حذرت الدكتورة ليلى خلف السبعان، أستاذة اللغة العربية بكلية الآداب جامعة الكويت، استمرار الخطاب الإعلامى على ماهو عليه من سوء وتنكر للغة العربية السليمة، لمصلحة تفعيل الدارج والشائع، مؤكدة أن العواقب ستكون وخيمة إن لم تكن مخزية على مستوى لغتنا وثقافتنا، فى ظل ارتكاب الإعلاميين لأخطاء فادحة فى الخطاب الإعلامى، وهذا عيب حقيقى جوهرى، لأن اللغة العربية أداة الإعلام الأولى وجوهر مهارات الاتصال الحديثة.
وطالبت خلال مشاركته فى فعاليات المؤتمر الدولى لمجمع اللغة العربية أمس الخميس، أن يكون لدى الإعلام خطة استراتيجية ثقافية لغوية، بغية تجهيز الكادر الإعلامى المنجز والمنتج والقادر على أن يتسلم زمام التأسيس للغة اتصال سليمة فى ذاتها وأدائها وتأثيراتها، فالشهادات العليا ليست وحدها قادرة على أن تؤسس الإعلامى الجيد، لأن هذا الإعلامى المسطح سيشعر دوما أنه يعيش حالة رهاب لغوى، لا يقدر أن يعبر أو يكتب، فيكون كالببغاء مرددا لخطابات إعلامية محفوظة فى الذاكرة لا منجزة من آنيتها أو لحظتها.
وأكدت "السبعان" أن مستقبل اللغة العربية فى الإعلام مرهون بالتربية الإعلامية اللغوية الصحيحة، وضرورة تفعيل القدرة على الربط مع الجمل وتكوين الأفكار وتلاؤمها بعضها مع بعض فى النطق والمحاورة أو الكتابة والقراءة، حتى نستشرف مستقبلا واعدا بين الإعلام واللغة، بصفة كل منهما يكمل الاخر، وينجز مشروعه، فلا إعلام بدون لغة إعلامية صحيحة، ولا لغة بدون إعلام حقيقى وفاعل يحتضن هذه اللغة التى هى الوسيلة الوحيدة للتعبير عن ذواتنا.
وقالت إن لغة الإعلام محكومة بتصور مدى استعداد الجمهور للاستجابة ومقدرته على الاستيعاب النوعى، ولذالك فالمرسل مضطر للتعرف مهما امتلك من خيارات لغوية وثروة دلالية ورمزية، وفقا لصورة الجمهور المقصود بالمادة الإعلامية، مؤكدا أن اللغة عادة تنحو منحى السهولة والبساطة وقرب المأخذ والبعد عن التقعر والإغواء الفنى، مما يفرض أنه يتناسب مع المدركات العامة للجمهور، يضاف إلى ذلك أن لغة الإعلام تخضع للخطة الراهنة أو الشرط الزمنى أكثر مما تفعله لغة الثقافة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة