فى الوقت الذى يؤكد فيه الخبراء والمستشارون النوويون على صلاحية موقع الضبعة لإقامة مشروع المحطة النووية المصرية، بل واتساعه لإقامة 8 محطات نووية، وليس واحدة فقط، تقدم الدكتور عبد الله علام عبده علام، أستاذ الجيومورفولوجيا، ووكيل كلية الآداب لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة كفر الشيخ، بدراسة لمجلس الشعب، لاختيار محطات نووية فى مصر بديلة للضبعة.
مؤكدا أن دراساته توصلت إلى أن موقع الضبعة لا يصلح لإقامة المفاعل النووى؛ بسبب الخطر المناخى، والمتمثل فى اتجاه الرياح السائدة على مصر، وهى شمالية غربية الأمر الذى يؤدى إلى دمار شامل لسكان الدلتا والوادى، فى حالة حدوث تسرب إشعاعى نووى، وأخطار جيومورفولوجية، تتمثل فى طبيعة التربة التى سيقام عليها المفاعل، فهى تربة غير صالحه لإنشاء أساسات جسم المفاعل.
وأشار فى دراسته إلى أنه من الأخطار الجيومورفولوجية الأخرى خطر زحف الرمال والكثبان الرملية على جسم المفاعل من الصحراء الغربية وبحر الرمال العظيم، خطر التجوية الملحية على جسم المفاعل، وخطر التعرية البحرية، حيث نحت وإرساب الأمواج، بالقرب من المفاعل، بالإضافة إلى التغيرات المناخية المعاصرة، وأثرها على المفاعل؛ بسبب تذبذب مستوى سطح البحر، وارتفاع منسوب المياه، حيث قدر ذوبان الجليد الأمر الذى يؤدى إلى ارتفاع منسوب سطح البحر، وبالتالى غرق المفاعل، كما حدث فى مفاعل فوكوشيما اليابانى.
وأوضح علام أن هذه المنطقة منطقة زلازل، وهو الأمر الذى يؤدى إلى انهيار المفاعل فى حالة حدوث الزلزال، وهناك أسباب استراتيجية لعدم إقامة المحطة، وهى قرب المفاعل النووى من البحر المتوسط، حيث وجود الغواصات الإسرائيلية والأسطول السادس الأمريكى، بجانب عدة أسباب اقتصادية تتمثل فى أنه فى حالة حدوث تسرب نووى أو انفجار للمفاعل سيتسبب ذلك فى خسائر مادية فادحة، كما حدث فى مفاعل فوكوشيما باليابان، حيث بلغت الخسائر الاقتصادية مايقرب من 80 مليار يورو، ولم يصل الحد لذلك فقط، بل تعداه إلى وقف استيراد المنتجات اليابانية، وخسائر بشرية، حيث إن تشغيل المفاعل ينتج عنه 5 آلاف طن نفايات، مما يؤثر على تلوث المياه الجوفية لآلاف السنين، الأمر الذى يهدد الأجيال القادمة فى حالة عدم التخلص الأمن منها.
وأوضح فى دراسته لمجلس الشعب أن هناك 4 مواقع لإقامة المشروع فى أقصى جنوب شرق مصر مابين مرسى علم وحلايب وشلاتين على جبال البحر الأحمر، وهذه المواقع والمواضع اختيرت بالقرب من المادة الخام (اليورانيوم)، حيث حقول اليورانيوم فى صخور الجرانيت بجبال البحر الاحمر عكس موقع الضبعة والذى يبعد عن مصادر المادة الخام الامر الذى يؤدى الى الاكتفاء الذاتى من المادة الخام .
و أوضحت الدراسة أن إقامة المفاعل النووى فى هذه المواضع بعيداً عن اتجاه الرياح، الأمر الذى يجعل الدلتا والوادى فى أماكن آمنة تماماً من أى تسرب إشعاعى نووى لو حدث تسرب إشعاعى، حيث تكون الرياح فى هذه المنطقة بعيدة تماما عن الدلتا والوادى ذات الكثافة السكانية العالية جدا، وإنها آمنة جيولوجياً حيث البنية الجيولوجية من صخور صلبة قوية، وجبال عالية تحمى المفاعل النووى، كما فى حالة مفاعل بوشهر الإيرانى، وأن المفاعل النووى فى المواقع والمواضع المختارة قريبة من الكهرباء الناتجة من السد العالى، مما يسهل ربط الكهرباء الناتجة من المفاعل بالكهرباء الناتجة عن السد العالى، لما لذلك من أهمية اقتصادية كبيرة، وأن اختيار هذه المواقع والمواضع بعد دراسة وحصر لكل الأخطار الجيومورفولوجية، والمتمثلة فى الانهيارات والتساقط والانزلاقات الصخرية.
ومن جانبها أكدت هيئة المحطات النووية أن موقع الضبعة هو الموقع الأكثر مناسبة وملاءمة لإقامة مشروع المحطة النووية المصرية، وأنه وفقا لكافة المعايير الدولية والعالمية قد تم اختيار الموقع، مشيرة إلى أن هناك أشخاصاً يروجون إشاعات بعدم صلاحية الموقع، وأنهم ليسوا أهلاً لهذه المعرفة بأمور المحطات النووية.
وفى السياق ذاته قال الدكتور إبراهيم العسيرى، مستشار البرنامج النووى المصرى، وكبير مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقا، إن الموقع تم الموافقة عليه من قبل كل من أكبر هيئة عالمية فى دراسة اختيار المواقع، وهى "سوفراتوم"، وكذلك بيت الخبرة السويسرى "موتور كولومبوس"، وبيت الخبرة الأسترالى، وعدد من خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية وخبراء الأمان النووى، ونخبة من الجيولوجيين المصريين.
وأضاف العسيرى أن موقع الضبعة تم اختياره من بين 23 موقع كأفضل المواقع الملائمة لإقامة محطة نووية بها دون الإضرار بالبيئة أو الأهالى، نظرا لتوافقه مع كافة المعايير الدولية والمصرية، وأضاف قائلا "من غير المعقول الفتوى لغير المتخصصين فيما لا يعلمون".
وقال مستشار البرنامج النووى المصرى: إن كل من لديه اعتراض على الضبعة فهيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء ترحب به للاطلاع على كافة المجلدات ودراسات الموقع التى استمرت لمدة 30 عاما، وتقع فى 33 مجلداً، بالإضافة إلى عدة حافظات تحوى خرائط ومجلدات تؤكد ملاءمة المدينة للمشروع.
عالم جيولوجى يقدم دراسة للبرلمان لاختيار محطات بديلة عن الضبعة.. ويؤكد "جنوب شرق مصر" أفضل المواقع.. و"المحطات النووية" ترد: تم اختيار المكان من 23 موقعاً بموافقة الوكالة الدولية للطاقة
الأربعاء، 21 مارس 2012 03:43 م