أكد الدكتور محمد السيد إدريس، رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس الشعب، أن الثورات الأربعة التى قامت فى تونس ومصر واليمن وليبيا نجحت فى إسقاط رؤوس الأنظمة فقط، ولكنها لم تحقق انتصاراً حقيقياً حتى الآن.
وقال إدريس: فمازال النظام السورى يقاوم السقوط، وهذا السقوط لم يسفر عن انتصار حقيقى كامل أو حتى شبه كامل للثورات العربية، لافتا إلى أن نظام مبارك مازال يحكم مصر حتى الآن، وأن الثورات الحقيقة فعليا فى أزمة، مؤكدا أنها تعرضت لضغوط عربية من أشقاء عرب.
أكد إدريس، فى اليوم الثانى لمؤتمر "عروبة وأمن الخليج بين الواقع والتحديات" الذى تنظمة جمعية الوسط العربى الإسلامى، ويستمر لمدة 3 أيام بمشاركة عدد من السياسيين والبرلمانيين المصريين والعرب أن عدم نجاح الثورات الأربع يرجع إلى أن الثورات التى حدثت كانت ثورات شعبية وديمقراطية غير خاضعة لقيادة حزب أو طبقة سياسية بعينها، رغم غلبة جيل الشباب على أدائها، ما أدى إلى غياب قيادة قادرة على تولى مسؤوليات الحكم وإدارة السلطة فى البلاد، بالإضافة إلى أن السلطة آلت لمؤسسات من النظام الذى كان يراد إسقاطه كما حدث فى مصر وتونس.
وأضاف خلال كلمته عن التحديات التى تواجهها منطقة الخليج العربى فى ظل الحراك الشعبى أنه جرى تجميد الثورة عند حدود إسقاط رأس النظام دون النظام بمؤسساته ورموزه الذين راحوا يدافعون عنه بشراسة، مستخدمين كافة أنواع القوة لقهر الثورة واحتوائها عند حدود الإصلاح دون التغيير الجذرى المأمول.
وأوضح إدريس أن ما حدث فى اليمن من توريث نائب الرئيس والنظام ومؤسساته للحكم الجديد فى اليمن ومنح الرئيس السابق حصانة من الملاحقة أدى إلى الحيلولة دون إسقاط النظام. وفى ليبيا فإن دور حلف شمال الأطلسى فى إسقاط نظام القذافى وانتشار السلاح على مدى واسع فى أوساط الشعب الليبى أدى إلى حصر الحكم الجديد فى أيدى من يملكون المال والسلاح، ما أدى إلى تفجر الصراعات الجهوية بين شرق وغرب وجنوب ليبيا وظهور دعوة فيدرالية برقة، وما أدى أيضاً إلى وجود سطوة بارزة لدور القوى الخارجية فى إدارة السياسة والحكم داخل ليبيا.
وقال: إن أهداف الثورات فى الحرية والعدالة والكرامة والسيادة الوطنية أصبحت مرتكزات لأى نظام حكم جديد يتأسس فى هذه الدول، رغم كل ما تواجهه من تحديات، موضحاً أن الثورات حققت نجاحات على المستوى العربى الجماعى، فى مقدمتها تأسيس وعى شعبى عربى جديد بضرورة تحديث وتطوير النظام العربى، إن لم يكن تغييره، بحيث يصبح الشعب طرفاً مباشراً فى إدارة النظام الجديد، وفرض معادلات توازن جديدة للقوة داخل النظام العربى، سواء فى أوساط محور الاعتدال أو محور الممانعة، بعد أن أسقطت الثورات رموزاً فى الوسطين و"عودة مصر"، وتحديداً مصالحة مصر مع جغرافيتها السياسية ومع أولويات الدولة المصرية فى المجالين الأفريقى والمشرقى الخليجى.
وأوضح أن من مظاهر هذه العودة أن أولى زيارات السلطة الجديدة فى مصر كانت إلى السودان، وأن العديد من التصريحات والحركة الدبلوماسية المصرية إلى جانب الدبلوماسية الشعبية الناشطة أيضاً تصب فى هذا الاتجاه فى شأن مصالحة مصر مع أولوياتها التاريخية والجغرافية، وانخراطها فى سياسة ناشطة مازالت فى بدايتها.
وأوضح أن الثورة دفعت الحركات الإسلامية المختلفة، وبالأخص حركات الإخوان المسلمين بخصوصياتها المختلفة من دولة إلى أخرى فى العملية السياسية الوطنية فى مصر وتونس، كجزء بشكل أو آخر من صنع القرار، وكجزء من السلطة التى ستقوم لاحقاً، مع التحولات الحاصلة وصعود هذا الدور، حيث إن هناك أوضاعاً تغييرية، وتحولاً غربياً فى تكريس الاتصال كبديل للقطيعة مع هذه الحركات والقبول بها، بحيث صارت هذه الحالة الإسلامية تشكل مرجعية سياسية منتشرة التأثير فى النظام الإقليمى المصرى بعد انتشاره فى دول الخليج.
و أضاف السيد زهرة، الكاتب الصحفى، ونائب رئيس تحرير جريدة الخليج، مطالبا دول الخليج العربى بضرورة البحث عن طرق أخرى لأمن عروبتها، والذى يجب أن يبدأ من خلال الإصلاح الداخلى، والاعتماد على حفظ الأمن من الداخل، وليس من الخارج، بما يكرس عروبة الخليج واندماجها فى المشروع القومى العربى مع كافة الدول العربية.
واصفاً الحراك الشعبى الذى حدث فى البحرين على مدار العام الماضى بأنه ليس ثورة بل حراك أخذ طابعاً طائفياً له أهداف سلبية عكس الثورات فى مصر وتونس، والتى سعت إلى إسقاط النظام للبناء الدولة، وليس هدم الدولة، لافتا إلى أن هذه الآثار السلبية للأزمة البحرينية ستكرس لحالة من عدم الثقة بين أبناء المجتمع الواحد تعطل جهود الإصلاح.
وأشار نائب رئيس تحرير جريدة الخليج إلى أن إيران، والتى لها مخطط تاريخى للسيطرة على مقدرات المنطقة العربية، من خلال محاربة هوية العروبة، استغلت الثورات فى مصر وتونس، وانتقالها إلى ليبيا وسوريا واليمن، والتى وصفها بأن توقيتها كان لحظة مواتية لإيران لتنفيذ مشروعها الفارسى فى دول الخليج من خلال استغلال أزمة البحرين، والتى وصفها بحجر الزاوية فى الحفاظ على هوية وعروبة أمن الخليج.
مؤتمر "عروبة وأمن الخليج" يطالب برفع الضغوط العربية عن الثورات.. ورئيس لجنة الشئون العربية بمجلس الشعب: الثورات أسقطت رؤوس النظم فقط ولم تحقق انتصاراً حقيقياً حتى الآن.. ونظام مبارك مازال يحكم مصر
الجمعة، 23 مارس 2012 02:24 م
جانب مؤتمر العروبة وأمن الخليج
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مشمشاوي الأصلي
نظام مبارك لازال يحكم مصر
رأي اللجنه الألكترونيه أيه يا تري