السفير محمد صبيح، الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشئون فلسطين، عقد القمة العربية فى العاصمة العراقية بغداد جاء تطبيقا لتعديل ميثاق جامعة الدول العربية بعد 50 عاما، وتأكيدا على عدم الخوف من التهديدات الأمنية المثارة فى الصحف.
مضيفا أن الإصرار على عقد القمة العربية، التى تعد المؤسسة الرئيسية والحاكمة بالجامعة العربية، فى بغداد هذا العام يأتى بعد توقفها العام الماضى، حيث أنه "لا يجوز أن تتوقف هذا العام أيضاً حتى لا ينهار النظام العربى الهش الحالى، لأنه "مش ناقص" بسبب ما نراه من "حرائق" حولنا، والمنطقة مستهدفة بأكثر من استراتيجية من الخارج"، على حد قوله.
وأضاف صبيح، خلال حواره مع الإعلامى محمد سعيد محفوظ فى برنامج "وماذا بعد؟" على قناة "أون تى فى لايف"، أن السبب الثانى الذى يبرر عقد القمة فى العراق هو التأكيد على عروبة بغداد وسيادة الدولة العراقية، وأنها جزء من المنظومة العربية، واصفا الخطوة بأنها "شجاعة من الجامعة ومؤسساتها والرؤساء العرب".
واعترف صبيح، بوجود مشاكل اقتصادية واجتماعية وأمنية فى العراق التى دخلت حروباً طاحنة أنهكتها، مشيراً إلى أن هذا سبب أدعى لعقد القمة هناك "للمحافظة على وحدتها، وألا نلقى بها للأجانب أو بعيداً عن الأسرة العربية، هذه القمة للشعب العراقى وليست لشخص بعينه"، وفقاً لتعبيره.
وردا على سؤال محفوظ "ماذا أخذنا من القمة العربية؟"، طالب صبيح "بعدم إلقاء أعباء على الجامعة لا طاقة لها بها"، موضحا أن هناك قيادات عربية تقوم بارتكاب أخطاء ثم يقال إن الجامعة العربية هى المسئولة عنها.
وعن حادث تولوز الذى راح ضحيته ثلاثة أطفال يهود فى فرنسا، وتعليق رئيس الوزراء الفلسطينى سلام فياض عليه بقوله إنه "لا يجب استخدام القضية الفلسطينية مبررا للإرهاب"، قال صبيح "نحن جميعاً نرفض استهداف الأطفال بغض النظر عن ديانتهم، لأننا ضد الإرهاب والقتل"، مضيفا "لا تعالج خطأ بخطأ، وإنما دافع عن حقك بالقانون".
وعن تأثير الربيع العربى على القضية الفلسطينية، قال "إن التغيرات التى شهدها الوطن العربى بعد ذلك هى فى مصلحة الشعب الفلسطينى، وإسرائيل لديها تخوف كبير من ذلك، وفيما يتعلق بقلق إسرائيل من تقدم الإخوان المسلمين بمرشح رئاسى، قال صبيح "دول الربيع العربى الآن تتبنى الديمقراطية، وإسرائيل التى تدعى زوراً أنها واحة الديمقراطية فى الشرق الأوسط، لا يعجبها ذلك، وإذا كان الشعب المصرى سيختار الإخوان فهذه إرادته، وليست إرادة إسرائيل"، مشيرا إلى أن الإخوان المسلمين أعطوا إشارات واضحة فى كيفية التوجه فى الحكم، قابلها قبول أمريكى واضح.
وقال صبيح، إن الانتخابات الأمريكية الحالية تشهد بيعاً للحقوق العربية، وتهديداً لمصر والسعودية والشعب الفلسطينى، متوقعا أن يفوز باراك أوباما بفترة رئاسة جديدة نظراً للمشاكل الداخلية فى الولايات المتحدة، مثل البطالة والأسعار، إلا أن ذلك لن يعود بالخير على القضية الفلسطينية - على حد تعبيره.
