مصر دولة محورية فى المنطقة العربية، وكان جميع الأتراك يدعون لنجاح الثورة المصرية العظيمة، ومازلنا ندعو لاستكمالها، هكذا بدأ الدكتور أحمد أويصال مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات والتعاون جامعة عثمان غازى حديثه لـ "اليوم السابع".
وأضاف مرت مصر بمشكلات اجتماعية وسياسية كثيرة أدت إلى إطلاق هذه الثورة، وقد نكون متشابهين مع مصر فى ذلك، فكنا نعانى من مشكلات أكثر مما مصر عليه الآن، ولكن بالديمقراطية استطعنا علاج هذه المشكلات، فخرج الشباب المصرى يوم 25 يناير منادين بالحرية والديمقراطية، وقد تردد فى هذا الوقت الكثير من الشائعات تقول إن هناك تدخلا أجنبيا هو من يحرك هذه الثورة، ومن خلال تقربى لبعض المصريين قبل الثورة استطعت أن أظهر فى كثير من القنوات الإعلامية لتوضيح صورة الثورة المصرية، كما قام بها المصريون وكما هى فى عيونهم حتى يعرف العالم بأكمله أن الثورة مصرية 100 %.
ويشير أويصال إلى أنه أثناء زيارته هذه لمصر رأى فى عيون بعض المواطنين اليأس وهذا مؤشر خاطئ، لأن الأمل هو القوة الدافعة لتحقيق الأحلام.
وقامت تركيا بعمل المؤتمر العربى التركى الثانى للعلوم الاجتماعية، وذلك لفتح القنوات أمام الأكاديميين والباحثين الأتراك والعرب للتقرب من بعضهم البعض والاستفادة من خبرات الآخر ونقلها إلى بلاده، ونظرا لتشابه مصر وتركيا فى وسطيه الدين الإسلامى فى بلادنا فيمكننا الاستفادة من خبرات العلماء المصريين وفقهاء الأزهر الشريف فى ترسيخ وسطية الدين الإسلام فى المجتمعات حتى نساعد على انتشاره، وبالمثل يمكن لمصر الاستفادة من الدراسات التى قمنا بها لتطوير مجتمعنا من قبل حتى تساعد فى تطوير وبناء المجتمع المصرى.
وذكر أويصال مثالا، وهو عند أخذ تجربة الصحة فى تركيا نجد أنها تعد من التجارب الإصلاحية الناجحة فى تركيا فكانت تشتهر المستشفيات التركية بأنها تساعد على وفاة الأتراك وليس تخفيف آلامهم وعلاجهم، ولكن بعد عدة دراسات استطعنا تخطى هذه الأزمة، وتم اكتشاف أن الروتين اليومى الذى يقوم به المريض من بحث على طبيب وانتظاره وغيرها من أوراق كان لابد أن يقوم بالانتهاء منها أولا تعمل على تأخره عن الوقت المناسب للعلاج، مما يؤدى إلى تدهور حالته سريعا وقد تؤدى إلى وفاته، والآن ومن خلال عمل بطاقة علاجية شخصية لكل مواطن تركى استطاع أن يذهب بها إلى الدكتور الذى يريده وفى الوقت المناسب لحالته، بالإضافة إلى توفير الأطباء لتلبية احتياجات المرضى والانتهاء من الإجراءات الروتينية عن طريق تسجيل كل بيانات المريض على شبكة وزارة الصحة حتى يمكن للطبيب المعالج بعد كتابة رقم بطاقة المريض أن يتعرف على سجل المواطن مع الأمراض التى أصيب بها حتى يشخص الحالة بدقة، ويقوم الطبيب أيضا بكتابة الحالة التى وصل إليها المريض حاليا وكتابة العلاج وإرسالها إلى الصيدلية لتحضير الأدوية للمريض سريعا دون انتظار، وقامت الوزارة أيضا بالضغط على شركات الأدوية حتى يتم تخفيض أسعار الأدوية حتى أننا نجد الآن أسعار للأدوية أقل بكثير من ثمنها منذ عشرة أعوام.
ويوضح أن مقياس نجاح الحكومات فى العالم يقاس بمقدار تلبيتها لمطالب الشعب الاجتماعية وتسهيل إجراءاتهم الحياتية.
وقد أعرب أويصال أن ظاهرة انتشار المسلسلات التركية على القنوات المصرية هى وسيلة لتعرف الشعب المصرى على المجتمع التركى ومعرفة الشعب التركى أيضا على المجتمع المصرى من خلال أعماله الدرامية، ولكن صورة المجتمع التركى فى الأعمال الدرامية مختلف كثيرا عن صورته الحقيقية التركية، فالمجتمع محافظ بطبيعته بصورة أكثر بكثير مما يظهر عليه فى الأعمال الدرامية على شاشات التليفزيون فهناك 70% من سيدات المجتمع التركى محجبات، ولكن نظرا لحرية الشركات المنتجة فهى تقوم بمعالجة المشكلة وطرحها فى أعمالها بالصورة التى تريدها.
وقد أرسل أويصال فى نهايته حديثه إلى الشعب المصرى رسالة ويقول على الشعب المصرى، إنه يعرف أن تحقيق الديمقراطية شىء صعب فى بدايته فقد تأتى الديمقراطية بحكومة لا تقوم بكل الخدمات ولكن يستفاد منها الشعب فى التعرف على القادة لديه حتى يدقق الانتخاب فى المرة الثانية حتى يأتى بحكومة ناجحة تحقق الرخاء والاستقرار فى البلاد.
تركيا كانت تدعو لنجاح الثورة ومازلنا ندعو لاستكمالها
السبت، 24 مارس 2012 02:00 م
الدكتور أحمد أويصال مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات والتعاون جامعة عثمان غازى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة