أخذت منظمة الصحة العالمية يوم 24 مارس من كل عام يوماً عالمياً لمكافحة الدرن، ويوم 24 مارس يوافق اليوم الذى اكتشف فيه العالم روبرت كوخ ميكروب الدرن عام 1882. وفى كل عام فى هذا اليوم تطلق دول العالم احتفاليات تهدف لحشد الجهود وتعبئة المجتمعات لمجابهة هذا المرض.
الدرن واحد من أقدم الأمراض التى عرفتها البشرية، إذ يرجع تاريخه إلى عصر قدماء المصريين حيث وجد فى مومياواتهم.
وكان يعرف قديما باسم السلّ، حيث جرت العادة على تسمية الأمراض بأشهر أعراضها ولما كان النحول وفقدان الوزن من أشهر أعراض الدرن أطلق عليه القدماء اسم السل، أما الاسم العلمى الدرن فيرجع إلى الأورام الصغيرة أو التجاويف المحتوية على مادة متجبنة، والتى تتكون فى العضو المصاب (غالبا الرئة) نتيجة إصابته ببكتريا الدرن.
وفى عام 1882 أعلن د. روبرت كوخ اكتشاف العصيات المسببة للدرن، وبدأ عصر المعالجة الكيميائية عام 1943 وما بعدها مما أدى إلى انخفاض ملحوظ فى نسبة الإصابة بالدرن حتى جاءت أعوام الثمانينيات والتسعينيات وتسبب مرض الإيدز فى زيادة الإصابة بالدرن فى كل من البلدان الصّناعية والنامية على حد سواء، حتى إن منظمة الصّحة العالمية أعلنت عام 1993 أن الدرنّ طارئة عالمية تستوجب حشد كل الجهود لمواجهتها.
ويؤثر مرض الدرن على الشريحة المنتجة فى المجتمع، حيث تكثر الإصابة (حوالى 80%) فى الشريحة العمرية من 15 إلى 44 سنة، وبالتالى يؤثر على الاقتصاد القومى.
ماهى أعراض المرض؟
• ضعف عام.
• فقدان الشهية ونقص الوزن.
• ارتفاع طفيف فى درجة الحرارة وعرق أثناء الليل.
• سعال شديد لمدة تزيد عن أسبوعين.
أعراض الدرن غير الرئوى وتعتمد على العضو المصاب، فعلى سبيل المثال:
• تورم بالغدد الليمفاوية.
• ألم وتورم عند إصابة المفاصل.
• صداع وحمى وتيبس العنق ونعاس عند الإصابة بالتهاب الدرن السحائى.
ومن أهم خطوات الوقاية من مرض الدرن:
• اكتشاف ومعالجة حالات الدرن لأنها مصدر العدوى وعلاجها مبكرا يحمى المجتمع.
• التطعيم بلقاح الـ"بى. سى. جى".
• الكشف على المخالطين.
• التثقيف الصحى: نشر المعلومات السليمة عن المرض يؤدى إلى اكتشاف الحالات مبكرا وعلاجها مما سيؤدى إلى الإقلال من العدوى.
• العادات الصحية السليمة مثل عدم البصق على الأرض أو العطس أو الكحة فى وجه الآخرين.
• الحث على أهمية الكشف الطبى المبكر، خصوصا عند الشعور بأعراض مثل الكحة لمدة أكثر من أسبوعين.
• المسكن الصحى: الذى يتوفر فيه التهوية الجيدة والشمس.
مرض الدرن عالمياً
أصدرت منظمة الصحة العالمية فى نهاية العام الماضى تقريرا اشتمل على أحدث الأرقام الخاصة بوبائيات مرض الدرن عالميا وفى 212 دولة، ومن أهم ملامح الدرن عالميا:
• يصاب بالدرن (معدل الإصابة السنوى) 9.4 مليون حالة جديدة سنويا.
