هدوء ببلطيم وسوق الثلاثاء ومحاولات لعقد الصلح بين الطرفين

شهدت مدينة بلطيم وقرية سوق الثلاثاء اليوم الجمعة، هدوءا بعد إلقاء قوات الأمن القبض على "وليد.ا" خاطف المحامى هشام عبد القادر سويدان، والذى قام باختطاف المحامى على الرغم من تسلمه دية شقيقه المتوفى فى الأحداث التى شهدتها البلدين منذ ستة أشهر، ولكنه طمع فى الحصول على المزيد من الأموال، وبالفعل حصل على مبلغ 40 ألف جنيه تم دفعهم له من خلال أحد الوسطاء المعتدلين.

ومازالت قوات الجيش والشرطة منتشرة عند قرية الكوم الأحمر الفاصلة بين مدينة بلطيم وسوق الثلاثاء، وهناك محاولات للصلح بين أهالى البلدين لقوة العلاقة بينهما، يقودها أربعة من ذوى الشأن، وهم: سيد غطاس وفكرى العمرى وعضوى مجلس الشعب محمد عامر ونصر الدونسى، حيث تم اختيارهم بعد مقابلة المفتى السابق الشيخ نصر فريد واصل لبحث الأمر جيداً والوصول للدية التى يتم الاتفاق عليها، بجانب ذلك هناك محاولات جارية بين الطرفين لإعادة العلاقة بين البلدين إلى مسارها الصحيح، خاصة بعد أن تم الاتفاق قبل الأحداث على عقد جلسة للتوصل لصيغة الصلح يوم الاثنين القادم.

من جانبه أكد هشام النحراوى ـ مخرج تلفزيونى ـ من أهالى سوق الثلاثاء على وجود محاولات جارية لإعادة الوئام بين الطرفين، خاصة بعد ما أثبت الطرفان حسن النوايا، مضيفا أنه تم الاحتكام إلى نصر فريد واصل بتاريخ 9 2 يناير 2012 فى وجود حمدين صباحى وأعضاء مجلس الشعب وبعض المحكمين من القرى المجاورة، حيث تم الاستماع لكل ما قيل، وكان قد قدر الدية، ولكنه عاد وأكد أنه لابد من لجنة عرفية تحقق وتبحث الموضوع جيداً، خاصة فى ظل وجود مصابين من أهالى سوق الثلاثاء وبلطيم، وفقدان ممتلكات، وفى النهاية تم الاتفاق على تشكيل لجنة مكونة من سيد غطاس وفكرى العمرى وعضوى مجلس الشعب محمد عامر ونصر الدونسى لبحث الأمر جيداً والوصول للدية التى يتفق عليها، وهناك محاولات جارية بين الطرفين لإعادة العلاقة بين البلدين.

وأشار النحراوى أن عملية خطف المحامى مدبرة قام بها شقيق أحد المتوفيين فى أحداث بلطيم وسوق الثلاثاء، والذى تسلم دية شقيقه منذ فترة كبيرة، ولكنه أراد المزيد، فاختطف هشام سويدان، وطلب فدية قدرها مبلغ 40 ألف جنيه، وبالفعل تسلم المبلغ الذى أراده.

وقال المخرج التليفزيونى إن المختطف استطاع تتبع السيارة الميكروباص التى كان يستقلها هشام سويدان ومعه 13 من سوق الثلاثاء متجهين لبلطيم، وعند سوق الخميس أرغم وليد قائد السيارة على التوقف، مهدده بالسلاح الذى يحمله، حتى أرغم هشام على النزول من السيارة وقام باختطافه.

وأضاف محمد حتاته المحامى أن أهالى قرية سوق الثلاثاء قاموا أمس بنقل المعلمين من أهالى بلطيم العاملين فى مدارس سوق الثلاثاء بسياراتهم لبلطيم، وهذا يحسب لهم.

وأضاف السيد عبد اللطيف حتاته أن عملية الاختطاف مدبرة لأن هشام سويدان كان متجها أمس لمحكمة كفر الشيخ لإخراج ابن عمه الملقى القبض عليه البعيد عن الأحداث التى شهدتها البلدين منذ ستة أشهر،
جدير بالذكر أن قرية سوق الثلاثاء والربع أقاما أمسية ثقافية بعنوان "المصالحة على ضفاف بحيرة البرلس" أمس الأول حضرها الشاعران محمد الشهاوى وأمين الديب وشعراء من بلطيم للتقريب بين أهالى البلدين وإظهار حسن النوايا من أهالى سوق الثلاثاء كما أظهرها أهالى بلطيم ولجئوا للتحكيم.

ومن ناحية أخرى دعت عدد من مساجد بلطيم وسوق الثلاثاء للتهدئة والتصالح والاحتكام لشرع الله وإنهاء الخلاف بين الجانبين، خاصة أن هناك علاقات نسب وغيرهما من حس العلاقات المتعددة، فى ظل حسن النوايا الذى بدر من أهالى البلدين، وأشادت مساجد أخرى بما بدر أمس من أهالى سوق الثلاثاء الذين ناوا بأنفسهم عن الاعتداء على أبناء بلطيم العاملين كمعلمين فى مدارسهم، وتوصيلهم بسياراتهم إلى بلدهم سالمين دون المساس بهم أو إيذائهم.