أكد الفريق حسام خير الله وكيل جهاز المخابرات العامة السابق فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن ما حدث بالأمس من نقل متعلقات للسفارة الإسرائيلية عن طريق طائرة عسكرية إسرائيلية نتيجة استشعار العاملين بالسفارة الإسرائيلية أن المكان الحالى للسفارة غير آمن لهم، إلى جانب رفض المصريين تأجير أو بيع مقرات أخرى لهم، جعلهم يلجأون إلى نقل بعض متعلقاتهم لحين تدبير مكان آخر آمن، وذلك لعدم قدرتهم على ممارسة أعمالهم السياسية داخل مصر فى ظل عدم توفر الأمن.
وعن التحرك العسكرى الإسرائيلى على الحدود المصرية قال خير الله إن ذلك يتم لتأمين الحدود الإسرائيلية خوفا من حدوث أى رد فعل أو هجوم مسلح من جانب أى من الجماعات المنتشرة بسيناء أو من داخل فلسطين نتيجة للأحداث الدموية التى تحدث بغزة والحصار الكامل لها، مضيفا بأن الجانب الإسرائيلى تحركه على الحدود المصرية محدود طبقا لأن لدية 3 كتائب فقط فى المنطقة "د" والجيش الإسرائيلى إذا كان يفكر فى أى عملية عسكرية فلن يحرك الثلاث كتائب فقط بل يستدعى احتياطى الجيش.
وأكد خير الله أن كل ذلك يعبر عن القلق الشديد الذى يعيش فيه الإسرائيليون الآن نتيجة للعمليات الصهيونية الهمجية التى يقومون بها ضد الشعب الفلسطينى بغزة والهجوم الشرس على المسجد الأقصى.
وعن السماح بدخول طائرة عسكرية إلى المجال الجوى المصرى والسماح لها بالهبوط ونقل متعلقات السفارة قال خير الله إن الطيارة تابعة للقوات الجوية الإسرائيلية، ولكنها بلا تسليح، والطيران العسكرى أسهل فى نقل المتعلقات من الطيران المدنى لأن ذلك يعطل حركة الطيران الداخلى الإسرائيلى إلى جانب أن الطائرات العسكرية يمكن نقل سيارات داخلها أو العديد من المتعلقات.
وأكد اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الأمنى والاستراتيجى، أن الهدف من عملية نقل محتويات السفارة الإسرائيلية تأمينى ليس أكثر، مؤكداً أن إسرائيل تبحث عن مكان جديد للسفارة، ومن الضرورى إخلاء مكان السفارة الحالى، لأنهم لم يستقروا حتى الآن على المكان الجديد للسفارة، ومن الصعب إيجار مخزن لهم فى القاهرة لنقل محتويات السفارة فيه مؤقتا.
واستبعد سيف اليزل أن تقوم إسرائيل بأى عمل عسكرى فى سيناء، وقال إن الحدود المصرية هى الحدود الوحيدة المؤمنة لإسرائيل، ولن تغامر إسرائيل وتفكر فى مهاجمة سيناء.
وأشار "سيف اليزل" فى تصريحات تلفزيونية أمس إلى أن الوضع فى غزة سىء للغاية، وهجوم إسرائيل على القطاع ليس جديداً فى ظل موقف العرب الضعيف، مؤكداً أن من مصلحة إسرائيل أن تستمر علاقاتها مع مصر فى الوقت الحالى.
ومن جانبه علق اللواء على حفظى على حديث اليزل حول الهدف من نقل محتويات السفارة الإسرائيلية وأنه مجرد تأمينى فقط، وأن إسرائيل تبحث عن مكان جديد للسفارة مؤكدا أن هذا الكلام من مصدر موثوق فيه وهو اليزل إذ أنه لديه معلومات موثوق فيها فهو خبير استراتيجى، ويقوم بعمل دراسات فى هذا النحو، مضيفا أنه كان يجب أن يتحدث أحد مسئولى الشون المعنوية بالقوات المسلحة لتوضيح هذا الشأن، خاصة وأن الكثيرين قد يلجأون إلى وسائل الإعلام لأخذ معلومات تتعلق بهذا الشأن، ويجب أن تكون هذه المعلومات من جهة رسمية وموثوق فيها.
ومن جانبه أكد الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير السياسى، أنه ليس من مصلحة أحد الطرفين حدوث أى نوع من أنواع التصعيد، مشيرا إلى أن الدوريات الإسرائليلة مستمرة وبصورة دائمة على الحدود بين مصر وإسرائيل، وأن تحركهم الآن ليس بالتحرك المفاجئ وعن نقل المتعلقات الخاصة بالسفارة قال ربيع إنه أمر ليس له أى أهمية، خاصة وأنه لم يصدر أى إجراء رسمى من جانب إسرائيل خاص بسحب السفير أو تقليص عدد الدبلوماسيين الإسرائيلين فى مصر.
يذكر أن اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل قضت بتقسيم سيناء إلى ثلاث شرائح، الأولى فى الجزء الغربى منها وتشمل مساحة تصل إلى 50 كيلو متراً، ويسمح فيها بتواجد 22 ألف جندى فقط، والمنطقة (ب) التى تقع فى وسط سيناء ومساحتها 100 كيلو متر، ومسموح فيها بـ400 عسكرى فقط، أما المنطقة (ج) التى تقع فى شرق سيناء، وعلى الحدود المصرية الإسرائيلية، فمسموح فيها بتواجد الشرطة فقط، فى حين أن المنطقة الحدودية فى إسرائيل التى تخضع لاتفاقية السلام هى 3 كيلو مترات فقط وغير مسموح فيها بتواجد دبابات إسرائيلية.
خير الله: ما يحدث على الحدود المصرية "قلق إسرائيلى".. سيف اليزل: الهدف من نقل محتويات السفارة التأمين.. هاشم ربيع: طالما لم يصدر أى إجراء رسمى بسحب السفير الإسرائيلى فنقل متعلقات السفارة أمر غير هام
الخميس، 22 مارس 2012 05:12 م