مساء الأحد الماضى - 18 مارس - كان الفقيه الدستورى د.إبراهيم درويش ضيفا على زميلتنا لميس الحديدى فى برنامج «هنا العاصمة»، وكان الحوار حول اللجنة التأسيسية للدستور، فضلا على الدستور ذاته وكيفية صياغته، وأثناء الحوار ذكر د.إبراهيم واقعة عابرة تستحق أن نقف عندها، قال إنه يوم 24 يناير 2011 تلقى اتصالا تليفونيا من د.أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب، واتصالا آخر من اللواء عمر سليمان، وهو وقتها كان رئيس المخابرات العامة، وفحوى الاتصالين أن هناك ثمانى مواد من الدستور يُراد إجراء تعديل عليها، هكذا ذكر د.درويش ومضى فى حواره.
الواقعة تأخذنا إلى سيل المعلومات المخفى عنا، حول ما كان يدور من تفكير ومن خطوات فى مستوى القيادة العليا للدولة، قبل 25 يناير مباشرة وأثناءها، هناك معلومات ووقائع تتناثر فى الأحاديث وفى الحوارات التى تدور وبعضها فى الجلسات الخاصة، لكن لا أحد يهتم بإعداد ملف أو تقرير معلوماتى حول تلك الأيام.
نعرف الآن أن مبنى الحزب الوطنى الديمقراطى تم إخلاؤه اعتبارا من يوم الأربعاء 26 يناير 2011 من الأوراق والملفات المهمة، وتحديدا مكاتب صفوت الشريف، وجمال مبارك، وزكريا عزمى، وأحمد عز.. فى تلك اللحظة، أى الحادية عشرة صباح الأربعاء 26 يناير، لم يكن الأمر قد تفاقم، وكان من الممكن للرئيس السابق لو أن لديه قدرا من الخيال والذكاء السياسى أن يتخذ خطوات ثورية وإيجابية نحو الإصلاح السياسى تجنبه الخروج من الحكم بالطريقة التى خرج بها.
تحدث اللواء عمر سليمان فى شهادته أمام النيابة العامة وأمام المحكمة التى تحاكم الرئيس السابق عن الاجتماع الأمنى الذى عقد برئاسة د.أحمد نظيف يوم 20 يناير 2011، وذكر الاحتمالات التى وضعها هؤلاء المجتمعون، لكن ماذا عن التفكير السياسى داخل الدولة آنذاك، وما هى الاحتمالات التى كانت مطروحة والأفكار المتداولة فى مؤسسات الدولة وعلى مستوى قياداتها العليا؟
وأظن أن إعلان تلك الأفكار والمعلومات المتعلقة بها مهمة للتاريخ وللحقيقة، وأظن أن ذلك سوف يساعدنا على الإجابة وتفسير الكثير من الوقائع والمواقف التى حدثت فى الأيام الأخيرة من حكم مبارك وما بعدها.. مثلا نحن لا نعرف إلى اليوم أسرار «موقعة الجمل»، من فكر فيها ومن خطط لها ومن أشرف على تنفيذها، هل هم مجموعة المنافقين والانتهازيين المحيطين بالرئيس، وهل صحيح أنهم تصوروا بعد خطاب مبارك العاطفى أن الأمر انتهى، وأنهم بحماقتهم المعهودة تصوروا أنهم بذلك يقدمون أنفسهم للرجل باعتبارهم حماته والمتمسكين به، والمدافعين عنه، فأفسدوا كل شىء.. هل الأمر أعقد من ذلك، كما يذهب أنصار نظرية المؤامرة وأن ما تم كان مجرد «انقلاب شيك»، والمقصود أن هناك من تعمد ترك أصحاب الجمال يدخلون الميدان ويقتلون الشباب، وسمح قبل ذلك للفكرة أن تمر حتى تسوء الأمور تماما، وألا يكون هناك بديل أمام مبارك غير الرحيل، ولكن بيد الشباب والثوار؟!
هذه بعض من التساؤلات المطروحة ولن تحسم فى ظل غياب المعلومات وأتصور أنه من الضرورى تشكيل لجنة مستقلة، تلتقى بكل الشخصيات وتسمع منها، قبل أن يختفى أحد، أو يرحل، تبدأ من مبارك وزوجته ونجليه ثم كل قيادات الدولة.. كبار المسؤولين بمؤسسة الرئاسة.. قيادات الأجهزة الأمنية.. وزير الخارجية.. فضلا على عمر سليمان، وسرور، والشريف، ونظيف، وغيرهم.. غيرهم..
كثير من الألغاز تحيط بنا ولابد أن تفك بالكشف عن وقائع وحقائق ما جرى.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
هذا هو رأى الشعب المحب لمصر وليس المصلحجيه والمنتفعون من الاحزاب الدينيه
ارجو من الجيش فرض الاحكام العرفيه
عدد الردود 0
بواسطة:
ali maher
خايف ليه
يا استاذ حلمى انت خايف تقول المشير ليه