محمود كرم الدين محمود يكتب: وقفة قبل المنحدر

الأحد، 25 مارس 2012 08:05 ص
محمود كرم الدين محمود يكتب: وقفة قبل المنحدر ميدان التحرير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدو أن الواقع بما به من سلبيات هو أكبر كثيراً مما ندخره فى عقولنا من احتياطيات فكرية وعصبية للتحمل والتعقل، ففجأة أصبح الساكن متحركا والهادئ غاضبا والعامل معتصما والمنتج معترضا والحكيم مختلفا على رأيه والزعامة تتعدد وتتفرق وكل رمز سياسى يجمع أنصاره ضد الآخر، أشعر أن الأهداف التى قامت من أجلها الثورة تحولت من أهداف ضرورية آنية إلى أهداف مرحلية صعبة التحقق على المدى القريب، وأن الوضع الحالى أدى إلى وجود مشكلات جانبية أصبحت هى الأولى تستنزف القدرات وتشغل الأذهان عن دورها الحقيقى.

لا مجال للأحلام الكبيرة إذا ما انشغل كل فريق بحلمه الخاص، فالأحلام الكبيرة والأعمال الكبيرة لا تأتى إلا بالعقول الكبيرة والقلوب الكبيرة التى تنحى جانباً المشكلات الفرعية والقضايا الهامشية وتهتم بالأعمال الجوهرية التى تمس حياة الناس واحتياجاتهم.

فأغلب ما يشغل معظم الفكر فى الساحة الآن يخص الشكل لا الجوهر، فلا زال جوهر المشاكل التى قامت من أجلها الثورة تفتك بمن قاموا بها دون أن يقوم كل منا بدوره الحقيقى المكلف به، فاقتصادياً لاتزال المرتبات على ما هى عليه من تفاوت بين المغالاة فى القمة وشدة الضعف فى القاع، ولاتزال الأسعار على حالها الملتهب، وما زالت الطبقة المتوسطة فى أزمة حقيقية، ولمَ لا ؟ وكل الأفكار متجهة الآن إلى شكل الدستور وشكل الدولة دون تغيير حقيقى فى القرارات المؤثرة على مضمون الدور الذى يخدم الناس.

إننا لن نصبح فى مصاف الدول المتقدمة إلا بخطوات تملك القدرة على التقدم بشكل فعلى لا شكلى، فكم قرأنا عن إحصائيات ومعايير عن تقدم فى شتى مناحى حياتنا دون أن نلمس ذلك على أرض الواقع، إن الواقع لن يتغير إلا بالعمل الحقيقى والإصلاح الحقيقى الذى يشمل كل أطياف المجتمع دون تمييز، وقرارات تمس كل أفراد المجتمع فيشعر الجميع بإصلاح الحال وأن ثمة حلول بدأت تتحقق على أرض الواقع، بدون ذلك فلن تؤتى أى حلول ثمارها أو أى أفعال جدواها مهما حسنت النوايا لأنها انشغلت بالمشكلات الفرعية وتركت وظيفتها الأساسية لوقت غير محدد فى المستقبل البعيد، حينها ستستمر المشكلات الأساسية فى تفاقمها حتى تصل لمستوى لا تتحمله العقول ولا الأذهان ولن تجدى الحلول الشكلية فى حل أى أزمة تفاجئنا فى المستقبل، وسنندم حينها على حلول عملية كان بإمكاننا تحقيقها لكننا آثرنا عليها الحلول الشكلية.






مشاركة




التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

عصام كرم الطوخى

بارك الله فيك

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو منعم الشطوي

وجود بغير رؤيا..كوجـــــــــود ضمه صمت القبــــــور ...!!!

عدد الردود 0

بواسطة:

عوض الله سعد

العمل عبادة

عدد الردود 0

بواسطة:

سحر الصيدلي

جميل ما سطرت أناملك

مبررررررررررررررروك النشر جميلة سلمت يداك محمود

عدد الردود 0

بواسطة:

shady taher

الخطة

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود كرم الدين محمود ـ كاتب المقال

من شدة اعجابي بها وضعت تعليقاتكم على صفحتي على الفيس بوك لأدرس عمقها

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة