قال الفنان طارق الدسوقى، ، إن صورة المعاق فى الإعلام المصرى بشكل عام وفى الدراما بشكل خاص مازالت مشوهة، فلابد من الاهتمام بشكل أكبر بهذه الفئة، وعلاج مشاكلها بإلقاء الضوء عليها، وإعادة صياغة الأفكار والمفاهيم فى عقول الناس، وتنمية ثقافتهم حول كيفية التعامل مع فئة المعاقين.
جاء ذلك خلال الحفل الذى نظمته جمعية "كيان" للمعاقين ، بالمسرح الرومانى بمكتبة المستقبل بمصر الجديدة، بمناسبة عيد الأم، والذى تم خلاله تكريم 100 من أمهات الأبطال المعاقين.. وتم تنظيم الحفل بالتعاون مع 10 مؤسسات وجمعيات مهتمة برعاية ذوى الاحتياجات الخاصة، مثل جمعية رسالة، وأصدقاء الغد المشرق، ودار القدس، ونادى الشمس، وأعوان الخير، وأقيم الحفل تحت إشراف وزارة الشئون الاجتماعية، وقد شارك فى الحفل معتز كابش، منسق عام الاحتفال فى جمعية "كيان"، وعصام عبد الرحمن المستشار الإعلامى للجمعية.
أضاف الدسوقى فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع" أننى شاركت فى احتفالية "كيان" بعيد الأم بوجود زوجتى وابنتى، لحرصى على تلبية أى دعوة أتلقاها من أى جمعية مهتمة بالمعاقين وذوى الاحتياجات الخاصة، لأننى أشرف أن أكون مديرا لمهرجان الإبداع الفنى للطفل المعاق على مستوى الجمهورية، الذى يعقد كل عام فى أسيوط، تحت رعاية المحافظ ورئيس جامعة أسيوط..
وأتابع الجمعيات المهتمة بالمعاقين وذوى الاحتياجات الخاصة لأنها تستحق هذا الاهتمام، خاصة أن هذه الفئة مشاكلها المزمنة فى تزايد، وإعدادها فى تزايد أيضا، خاصة أن أعداد المعاقين فى مصر الآن بالملايين، فأصبح واجبا علينا جميعا أن نولى هذه الفئة اهتماما خاصا، وكثير من الجهد والوقت، وسعيد جدا ونحن فى عيد الأم لتكريم الأمهات المثاليات للمعاقين، والأمهات البديلات أيضا للأيتام وذوى الاحتياجات الخاصة.
مشيرا إلى أنه إذا كان هذا دورى كإنسان، فان دورى كفنان أكبر بكثير، لأن الفنان من المفترض ألا يقتصر دوره على الأعمال الفنية، التى يقدمها على الشاشة، وإنما يجب أن يتواصل الفنان أيضًا مع أفراد المجتمع، فهو لسان حال الناس، وهو الذى يعبر عن آلامهم وطموحاتهم وأحلامهم، فيجب أن يكون شريكا لهم، وأن يتواصل معهم فى جميع المناسبات، فالفنان مدين للناس لأنهم سبب شهرته ونجاحه.
وأكد الفنان طارق الدسوقى أننا لن نوجه شيئا للحكومة الحالية، لأنها مؤقتة، وسوف ترحل، لكننا نوجه هذه الاستغاثات للحكومة القادمة، وللرئيس القادم أيضا، لأنه آن الأوان للاهتمام بهذه الفئة بالصورة المطلوبة.. فمنذ سنوات ونحن نتحدث عن العديد من المشاكل التى يعانى منها المعاقون، ولم يتم حلها حتى الآن، فنحن نتحدث عن دمج هذه الفئة مع الأسوياء، وتدريب كوادر لديها القدرة على التعامل مع هذه الفئة، ونطالب بأهمية وجود فصول فى المدارس المختلفة لهذه الفئة، ودمجهم مع الأسوياء، ولابد أن أكون متفائلا بالفترة القادمة، فالله يحفظ مصر، وأكيد بلدنا ستعبر كبوتها خلال المرحلة الانتقالية بكل ما تحمل من آلام ومواجع، وسنعيد مجد الماضى، وذلك على أكتاف وبأيدى كل الشرفاء والمخلصين والوطنيين، والعاشقين لتراب هذه الأرض.
من جانب آخر، قال المستشار حسن حسن منصور، نائب رئيس محكمة النقض، الأربعاء، أننا نأمل أن يحصل المعاقين على رعاية اجتماعية وقانونية بشكل أكبر وأفضل خلال المرحلة المقبلة، والقانون لابد أن يفعل بما يحقق مطالب ومتطلبات وطموحات المعاقين فى التعيين بالوظائف العامة، وفى الحصول على الرعاية الاجتماعية والصحية اللازمة، والحصول على حقوقهم المالية، وأن يكون لهم دائما الأولوية، لأنهم ليس بيدهم التخلص من هذه الإعاقة.. فواجب على أصحاء البدن والعقل والفكر فى المجتمع أن يكون لهم دور خلاق فى مساعدة المعاقين، ليتحولوا من الضعف إلى القوة، ومن الاستكانة إلى الطاقة المبدعة.. وهذا دور الدولة جنبا إلى جنب الجمعيات الخيرية مثل "كيان"، التى نشارك فى حفلها اليوم.
