أشعر أن الحب الذى خُلق فى الكون كله موجود بداخلها، وأن التضحية التى خُلقت فى الكون كله تملكتها وحدها، وأنها أصل الوجود البشرى وأصلى وأصل الحياة والكرم والحنو والدفء والطيبة.
تحبنى وتخاف على بكل ما تحمله هذه الكلمات من معنى صادق، إنها الرفيق الحقيقى لحياتى،، تشعر بى وبحزنى دون أن أتحدث عنه، وتتألم كثيراً معى دون أن أشعر أنا بذلك، وحينما أفرح تكون فى قمة سعادتها، وتمشى معى الطريق كأخلص رفيق، تُكمل معى مشوارى مهما كان، فلديها قدرة لا حدود لها على التحمل، إنها الصبر كله والحُلم كله والقوة كلها.
ليس فى العالم كله صدر أحن من صدرها، ليس فى العالم كله قلب حنون مثل قلبها، ليس فى العالم كله حضن دافئ مثل حضنها، وبقدر بساطتها بقدر رجاحة عقلها وقوة تحملها وصبرها، فهى التى تعطى سنوات عمرها ولا تنتظر شيئا، هى التى تربى وتسهر وتتحمل وتنكر ذاتها وتنتظر فقط سعادتى.
عندما أتيتُ إلى العالم احتضنتنى وضمتنى إلى صدرها، أطعمتنى واعتنت بى أشد الاعتناء حينما كنت صغيرة وبعدما كبرت، علمتنى المشى، وتحملت بكائى ولعبى ومشاجراتى ومشاكلى وطلباتى، ودافعت عنى بكل السُبل.
تسير معى فى طريق الأحلام والطموح، تحلم معى منذ صغرى وكأنها روحى التى تكبر معى، بل إننى جزء منها ومن روحها، جزء يسير على أقدام ويشعر بمشاعر ويحلم ويتمنى ويفرح ويحزن.
هذه هى أمى... أنا مدينةً لها بكل ما وصلت وما سأصل إليه، وأتمنى أن أصل إلى كل ما تتمنى أن تراه هى فى.
حفظها الله لى
صورة ارشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
