قال الدكتور عبد الرحمن صالح، عضو مجمع اللغة الجزائرى، أن الثنائية اللغوية تشكل تحديا كبيرا أمام اللغة العربية فى ظل استعمال لغتين مختلفتين فى الحياة العامة، ولها منافع وأضرار فى نفس الوقت والتى تنحصر فى الحديث العادى أو فى تحرير الإدارة للوثائق باللغتين، مؤكدا أن غياب اللغة العربية عن التكوين والتعليم العلمى هو أخطر من الثنائية السلبية.
جاء ذلك ضمن فعاليات المؤتمر الدولى لمجمع اللغة العربية التى عقدت ظهر اليوم الأربعاء بمقر المجمع بالزمالك، مؤكدا بأنه لا ثنائية حقيقة فى تعليم العلوم فى الجامعات العربية الآن على الرغم من معرفة الطالب للغتين.
وأوضح عضو مجمع اللغة الجزائرى أن الثنائية اللغوية هو اصطلاح حديث العهد يطلق على ظاهرة لغوية اجتماعية ولهذه الظاهرة ارتباط وثيق بهوى الفئات من الناس الذين يوصفون بذلك وبتاريخ الدولة التى ينتمون إليها وعلاقتها بغيرها من الدول الاستعمارية، ويكثر استخدامه فى الدول النامية ويقل فى الدول التى تتميز بالإنتاج العلمى.
أضاف "صالح"، إن هناك عدة عوامل ساهمت فى إضعاف اللغة العربية فى منافستها لبعض اللغات الأجنبية فى مقدمتها تفوق الدول الأجنبية التى ينطق بها أصحابها فى الميادين العلمية والثقافية عامة حتى اضطرت الأمم الأخرى إلى أن تتعلم هذه اللغات للاضطلاع على ما يجد عند أصحابها فى الميدان العلمى وانتشر حينئذ الثنائية اللغوية.
وقال، إن غياب اللغة العربية من التعليم العالى للعلوم ومن البحث العلمى الطلائعى وغيابها كلغة تعليم فى المدارس الخاصة ساهمت فى استبداد اللغة الأجنبية، وساهمت فى تدعيم اللغة الثنائية، علاوة على ضعف المستوى الثقافى والعلمى لكل الفئات المثقفة باستثناء عدد ضئيل جدا من النوابغ، وغياب اللغة العربية.
واقترح، عضو مجمع اللغة الجزائرى، للنهوض باللغة العربية إخضاع العربية فى أى مكان وأى ميدان وربطها بالعلم والتكنولوجيا، وخاصة فى المستوى العالى من التعليم، وتعميم فى كل ما يتجاوز التعليم الثانوى، وإجراء تشاور واسع النطاق فى مستوى إطارات التعليم العالى، وإنشاء مركز بحوث مركز للترجمة العلمية فى كل جامعة، ودعم تعليمها فيما قبل التعليم العالى وكذلك الإنجليزية والفرنسية، والقيام ببحث علمى تطبيقى لمضاعفة مردود طرائق التعليم للغات وتعميم الاستفادة بالنتائج، كذلك تكثيف دروس اللغة العربية والإنجليزية أو الفرنسية والتشدد المعقول فى طلب المستوى المناسب.
واسترد "صالح" مؤكدا على ضرورة مصادقة كل دولة عربية على مشروع الذخيرة العربية ونظامها الأساسى، واللجوء إلى الثنائية اللغوية فى المدارس الخاصة، والامتناع من أن تكون العربية فيها لغة ثانوية، وتعميم وجود المعاهد الخاصة بتكوين المعلمين، وضرورة البحث العلمى التطبيقى فى اللغة العربية بفتح معاهد خاصة لذلك، وفرض وجود اللغة العربية بكل ما هو إشهار مع قبول الثنائية إذا كان المنتج والمقصود إشهاره من إنتاج الغربيين، وأخيرا إحياء التخاطب العفوى بالفصحى المنطوقة.
عدد الردود 0
بواسطة:
سيد شعبان
اللغة العربية و اللغة القبطية