أحمد الغباشى يكتب: شغلك مضمون.. مندوب مبيعات

الأحد، 25 مارس 2012 04:20 م
أحمد الغباشى يكتب: شغلك مضمون.. مندوب مبيعات أرشيفيه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الكلمة ديه سمعتها فى أغنية لحمزة نمرة، وهيا فعلا تعبير عن الواقع إللى بقينا عايشين فيه اليومين دول "بالرغم الشهادات شغلك مضمون .. مندوب مبيعات"، أصبح سوق العمل المصرى الآن يحتوى على العديد من الوظائف التى تحمل نفس الفكرة لكن بمسمى مختلف بل وأصبح الشعب المصرى كله مندوبى مبيعات أوسماسرة فالآن الكل يشتغل فى التجارة ،
ما يبرع فيه أكثر البيع والشراء، هات من هنا وبيع هنا، بقى مفيش فى المجتمع حد منتج أو مبقاش فى حد عاوز ينتج.

الفكرة واضحة أنا أتعب نفسى ليه طالما ممكن حد يشتغلى وأنا أشترى من هنا وأبيع هناك وأهى بترزق برضو، أصبح المجتمع خاليا من الفلاحين والصناع، النشاط الاقتصادى لمصر بالكامل– تخيل أنت بلدا بحجم مصر وعدد سكانها- عبارة عن التجارة والتجارة فقط لا غير.
يمكن ده السبب الرئيسى لانتشار السلع الصينية الصنع وليس المنشأ فالفرق كبير، فصينية الصنع تعنى صنعت بأيدى الصينيين أما صينية المنشأ تعنى صنعت فى الصين، فدلوقتى الحمد لله الورش الصينية بقت مليا البلد –ما شاء الله يعنى- أًصبحت منافسا قويا لما يسمى ورش تحت السلم المصرية اللى هيا أصلا بتنتج سلع قليلة الجودة عديمة الكفاءة اللى عاوزين نتخلص منها، أصبح ليها منافس صينى فراحت عملت إيه بقت تشترى الصينى وتبيعه.

فكرة التجارة بقت هيا الفكرة المسيطرة على تفكير الشاب المصرى دلوقتى بعد التخرج، يعنى الواحد يتخرج وفى ذهنه أنو لومعرفش يلاقى شغل –حتى لو كان مندوب مبيعات كاراتيه وبوظو- هيفتح محل بقالة –يعنى برضو هيبيع كاراتيه وبوظو- وفى ناس بتحب تقتحم مجال التكنولوجيا وتفتح سيبر مثلا أو محل بلاى ستيشن –play station- أو الأحلى بقى مجال الاتصالات– يفتح سنترال مثلا- وطبعا ده فكر استهلاكى يعتمد فى المقام الأول على الزيادة السكانية فكل ما عدد السكان يزيد كل ما الاستهلاك هيزيد وطبعا البيع والشراء يزيد والفلوس تجرى والدنيا تبقى بمبى، إلا أن النظرة ديه غلط فكل إنسان استهلاكى بطبعه فأكيد أنا زى ما هبيع سلع أو خدمات هبقى محتاج أشترى اللى ناقصنى من هذه السلع والخدمات فأنا بقيت برضو فى الآخر مندوب هاخد الفلوس منك وأديهالك تانى، بقينا فى بلد دورة رأس المال فيها مغلقة وطبعا الخطورة أن مبقاش فى أى إنتاج مفيش إضافة للاقتصاد كل اللى أنا بعمله عملية نقل، أخد من ده وأدى ده.

فيبقى يا ريت لوكلن بدأنا نفكر إزاى نبقى منتجين والأفضل أن كل واحد فينا يبدأ يفكر أنه يبقى مبدع أو يبقى الأول فى مجاله، يا ريت نبدأ بمشاريع منتجة وبعدين ندور على موضوع التجارة ده بعدين، يعنى مثلا ليه مفيش حد بيفكر أنه يشترى مزرعة صغيرة ويزرعها فاكهة مثلا أو خضار، أو يعمل مزرعة دواجن أو لحوم، أنا عارف أنها مشاريع مكلفة مادياً وجسديأ كمان وهتتطلب مجهود كبير شخصى إلا أن النتائج فى الآخر مبهرة، فمتعة حقيقية لما الواحد يجى يوم ورا يوم ويشوف نتيجة عمله، أو يشوف إنتاجه فى السوق وناس تانية بستفيد منه، شعور بالأهمية شعور المرء أنه بيأدى دور فى مجتمعه أنه مؤثر بإنتاجه فى بيئته مكسب كبير جدا لدرجة يمكن معها تعويض كل المصاعب والمتاعب الممكن مواجهتها قبل المشروع وأثناءه، كمان فى مشاريع كتير صناعية ممكن الواحد يعملها، مشاريع صغيرة لا تتطلب رأس مال كبير أو خبرة متراكمة فى مجالات الصناعة، أنا مثلا شفت بنفسى مناطق كلها مصانع أو ورش، كل بيت تقريبا عبارة عن مصنع أو ورشة وجميع المنطقة يتمحور نشاطها الاقتصادى حول المصانع ديه والصناعات المعذية ليها وتسويق منتجاتها، مثلا فى قرية فى محافظة الدقهلية– ناسى أسمها دلوقتى بس هى جنب ميت غمر- يشتغل كل سكانها فى صناعة الملابس التريكو فتجد عند زيارتك لهذه القرية جميع البيوت بها مكن وتعمل فى هذه الصناعة.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد يونس

كلامك صح

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة