بعد أيام قليلة من فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية جاءت وفاة البابا شنودة لتعلن حالة من الحزن بين الأقباط، الذين سيختارون رئيس الجمهورية القادم فى ظل غياب البابا وفراغ كرسى الباباوية، وعن مدى تأثير ذلك على إقبال المسيحيين على التصويت فى الانتخابات الرئاسية جاءت الكثير من الآراء التى تؤكد أن للبابا تأثيرا كبيرا فى نفوس الأقباط وأن هذا التأثير سيبقى قبل وبعد الانتخابات، إلا أن ذلك لن يحد من إقبالهم على التصويت لأن البابا شنودة نفسه فى حياته حث الأقباط على المشاركة فى الحياة العامة.
قال جمال أسعد المفكر القبطى أن غياب البابا شنودة لن يؤثر فى انتخابات الرئاسة بالنسبة للأقباط، لأنهم مواطنون مسيحيون داخل الكنيسة ومواطنون مصريون خارجها ليس لهم علاقة بالكنيسة على الجانب السياسى، وبالتالى فإن الفراغ الذى تركه البابا فى قلوب الأقباط لن يعرقل دورهم اتجاه انتخاب رئيس للجمهورية.
وأضاف أسعد لا ينبغى طرح فكرة تأثير غياب البابا على الانتخابات لأن هذه الفكرة تكرس لمبدأ أن الأقباط تابعيين للكنيسة وكأنهم حزب سياسى له برنامج سياسى كنسى، فلا توجد علاقة بين الحدثين لأن حق المواطنة هى الأساس فى تحريك الأقباط نحو تصويتهم فى الانتخابات الرئاسية، وفق ميولهم السياسية وانتماءاتهم الأيدلوجية.
تدخل الكنسية فى توجيه الأقباط للانتخابات الرئاسية خطأ وخطر يجب ألا يحدث هذا ما أكد عليه أسعد، مضيفا وما كان ينبغى أن يؤثر المسجد والكنيسة على الناخبين فى الانتخابات التشريعية الأخيرة، مشيرا إلى أنه كان هناك جانب روحى تم استغلاله خطأ وتم إدخال الدين فى السياسة، وهو أمر لا يجب تكراره فى الانتخابات الرئاسية.
وقال الدكتور كميل صديق، سكرتير المجلس الملى السكندرى ورئيس لجنة الإعلام بالمجلس، إن غياب البابا شنودة كشخصية كارزمية على الساحة الوطنية يترك أثرا كبيرا لدى الأقباط، لكن لن تتوقف الحياة فكان البابا شنودة نفسه يدعو لعدم الانطواء والبعد عن التقوقع، قائلا "أكيد لو أتيحت الفرصة للبابا ليحدثنا من العالم الآخر سيدعونا للمشاركة الفعالة فى الحياة العامة"، فكل من يحب البابا لن يتراجع عن ما أحرزه الأقباط من زخم ومساهمة فى الحياة السياسية والعامة، مضيفا "فالحياة لن تتوقف عند رجل إطلاقا".
وأضاف صديق أتوقع إقبالا كبيرا من الأقباط على التصويت فى الانتخابات الرئاسية القادمة، موضحا أن المرشح الذى سيؤمن بحق المواطن ويحترم مدنية الدولة لن تقف وراءه الكنيسة فقط، بل مصر كلها.
وقال نبيل لوقا بباوى، عضو مجلس الشورى سابقا، إن الحزن على البابا سوف يستمر قبل الانتخابات الرئاسية وبعدها، مطالبا بابتعاد المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية عن توجيه الناخبين، فبعد الثورة لا يجب الاختيار على أساس مسلم ومسيحى، لأن لو تم الاختيار على هذا الأساس فسيكون الأمر كارثة وستضيع البلاد.
وأضاف لوقا بيباوى أن البابا القادم لن يستطيع السير فى مسار آخر مخالف عن مسار البابا شنودة لأنه لو حدث ذلك سوف يقف فى وجهه المسيحيين والمسلمين، فمطلوب من البابا القادم معالجة الأمور بحكمة وبناء جسر مع المسلمين.
وقال فايز غالى كاتب السيناريو أن الكنيسة فى ظل البابا لم تلعب دورا خطيرا فيما يتعلق بالسياسة، وبالتالى فإن رحيل البابا شنودة لن يكن له دور مؤثر على إقبال المواطنين الأقباط على الانتخابات الرئاسية، متوقعا عدم تأثير المسجد والكنيسة على المصريين فى الانتخابات الرئاسية، مقارنة بانتخابات مجلس الشعب.
وأكد غالى أنه لم يثبت أن البابا دعا لأحد فى الانتخابات التشريعية، وبالتالى لو كان موجودا لن يدعو لأحد فى هذه الانتخابات الرئاسية، فالأمر سيقف على إرادة الأقباط فى ضرورة اختيار رئيس قوى وواضح، قائلا لو تم مفاضلتى بين مرشحى الرئاسة سليم العوا وحازم صلاح أبو إسماعيل سأختار العوا لأنه أكثر وضوحا وآراءه قاطعة.
جمال أسعد: غياب البابا لن يعرقل دور الأقباط فى انتخابات الرئاسة.. صديق: الحياة لن تتوقف عند رجل.. وبباوى: أطالب المؤسسات الدينية بالابتعاد عن توجيه الناخبين
الأحد، 25 مارس 2012 11:02 ص
جمال أسعد المفكر القبطى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الرحمن الليثي
ياسيد اسعد