• معدل إنتشار الدرن على مستوى العالم 14 مليون مريض.
• يتوفى بمرض الدرن 1.3 مليون مريض سنويا.
• بلغ عدد مرضى الدرن المقاوم للعلاج 440.000 مريض وفى هذه الحالات يبدى ميكروب الدرن مقاومة لأهم اثنين من الأدوية وهما "الريفامبيسين" و"الأيزونيازيد"، بغض النظر عن وجود مقاومة للأدوية الأخرى أم لا، كما أنه ظهر أيضاً الدرن شديد المقاومة للعلاج، وهو نوع أشد خطورة، حيث تكون هناك مقاومة من الميكروب لكل أدوية الدرن تقريباً.
مصر فى طريقها لتحقيق الأهداف الألفية للإنمائية
فى سبتمبر عام 2000، اجتمع قادة 189 دولة فى قمة الألفية للأمم المتحدة، ووقعوا إعلان الألفية، مشددين على التزام دولهم بتحقيق أهداف التنمية للألفية بحلول العام 2015.
وينص الهدف السادس على مكافحه بعض الأمراض المعدية مثل الإيدز والدرن والملاريا وخفض معدلات الإصابة بها والوفيات إلى النصف بحلول عام 2015.
ويعد البرنامج القومى لمكافحة الدرن من البرامج التى اتخذتها منظمة الصحة العالمية نموذجا يحتذى به فى منطقة شرق المتوسط، حيث حقق نتائج جيدة فى نسبة اكتشاف الحالات الدرنية والوصول إلى معدلات شفاء عالية.
فقد انخفضت نسبة الإصابة بالدرن (عدد المرضى الجدد الذين يصابون سنويا بالدرن) من 34 حالة لكل 100,000 من السكان عام 1990 إلى 18 حالة لكل 100,000 من السكان حاليا.
من ناحية أخرى، انخفضت نسبة انتشار الدرن (عدد مرضى الدرن الجدد والقدامى الموجودين حاليا فى مصر) من 79 حالة لكل 100,000 من السكان عام 1990 إلى 24 حالة لكل 100,000 من السكان حاليا. كما انخفضت أيضا نسبة الوفيات بسبب المرض من 4 حالات لكل 100,000 من السكان عام 1990 إلى1.1 حالة لكل 100,000 من السكان حاليا.
وتشير هذه النتائج إلى تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية والتى من المستهدف تحقيقها بحلول عام 2015.
وهو ما جعل مصر تخطو سريعاً نحو تحقيق الهدف السادس من الأهداف الألفية الإنمائية والمتعلق بهذا المجال
عدد حالات الدرن المكتشفة عام 2011: 9305
نسبة نجاح علاج الحالات التى تم علاجها عام 2010: 88%
والبرنامج القومى لمكافحة الدرن المصرى كان له السبق بين دول منطقة شرق المتوسط فى البدء بعلاج حالات الدرن المقاوم للأدوية فى مصر. وكانت البداية فى أوائل عام 2003 حيث بدأ الإعداد لهذا النظام العلاجى وتم افتتاح أول قسم لعلاج هذه الحالات فى مستشفى صدر العباسية فى يونيو 2006 وأضيف قسم آخر فى مستشفى صدر المعمورة بالإسكندرية فى أغسطس 2008 ويوجد قسم ثالث فى مستشفى صدر المنصورة سيتم افتتاحه فى خلال الأسابيع القليلة القادمة.
وتم حتى الآن علاج 344 مريضاً درن مقاوم للأدوية فى المركزين المخصصين لذلك فى مستشفى صدر العباسية ومستشفى صدر المعمورة، وكانت نسبة نجاح العلاج 66% وهى تتماشى مع متوسط نسب النجاح العالمية لمثل هذه الحالات. علماً بأن تكلفة علاج المريض الواحد تبلغ حوالى 5000 دولار لا يدفع المريض منها شيئاً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة