هانى محمد طنطاوى يكتب: إعادة استنساخ الحزب الوطنى

لا يملك أحد الاعتراض على تجربة الإخوان المسلمين المتمثلة فى حزب الحرية والعدالة لقصر الفترة الزمنية ما بين حصولهم على الأغلبية البرلمانية وما بين الأداء السياسى لنواب الحزب فى البرلمان، والتى لم تتضح معالمها بعد وأن كانت المؤشرات الأولى لا تدعو للتفاؤل إلا أن الاعتراض هو على أسلوب حب التملك والسيطرة الذى بدأ يظهر بوضوح فى سياسة الحزب وتصريحات زعمائه المتضاربة أحيانا والمثيرة أحيانا أخرى والتى تعود بنا للماضى الأليم للحزب الوطنى البائد والذى كان يسيطر على كافة جوانب الحياة فى مصر وهو للأسف ما يتبعه حزب الحرية والعدالة من جديد فبعد أغلبية مجلسى الشعب والشورى والسيطرة على أغلب النقابات المهنية اتجه الحديث عن تشكيل الحكومة وهو ما سيعود بالسلب على مصر كلها فكيف لحكومة مشكلة من الأغلبية أن تحاسب من مجلسين مشكلين من نفس الأغلبية ؟ وهو ما سيعود بنا إلى نفس السيناريو الهزلى لمحاسبة حكومة الحزب الوطنى من مجلس الحزب الوطنى؟

يضاف إلى ذلك الإعلان عن عدم الدفع بمرشح إخوانى للرئاسة ثم معاودة الحديث عن مرشح إخوانى وبالطبع لا يملك أحد الاعتراض على حق الجماعة فى الدفع بمن يرونه ولكن الاعتراض على المراوغة السياسية فلم يجبر أحد الإخوان على الوعد بعدم الدفع برئيس.

ولكن يبدو أن غرور السلطة أصاب الإخوان كما أصاب الحزب الوطنى من قبل وهو ما ينذر بعواقب وخيمة خاصة مع عدم الخبرة السياسية والتى ظهرت فى الصدام المبكر مع الدول العربية كالإمارات نتيجة الاندفاع فى التصريحات فى وقت تحتاج مصر فيه إلى إعادة ترتيب البيت فالشعب المصرى تفائل فى الإخوان خيرا ولكن على ما يبدو أنهم يسيرون فى خطى الوطنى فهل يفيقون ؟