فى الوقت الذى يناقش فيه المجمع المقدس برئاسة الأنبا باخوميوس سيناريو اختيار البابا القادم؛ اختلفت العديد من الآراء حول تعديل اللائحة 57 الخاصة بهذا الاختيار، البعض يرى تعديلها تماما لأن بها العديد من المواد التى لا تتناسب مع متغيرات الوقت الحاضر، خاصة أنها ليست لائحة ربانية منزلة، بل وضعها البشر، أما البعض الآخر فيرى أن هذه اللائحة تم اختيار البابا شنودة على أساسها ومن قبله البابا كرولوس السادس، ولم يقوما بتعديلها، وأن أى تغيير سيطرأ على هذه اللائحة لن يتم الاتفاق عليه أيضا.
قال المفكر القبطى جمال أسعد إن اللائحة 57 وضعت فى ظروف مختلفة تماما عن الظروف الحالية ولا تتلاءم معها وهو ما يتطلب تعديلها تماما، مشيرا إلى أن هذا القرار فى يد المجمع المقدس فهو الوحيد الذى من حقه تعديلها مشيرا إلى أن هذه اللائحة وضعت من المجمع ولم يكن هناك بطريرك.
وعن أبرز المواد التى يرى أسعد ضرورة تغيرها، أن تأتى طريقة اختيار البابا لتجمع بين نظامى القرعة والانتخاب فى اختيار البابا، وكذلك تغيير المادة التى تعطى للمجمع المقدس الحق فى توصيات المرشحين واستبعاد بعضهم، يجعل هناك رؤية ومصالح شخصية يتم على أساسها استبعاد بعض المرشحين، فقد يكون المرشح مستوفيا للشروط، ولكن يتم استبعاد اسمه من القائمة.
وأضاف أسعد، إن الجمعية العمومية لا تتفق مع الظروف الحالية لهذه الأيام كتحديد مبلغ معين لمن له حق الانتخاب، والاقتصار على مجموعة من وجهاء الأقباط كالوزراء السابقين وأعضاء مجلس الشعب والصحفيين أعضاء النقابة.
وقال الدكتور كميل صديق سكرتير المجلس المللى السكندريى، إن لائحة 57 ليست تعاليم ربانية منزلة، وبالتالى يمكن التعديل فيها لأنها من وضع البشر، ويمكن أن يتم تعديلها للتناسب مع متغيرات العصر، بشرط ألا يكون تعديلها يهدف لخدمة أشخاص معينين.
بينما عارض الدكتور نبيل لوقا بيباوى عضو مجلس الشورى سابقا، تعديل اللائحة، ورأى أن أى تعديل سيدخل عليها سيتم الاختلاف عليه أيضا، قائلا: ما مشكلة اللائحة الحالية؟ فقد تم اختيار البابا شنودة على أساسها، كما تم اختيار البابا كيرولس السادس فى ضوئها أيضا. قائلا " مهما غيرنا مش ترضى كل الناس".
وأوضح بيباوى، إن اللائحة تم عرضها على البابا، ولم يقم بتغييرها، منتقدا من يريد أن يقل سن الترشح لمنصب البابا عن 40 سنة بحيث يصل السن إلى 25 عاما قائلا: كيف يرأس المجلس المقدس شاب فى الخامسة والعشرين من العمر فى حين أنه به مطارنة يبلغون الثمانين، ويرأس المجلس المللى الذى به أعضاء يصل أعمارهم إلى السبعين؟
ونفى بيباوى أن تكون الأهواء هى التى تحكم أعضاء المجمع المقدس من حيث التوصيات أو استبعاد بعد المرشحين، موضحا أن المجلس المقدس يتكون من 9 أعضاء، والمجلس المللى من 9 أعضاء أيضا، فليس من المنطقى أن يتفق 18 عضوا من خلال أهواء شخصية ومصلحة معينة على استبعاد أحد المرشحين.
وأشار بيباوى، إن الأخذ بنظام القرعة والانتخاب ضرورى فحتى لو حدث الانتخاب عن طريق الهوى الشخصى فإن القرعة الإلهية هى التى ستختار البابا عن طريق اختيار طفل عمره أربع سنوات لورقة واحدة من ثلاثة مكتوب عليها أسماء المرشحين الذين حصلوا على أعلى الأصوات.
مفكرون أقباط يختلفون على تغيير اللائحة 57.. بيباوى: البابا شنودة رفض تعديلها والقرعة الآلهية ستختار البابا القادم.. جمال أسعد: بها مواد تكرس للأهواء الشخصية ولا تتفق مع متغيرات العصر
الجمعة، 23 مارس 2012 10:02 ص