يبدأ أفلاطون فى كتابه الجمهورية الفاضلة، بسؤال أخلاقى وسياسى: ما هو العدل؟ ويؤكد بأن إنشاء الدولة يقوم على أربع فضائل أساسية تتمثل فى: الحكمة، والشجاعة، والانضباط، والعدالة، فالحكمة تأتى من المعرفة والشجاعة بسبب شجاعة القوات المساعدة، والانضباط الذاتى بسبب الانسجام بين كل الطبقات الثلاث، أما العدالة فهى المبدأ الخالص الذى يجب اتباعه فى كل نواحى الحكم.
من الواقع الحالى نجد أن زعيم جمهورية ما، يبحث عن مصلحة شخصية ألا وهى الخلود حتى لو تطلب الأمر إبادة الآخر والقضاء عليه، لكن أفلاطون فى كتابه يستبعد قيادة مجتمع بصورة عادلة وفقا لهذا المبدأ الظالم، وإن الخلود لا يتحقق إلا بالعدل والمساواة وإن الزعيم الخالد هو الذى يدخل قلوب البشر، والذى يحدث فى غيابه فراغا كبيرا يتمنى الشعب عودته ذات حلم كالعنقاء من الرماد.
ما شاهدناه بالأمس فى ليبيا وما نشاهده الآن فى سوريا يعد أكبر مثال على الظلم فى القرن الواحد والعشرين ليس لأن النظام يحاول المحافظة على استمراريته بالتنافس والتفاضل أو بمحاولة كسب ود العباد، بل لأنه يمارس طرق لا تمت إلى الفضيلة بصلة تتمثل فى إبادة الطرف الآخر واستخدام الشعب كأداة يرهب به أى صوت يعلو ويطالب بالديمقراطية أو حق انتخاب رئيس شرعى بالتوافق.
لا يمكن تلخيص جرائم القتل التى تحدث فى سوريا لأن الماكينة الصينية التى يقوم بتشغيلها كبارات النظام مازالت تحصد أرواح العشرات فى لحظة واحدة، وكأن القتل لا يكلف إلا ثمن رصاصة روسية.
لا أدرى فيما إذا كان أحد من أسياد النظام السورى قد قرأ أحد كتب الشرائع السماوية أو أنه قرأ كتاب جمهورية أفلاطون الفاضلة لينأى عن نفسه بعيدا عن ممارسة الإرهاب على شعب مسالم وشجاع مثل شعب سوريا، وهل سيستيقظ ضمير المجرم ذات يوم ويبكى على الضحية بعد أن يتوقف عن سفك الدماء وبالتالى تسود الفضيلة فى أرجاء العالم؟
افلاطون
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
elgenedy
محمد رسول الله
عدد الردود 0
بواسطة:
ابو منعم الشطوي
عصفـــــــــــــور الجنـــــــــــــة ..!!!!