نافع سلامة يكتب: فى رثاء البابا شنودة

روحُ المسيح، محبةً وسلاما .. ودموعُ مريمَ، أيلةً وحماما
رفتْ عليك وكل روح مبشر .. لما وصلتَ إلى الختام خِتاما
مَن باع مثلك للمسيح حياته .. كى يشترى عند المسيح مُقاما
أفنيت عمرك للأله مجسدا .. روح المحبة والسماح قوَاما
مِن كل سفرٍ فيك طعمُ رسالةٍ .. نزلتْ لتهدى للخلاص أناما
مِن كل قديسٍ تنسّكَ راهبا .. بك منه ما زاد الحياة وِئاما
مِن كل زيتٍ طيبٍ زيتونُه .. بُوركت روحا بالصليب فهاما
وحملت قلب الحالمين وداعةً .. وحملت وجه الطيبين، يتامى
وقتلت فى الصحراء كل سخيمة .. تحيا مع الإنسان فيه لزاما
وبذرت عمرك فى الصوامع ناسكا .. وسقيته حب المسيح غماما
وخرجت تخشاك الحياة مطهرا .. من كل شهْوات الحياة مراما
فغفرت باسم الرب ألف خطيئة .. ومسحتها فتحولت أحلاما
ونفخت فى طين الذين تيبست .. أرواحهم فاخضوضرت أياما
ما كنت فظا أو غليظا يتقى .. بل كنت رحبا مفعما أنساما
ووسعت من روح الكنيسة حكمة .. كل الذين استضيقوك لجاما
وأنرت من ليل الظلام مخارجا .. وشواطئا للغارقين ظلاما
سلاّم تشهد أن قلبك طاهر .. ما مسه كف الحياة مساما
اُرضعت من نهد يوحد بالذى .. جعل الأنام جميعهم أرحاما
اليوم مريم فى نياحك رفرفت .. وترنمت بين الحضور قياما
عرسٌ وإن بدأ السواد يحوطه .. بالحزن يقطر أدمعا وسجاما
عرسٌ يفوح قداسة إنجيله .. ملأ الربوع ترنما وهياما
من طين هذا النيل جئت مباركا .. روحا تلألأ فى سماه وداما
ووأدت باسم الرب كل وليدة .. ولدت لتنجب فرقة وخصاما
هذا التراب لنا جميعا مرجع .. إذ ما اختلفنا فى الإله كلاما
والدين ما يهدى النفوس إلى الرضى .. بالنائبات إذا نزلن عظاما
والدين ما يبقى القلوب بياضها .. كالقطن فى صدر السواد وساما
والدين ما رد الأكف عن الأذى .. وعن الخطايا والذنوب زماما
والدين حب الأخرين وإن يكن .. ألقوا عليك عداوة وملاما
وهو السلام ولا يجف له ندى .. إن جف قلب الأخرين سلاما
فلتبك عين الفاطمات لمريم .. وتشد من أزر المسيح كراما