تابعنا مشاهد تزاحم بعض المرشحين المحتملين لسحب استمارات الترشح للانتخابات الرئاسة، ووجدنا منهم أشخاصا عديدين يحلمون ويرغبون فى هذا المنصب الرفيع وصل عددهم حتى الآن إلى ما يقرب من 650 شخصا.
فهناك من يرتدى جلبابا، أو ربة المنزل، أو من يدعى أنه المهدى المنتظر، الذى سوف يأتى ليحل مشاكل مصر والمصريين، ومنهم زعيم الحشاشين، والفلاح والعامل وسائق التاكسى وأستاذ الجامعة وآخرون.
هذه المشاهد بالطبع كانت مثار سخرية وتهكم من العديد من وسائل الإعلام والصحف، صار هؤلاء المرشحون نجوما ومشاهير تتهافت عليهم الفضائيات لينالوا شرف عمل لقاء معهم والتعرف عليهم وعلى برامجهم.
لكننى أرى أن ما يحدث هو ظاهرة صحية، وليست مادة للتندر، أو السخرية أولا لأن الترشح للرئاسة حق، كفله الدستور والقانون لكل مواطن مصرى أو مواطنة مصرية ينطبق عليه أوعليها شرط الترشح، ثانيا أن ما يحدث الآن هو مجرد سحب لأوراق الترشح فقط، وليس الترشح بصفة رسمية، فيمكن لأى مواطن مار بجوار اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية أن يسحب استمارة الترشح ولن يمنعه أحد من ذلك، ولكن الترشح بصفة رسمية له قواعد ومعايير، يجب أن تنطبق على أى مرشح ليصبح محتملا، ثالثا أرى أن هذا نتيجة إيجابية للمناخ الذى تعيشه مصر عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير، ونتيجة طبيعية لشعب عانى طوال عقود كثيرة من المرشح الأوحد وهو الرئيس السابق حسنى مبارك، الذى كان يفوز قبل أن يترشح أصلا، فقد انتقلنا من مرحلة فرض الرئيس على الشعب إلى مرحلة اختيار الرئيس من قبل الشعب بإرادته الحرة.
فلا غضاضة أن يترشح أى مواطن مهما كانت صفته سواء كان وزيرا سابقا أو مستشارا أو صحفيا أو فلاحا أو عاملا، والفيصل سيكون للصندوق الانتخابى، وللشعب الذى سيختار من سيمثله فى هذا المنصب الرفيع وفقا لبرنامجه الانتخابى ولرؤيته لمستقبل هذا البلد، وكيف سيعبر به إلى بر الأمان وسط كل هذه التحديات، التى تواجهه، وأثق تمام الثقة فى حسن اختيار الشعب المصرى لرئيسه القادم، الذى يجب أن يأتى ليحقق أهداف الثورة فى الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والقضاء على الفساد بكافة صوره وأشكاله، وأن ينعم كل مواطن بكافة حقوقه دون تمييز.
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة