فوزى فهمـــــى يكتب: أمانة الحكم وقادة الأمــة

الخميس، 22 مارس 2012 08:17 ص
فوزى فهمـــــى يكتب: أمانة الحكم وقادة الأمــة مجلس الشعب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن الحكم عند من يكلف به، مسؤولية فادحة أمام الله، والحاكم أجيـر عند جمهور المسلمين، يرعى مصالحهم الدينية والمدنية لقاء ما يأخذ من مرتبات. والحكم فى الإسلام أمانة ثقيلة يوجل منها الأقوياء فكيف يرنو إليها الضعفاء؟ إنه ليس جنون العظمة عند محب للسلطة، ولا الاعتداد بالنفس، سواء كان هذا الاعتداد وليد قدرة ذاتية، أو وليد حالة مرضية..!! قال أبو بكر الصديق لأم المؤمنين عائشة، حين حضرته الوفاة: (هذا يوم يجلى لى عن غطائى، وأشاهد جزائى! إن فرحاً، فدائم، وإن ترحاً، فمقيم).. إنى اضطلعت بإمامة هؤلاء الناس، حين كان النكوص إضاعة، والخذل تفريطاً– يعنى أنه ما رغب فى الخلافة، ولا أحبها، ولكنه أحس أن الجبن عن قبول المنصب المعروض سيعرض الأمة لفتن شداد، ولذلك يقول بعد (..فشهيدى الله ما كان يقيلنى إياه– ما كان يقبل منى تركـه..)

ويذكر أبو بكر أنه ما أخذ من مال الأمة إلا النزر اليسير، صفحة فيها لبن من ناقة خصصت له من بيت المال. إن ممثلى الشعب يأكلون هنيئاً ويشربون مريئاً من مال الشعب، وأريد أن أؤكد للشباب أن إقامة الدين شىء، واستيلاء جماعة من الناس على الحكم شىء آخر، فإن إقامة دين تتطلب مقادير كبيرة من اليقين والإخلاص ونقاوة الصلة بالله، كما تتطلب خبرة رحبة بالحياة والناس والأصدقاء والخصوم، ثم حكمة تؤديها العناية العليا فى الفعل والترك والسلم والحرب..! ومن الظلم أن أحمل الجيل المعاصر حصاد خيانات اجتماعية وسياسية وقعت من زمان غير قصير، فكيف تفكرون فى إزالتها بخطط مرتجلة وجهود قاصرة؟ ولقد رأيت أناسا يتحدثون عن إقامة الدولة الإسلامية لا يعرفون إلا أن الشورى لا تلزم حاكماً، وأن الزكاة لا تجب إلا فى أربعة أنواع من الزروع والثمار، وأن وجود هيئات معارضة حرام، وأن الكلام فى حقوق الإنسان بدعـة.. إلخ، فهل يصلح هؤلاء لشىء؟!

هناك نصاب من الكمال النفسى والعقلى لا بد من تحصيله لمن يريد خدمة الدين، وإقامة دولة باسمه، واكتمال النصاب لا يتم بغتة، وإنما يتكون مع سياسة النفس الطويل.. ومعاذ الله أن أتهم غيرى بسوء النية، ولكننى أريد تحصين نهضتنا من العلل التى لا تبلغ القصد، ولا تحقق الهدف.. وكم من طالب حكم لا يدرى شيئاً عن العلاقات الدولية، والتيارات العالمية، والمؤامرات السرية والجهرية!.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة