خالد صلاح

خالد صلاح يكتب.."كلمة واحدة": الدولة الإسلامية

الإثنين، 26 مارس 2012 08:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يخطئ من يتوهم أن التصورات الخاصة بتطبيق الشريعة الإسلامية، تحمل معانى موحدة بين حزب الإخوان، وحزب النور، وحزب الجماعة الإسلامية، أو بين التيارات السلفية غير المؤيدة للعمل السياسى الحزبى، فالدولة المنشودة لا تساوى رقماً واحداً ثابتاً، يسعى إليه الجميع، أو يتفق على شكله النهائى فرقاء التيارات الإسلامية.

هذه الدولة تقترب من الحلم أكثر من الواقع، إذ إن المخلصين من أبناء الحركة الإسلامية، تحركهم الأمانى نحو نموذج العدل فى مجتمع النبوة، لكنهم لا يلتفتون أبداً إلى الأشكال المختلفة لبناء الدولة فى عصور ما بعد الخلافة الراشدة، فالدولة آنذاك لم يكن لها مفهوم واحد، أو قوانين محددة أو فقه ثابت، أو قواعد مؤسسية واحدة، فأنت تعرف أن البناء الملكى الوراثى الذى أسسه معاوية بن أبى سفيان، يختلف عن قواعد الشورى التى اعتمد عليها صحابة النبى صلى الله عليه وسلم فى انتقال السلطة.

وأنت تعرف أيضاً أن الدولة الأموية، شهدت سنوات طويلة من عدم الاستقرار السياسى، نتيجة التنازع على الحكم، وعلى سلوك خلفاء الأسرة الأموية، حتى إن الحجاز شهدت انشقاقاً كبيراً عن مقر الخلافة فى دمشق، تحت قيادة عبدالله بن الزبير، كما انقلب العباسيون على آل أمية، لينقلوا الدولة إلى قواعد دولة جديدة فى بغداد، فيما سادت الخلافات الفقهية حول أشكال وحدود تطبيق القوانين الإسلامية فى العصرين الأموى والعباسى.. إلى الحد الذى ينفى وجود صيغة واحدة للدولة الإسلامية فى تاريخ ما بعد الخلافة الراشدة.

إذا نظرت إلى المشهد الآن، تدرك هذه الحقيقة بوضوح، فإذا كان مفهوم الدولة واضحا ومحددا، فما الذى يختلف عليه، وينقسم على تفاصيله إذن تنظيم الإخوان عن الجماعة الإسلامية، عن التيار السلفى، عن التوقف والتبين، أو تيارات التكفير، لا يوجد تصور ثابت يمكن أن تجتمع عليه كلمة الحركة الإسلامية، ولا يوجد نصوص مقدسة جازمة، تقطع بملامح دولة إسلامية واحدة لا خلاف عليها بين الجميع.

والمعنى هنا،، أن استعادة حلم الدولة الإسلامية المؤسسة على العدل، يخضع جملة وتفصيلا لتصورات أفراد، سواء كانوا فقهاء أو مفكرين سياسيين، أو زعماء أحزاب، فالعقل وحده هو الذى سيقود هذا الفريق أو ذاك لبناء تصور الدولة الإسلامية، كما يفهمها هو، وكما يؤمن بها عقله، ويطمئن إليها فؤاده، لكن النصوص المقدسة، وتفاصيل ما جرى فى تاريخ هذه الأمة، لا تقدم تصوراً أحادياً واجب النفاذ عبر العصور، وربما كان ذلك من رحمة الله على الناس، لما يعلمه بمعرفته الأزلية عن تغير العصور، وتبدل تفاصيل الواقع الذى يعيش فيه المسلمون.

العقول والأفئدة تختلف فى كل عصر.. اختلفت فى الماضى على كل شىء إلى حد الاقتتال والحروب الطاحنة، وستختلف الآن بين الإخوان والجماعة والسلفيين وغيرهم إلى الحد الذى لا يعرف إلا الله مداه.

لكل ذلك يقول هؤلاء المسلمون البسطاء، أمثالى، إن دولة العدل هى دولة الإسلام، فالله هو العدل ويحب العدل على الأرض، ويقول البسطاء من الناس، أمثالى أيضاً، إن الغاية الأساسية فى دولة العدل، أن يكون الدين هو محفزها الروحى، لا أن تكون المؤسسات الدينية هى صانعة القرار السياسى بها، فالغاية أن يكون للمؤسسات الدينية قداستها، وأن يكون للمؤسسات السياسية ألاعيبها، ويبقى الدين معياراً أساسياً فى الحكم على «العدل واللا عدل» فى السياسة.

والله أعلم.






موضوعات متعلقة..

خالد يوسف لـ خالد صلاح فى "الأسئلة السبعة": الإخوان والسلفيون تاجروا بفقر الشعب فى السنوات الماضية.. "الحرية والعدالة" أصرّ على استبعاد "الأسوانى" و"فضل" و"طاهر" من "تأسيسية الدستور" بسبب مواقفهم








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو شهد

لماذا توقفت عن شعار يسقط حكم العسكر

عدد الردود 0

بواسطة:

عادل رزق

رائع ... رائع .... رائع .....

عدد الردود 0

بواسطة:

أي حاجة

"عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي"

عدد الردود 0

بواسطة:

طارق

مقال رائع

مقال رائع بس ياريت حد يسمع لحضرتك

عدد الردود 0

بواسطة:

د.أحمد

كفاكم يا سادة !!

عدد الردود 0

بواسطة:

eslam

بالله عليك يا أستاذ خالد , البلد محتاجة للاستقرار

عدد الردود 0

بواسطة:

سيفووووووووووو القناوى

الى رقم 1 ابو شهد

عدد الردود 0

بواسطة:

وائل عمر

كلام جميل

كلام جميل

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد شريف

الدولة الإسلامية التى ننشد

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

مع كامل احترامي

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة