نرمين كحيلة تكتب: الرئيس الجديد وقضية السياحة

الخميس، 22 مارس 2012 05:00 م
نرمين كحيلة تكتب: الرئيس الجديد وقضية السياحة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أعرف لماذا تثار دائماً قضية كيفية تعامل الرئيس الجديد مع السياحة، خاصة إذا كان من التيار الإسلامى؟ ولا أعرف لماذا يتم دائماً حصر دور رئيس مصر القادم على السماح للأجانب بشرب الخمر والرقص والعرى والدعارة؟ هل الرئيس الجديد قام بحل كل المشكلات الداخلية والخارجية للبلاد، ولم يتبقَ إلا الحديث فى ذلك الموضوع؟ لماذا يتصور الناس أن السائح ما أتى لمصر إلا لشرب الخمر ولبس البكينى والرقص؟ بالعكس هو لديه كل ذلك فى بلده، ولكنه أتى ليشاهد الآثار والمعابد والمتاحف.

إن لى أصدقاء أجانب من كل أنحاء العالم، ومن خلال خبرتى معهم ومناقشاتى العديدة فى هذا الموضوع قالوا لى إنهم يحترمون تقاليدنا وعاداتنا، وبالفعل عندما استضفت إحداهن– وكانت أمريكية- فى منزلى كانت تقول لى قبل أن تخرج انظرى إلى ملابسى هل هى ضيقة أو قصيرة أنا على استعداد للبس الطويل الواسع بل وعلى استعداد لارتداء الحجاب أيضا فقلت لها: يا عزيزتى ليس الأمر إلى ذلك الحد أنتِ غير مسلمة، ولا أستطيع أن ألزمكِ بالحجاب، لكننى أطلب منكِ الحشمة فقط، مراعاة لمشاعر الشعب المصرى، ففعلت وهى راضية وسعيدة، بل وقالت لى: بل سأرتدى قبعة تخفى شعرى احتراما لدينك وتقاليدك.

أليس السائح عندما يزور مسجد محمد على بالقاهرة نلزمه بخلع حذائه قبل دخول المسجد؟ وفى بعض الأحيان أراهم يغطون شعورهم احتراما لوقار المسجد.. كل ذلك لا يُغضِب السائح ولا يجعله يقسم بأغلظ الأيمان ألا يأتى مرة أخرى إلى بلادنا.. بل بالعكس هو ينظر لمثل هذه الأشياء على أنها شىء جديد وطريف.

كانت لى صديقة ألمانية قضت معى بعض الأيام، واصطحبتها إلى بعض البازارات، فاشترت قميصاً فأهداها البائع طرحة، وأخذ يلفها فوق رأسها فسعدت صديقتى بذلك أيما سعادة، وأخذت تلتقط الصور لنفسها وهى بذلك المنظر، وحافظت على الطرحة كأنها كنز أو تحفة حصلت عليها، بل وفاجأتنى أيضا بأنها أحضرت معها طرحة فسألتها متعجبة؟ من أين حصلتِ على هذه الطرحة؟ قالت: أعطتنى إياها صديقتى التركية المسلمة، وقالت ضعيها على رأسك إذا دخلتِ المسجد.

هذا هو السائح الذى نتهمه بأنه سيفر مفزوعاً ويتولى هاربا لو تم حرمانه من الخمر والعرى.

عندما تم سن قانون فى فرنسا بأن تخلع المسلمات الحجاب قال وقتها المفتى وشيخ الأزهر، إن من حق رئيس فرنسا أن يفعل ذلك، وأن على المسلمات الالتزام بهذا القانون واحترام قوانين فرنسا التى يعشن فيها. فلماذا الكيل بمكيالين؟ هل من حق فرنسا أن تمنع الحجاب، وليس من حق مصر أن تطالب زائريها باحترام تقاليدها وعاداتها ودينها؟ هل مصر دولة صغيرة تابعة وخاضعة وذليلة؟ أليس من حق صاحب البيت أن يفرض شروطه على الضيف من الالتزام بآداب الضيافة؟ وأذكركم بقوله تعالى:"وإن خفتم عيلة فسيغنيكم الله من فضله"(التوبة:28).

قال الجبرتى– المؤرخ المعروف– إن من بين أسباب كراهية الشعب المصرى للحملة الفرنسية أنهم لم يراعوا مشاعر المصريين، وأخذوا يشربون الخمر فى الشارع، ويرقصون مع النساء، ويدخلون الأزهر بخيولهم، ووصف ذلك بأنه شىء كريه لم يعتده المصريون الذين عرفوا بالحياء.. فما أحوجنا إلى الجبرتى اليوم!





مشاركة




التعليقات 7

عدد الردود 0

بواسطة:

حمادة

مقال جميـــل ياريت يبلغ للاعلاميين

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد علام

مقال اكتر من رائع

بجد مقال محترم ورائع وتحيا لكاتبة المقال

عدد الردود 0

بواسطة:

غريب

من يقترب من السياحة فلن يصلح رئيسا

عدد الردود 0

بواسطة:

سامح لطف الله

اتركوا السياحة

عدد الردود 0

بواسطة:

د. طارق النجومى

لنحترم أنفسنا أولا

عدد الردود 0

بواسطة:

اكرم

ياليت قومي يعلمون

عدد الردود 0

بواسطة:

هيثم نحيلة

مقال رائع جدا

سلمت يداك يا استاذه نرمين زادك الله علما .

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة