محمود البدرى يكتب: مُولد سيدنا الريس

تحول مشهد سحب استمارات الترشيح لاختيار رئيس لدولة محورية بحجم وكيان مصر إلى مُولد متلأ بطالبى الظهور على الفضائيات، وبصرف النظر عن أحقيتهم فى الترشيح كأى مواطن مصرى، ومدى صلاحيتهم لتولى المنصب، إلا أن الأمر أصبح مُحاطاً بقدر كبير من السخرية المستمدة من الكوميديا السوداء.

تسابقت الفضائيات بما عهدناه عليها من تلقفها لكل ما هو تافه وغريب ومثيرُ للغثيان وتضليلاً للوجدان باستضافة بعضهم بدعوى حقهم فى الظهور والتعارف، غير أن المُراد هو تقديم حلقات للغرائب والعجائب لتسلية، سخرية أو سبوبة إعلانات من أجلها نشأت هذه القنوات.

والسؤال .. لماذا الآن ؟! فُتحت الأبواب على مصراعيها فى تلك القنوات وهى التى لم نعهدها مُستضيفة غير الفنانين والراقصات ولاعبى الكرة، فى الوقت الذى كان أنينُ الناس يشكو تجاهلاً ولا أعظم.
لن يخلو الأمر - فى اعتقادى - من سوء نيةً مُبيتة لتوجيه رسالة مفادها أن هذا ما آلت إليه الأمور بعد العهد الميمون للمخلوع وهو ما يؤمن به أعوانه من مالكى سماء مصر الفضائى والذى يُشكل أذرع النظام البائد ورأس حربته لإصابة مستقبل الثورة فى مقتل.