وأضاف نائب رئيس محكمة النقض فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع" أن الدولة عليها عبء كبير، بسبب ظروفنا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المتقلبة والصعبة جدا، فلا يجب أن نلقى كل شىء على عاتق الدولة، لأن الجمعيات الأهلية والخيرية والمجتمع المدنى يجب أن يكون عليها دور أكبر وفعال، بما يساعد الدولة فى النهوض بهم، ورفع قدراتهم المالية والمعنوية بكل ما نملك، ويجب أن يكون الأفراد إيجابيين، فإذا كان الفرد متقاعسا فسيؤدى ذلك لتدهور المجتمع، ويوجد أغنياء فى المجتمع قدراتهم المالية تسمح بمساعدة المحتاجين لتحقيق مطالبهم المالية والمعنوية.
وقال محمد خليل، المدير الفنى لجمعية "كيان"، إننا منذ إشهار الجمعية من خلال وزارة التضامن الاجتماعى فى 2005 ونحن نحتفل بعيد الأم، لأن أمهات ذوى الإعاقة يعانون لبذلهن مجهودا كبيرا جدا مع الأولاد، لوصولهم إلى مرحلة يكونون قادرين فيها على التعامل مع المجتمع كعضو فاعل، وليس كعضو مهمش ليس له أى دور أو له دور سلبى داخل المجتمع.. والأمهات هن الجندى الخفى وراء نجاح كل طفل، خرج من ظلمة الإعاقة، إلى نور الحياة، لذلك نحرص سنويا فى عيد الأم على تكريم أمهات المعاقين الفاعلين معنا داخل الجمعية.
أضاف أن وزارة التضامن الاجتماعى تحاول تقديم ما تستطيعه للمعاقين، لكننا نطمح دائما فى المزيد، فنحن فى حاجة لإمكانيات وأماكن لتحقيق الانتشار المطلوب لجمعية "كيان"، من خلال العديد من الفروع المنتشرة فى مختلف أنحاء الجمهورية، ونطمح أن يكون هناك تعاون بين الجهات الحكومية ورجال الأعمال ومحبى عمل الخير أن يتبنوا الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة والمهمشين داخل المجتمع.
وأشار المدير الفنى لجمعية كيان إلى أنه من أهم المشاكل التى تواجهنا فى الجمعية أننا نحتاج إلى أماكن واسعة لإنشاء وحدات للعلاج الطبيعى للأطفال المعاقين، لأن أجهزة العلاج الطبيعى للمعاقين تحتاج لمساحات كبيرة، ونحتاج إلى أجهزة تعويضية و أطراف صناعية وكراسى متحركة للأطفال المعاقين حركيا، خاصة أن عدد الشركات التى تصنع هذه الأشياء بالمواصفات التى نحتاج إليها قليل جدا.. ونطالب أن تكون الطرق أيضا مؤهلة ليسير المعاقين عليها، ونأمل أن يكون لجمعية "كيان" دور رائد فى الوطن العربى وخارجه أيضا.. وأناشد وزارة التضامن الاجتماعى لتوفير مبان مخصصة للجمعيات التى لها تاريخ، لتتمكن من ممارسة أنشطتها بها، وألا يكون إيجارها باهظا ومبالغا فيه.
وقالت السيدة سهام خليل حسن، جدة طفل معاق من أطفال جمعية "كيان"، كنت أتمنى وجود والدة حفيدى معه، لكن هذا لم يتحقق، لأنها منفصلة عن والد الطفل، وهو ابنى.. وأرى أن الدولة لم تبدأ بعد فى الاهتمام بالصورة المطلوبة بالمعاقين، فما حدث خلال الأيام الماضية هو مجرد قيام عدد من المسئولين بالإشارة إلى المعاقين فى تصريحاتهم.. فنطالب بتوفير لهم تأمينا صحيا، لأن المعاق بعد 6 سنوات ليس له تأمين صحى، وهذه أعباء على الأسرة، فعند ذهاب المعاق إلى مركز لتلقى العلاج اللازم الذى يحتاج إليه، تكون هذه المصاريف أعباء كبيرة على الأسرة.
وأضافت السيدة سهام خليل أن الاعتصامات والإضرابات التى نظمها العديد من المعاقين مؤخرا سببها أن حقوقهم فى التعليم والرعاية الصحية مهدرة، ولا يتم توفير وظائف لهم بالصورة المطلوبة، ولابد أن يكون لهم وضع خاص، لأن الشخص السوى قادر على الكفاح، لكن المعاق لا حول له ولا قوة.. فبعد حصول المعاق على شهادته لابد من توفير الوظيفة التى يحتاج إليها، التى تتناسب مع إعاقته، والتى تضمن له أن يعيش بصورة كريمة ومحترمة.. ويجب علينا أن نهتم بالمعاق فى أى مكان، لأن العديد من الأشخاص يعتبرون المعاق كما لو كان مرضا، ويبتعدون عنه، وهذه التصرفات مرفوضة تمامًا.
وأدعو الله أن يرزق جميع أسر المعاقين الصبر، فعمرى 75 عامًا، وأقوم بتربية حفيدى المعاق الذى يبلغ من العمر 8 سنوات، الذى أعرف طبيعة إعاقته، وكلما زاد عمره أكون سعيدة جدا لكونى صبرت على تربيته، وجنيت ثمار هذا الصبر.. و"الاستعجال" لن يؤدى لأى نتيجة، وأدعو الله أن يكون معنا جميعا.
طارق الدسوقى: صورة المعاق فى الإعلام المصرى مازالت مشوهة
الجمعة، 23 مارس 2012 11:42 ص