دعت منظمة أطباء بلا حدود على موقعها الحكومات، والجهات المانحة الدولية، وشركات الأدوية إلى مكافحة انتشار السل المقاوم للأدوية بتمويلات وجهود جديدة لتطوير أدوات تشخيص وأدوية فعالة ذات تكلفة معقولة، وذلك لأن الكثير من البيانات الجديدة تشير إلى أن مدى الانتشار العالمى لداء السل المقاوم للأدوية المتعددة يتجاوز بكثير التقديرات السابقة، ما يتطلب جهداً عالمياً متناغماً لمكافحة هذا الشكل الأشد فتكاً من المرض، وقد صدمت البيانات المجمعة من مشاريع المنظمة فى شتى أنحاء العالم الأطباء الذين يكافحون المرض.
ويقول أونى كاروناكارا رئيس منظمة أطباء بلا حدود "نحن بحاجة إلى أدوية جديدة، وبحوث جديدة، وبرامج جديدة، والتزام جديد من جانب الجهات المانحة الدولية والحكومات للتصدى لهذا المرض الفتاك.
عندئذ فقط سوف يخضع مزيد من المرضى للاختبار والمعالجة والشفاء. لا يمكن للعالم بعد الآن الوقوف موقف المتفرج وتجاهل تهديد السل المقاوم للأدوية المتعددة، وكلما بحثنا عن داء السل المقاوم للأدوية، نجده منتشراً بأعداد مقلقة، ما يشير إلى أن الإحصائيات الحالية ربما لا تتعدى سطح المشكلة. لا يحصل ما نسبته 95 فى المائة من مرضى السل فى العالم على التشخيص المناسب. فإن التراجع فى تمويل المانحين يعرقل الجهود المبذولة لتحسين كشف السل المقاوم للأدوية المتعددة".
وتأتى الأزمة العالمية لمرض السل المقاوم للأدوية المتعددة مع فجوة ضخمة فى توفير التشخيص والعلاج. فالأدوات التشخيصية القائمة والأدوية الموجودة تجاوزها الزمن وهى باهظة الثمن، بينما يهدد نقص التمويل بانتشار أوسع للمرض.
على مستوى العالم، تقدر نسبة مرضى السل الذين يتاح لهم التشخيص المناسب لمقاومة الدواء بأقل من 5 فى المائة. وتقدر نسبة مرضى السل المقاوم للأدوية المتعددة الذين يتاح لهم العلاج بـ10 فى المائة فقط، وبنسبة أقل بكثير فى المناطق التى تشح فيها الموارد ويشتد انتشار المرض.
وسبب أزمة دواء السل يرجع إلى تفاقم الأزمة العالمية بسبب من التدابير العلاج بأدوية شديدة السمية، طور معظمها فى منتصف القرن الماضى وتترك تأثيرات جانبية مزعجة. وأدى نقص التمويل، بالأخص تخفيضات الصندوق العالمى الأخيرة، ووجود سوق صغيرة لحفنة قليلة من المصنعين، إلى ارتفاع تكاليف بعض الأدوية إلى حد يمنع استعمالها. فضلاً عن ذلك كله، فإن التكلفة الباهظة عرقلت الاستخدام الواسع للأداة التشخيصية الجديدة والسريعة، التى يمكنها زيادة القدرة على الكشف المبكر عن السل المقاوم للأدوية.
وفى المناطق التى تشح فيها الموارد، تتبدى الحاجة الماسة إلى القدرة المنقذة للحياة فى الكشف عن السل فى غضون ساعات، لا أيام أو أسابيع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة