمائى.
وذلك لإنقاذ المهرجان من سقوط صفة الدولية عنه بحسب القوانين التى تفرضها جمعية منتجى السينما العالمية، حيث تنص على «أنه فى حالة عدم إقامة المهرجان لعامين متتاليين تسقط عنه صفة الدولية مباشرة»، مما أدى إلى سرعة مبادرة الجمعية بإعطاء وزارة الثقافة حق تنظيم المهرجان فى دورته المقبلة والمقرر إقامتها فى الفترة من الثامن والعشرين من نوفمبر حتى السادس من ديسمبر المقبل، خاصة بعد إلغاء دورته فى العام الماضى عقب الثورات العربية.
والمفارقة أن السادة الأفاضل مسؤولى جمعية كتاب ونقاد السينما انتبهوا لذلك مؤخرا، كما أنهم يصرون على إملاء شروطهم، وهو ما يعنى أن هذه المبادرة منقوصة ومن باب إبراء الذمة أمام التاريخ وحتى لا تحاسبهم الأجيال القادمة على أن هم من أضاعوا المهرجان صاحب الصفة الدولية والوحيد الذى يمتلكها فى منطقة الشرق الأوسط، ويصرون عى أن يصلوا بالأمر إلى نهايته، حسبما أكد ممدوح الليثى الذى أكد على أن الصراع بين «جمعية كتاب ونقاد السينما» وبين «مؤسسة مهرجان القاهرة السينمائى» لن ينتهى إلا بعودة مهرجان القاهرة لجمعية نقاد السينما التى أسسته منذ البداية فى عهد الراحل كمال الملاخ، لذلك فالمهرجان سيضيع بحق ويتفرق دمه، والخوف أن تستفيق وزارة الثقافة المصرية بعد أن تكون صفة الدولية قد ذهبت إلى مهرجان القدس السينمائى مثلا، والذى تنظمه إسرائيل، ووقتها سيكون علينا أن نشكر جمعية كتاب ونقاد السينما التى تصر على أن تنقل فشل مهرجان الإسكندرية إلى مهرجان القاهرة دون وجود رغبة حقيقية فى إعطاء فرصة لدم جديد ينظم المهرجان.
عدد الردود 0
بواسطة:
wael
مهرجان الكدس السينامائى
و أنا مال أهلى!
عدد الردود 0
بواسطة:
ashraf
مش وقتة
عدد الردود 0
بواسطة:
حاتم
فين الصورة القديمة ياناس