قال الدكتور عبد الكريم خليفة، رئيس مجمع اللغة العربية الأردنى، إن استعادة كرامة الشعب المصرى لن تتم إلا باستعادة كرامة لغته العربية لغته الواحدة الموحدة، لغة الفكر والعلم والإبداع الأصيل على مدى أكثر من أربعة عشر قرنا، وهى فى الوقت ذاته لغة القرآن الكريم والتى تواجه الآن العديد من التحديات والخلط، بين مفهوم "العربية الفصيحة" ومفهوم "العربية الصحيحة" و"العربية السليمة" من حيث الدلالة، عبر المسيرة التاريخية وما صاحبها من ظروف سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية مرت بها الأمة العربية الإسلامية فى أقطارها المختلفة.
وأوضح خلال مشاركته ضمن جلسات المؤتمر الدولى لمجمع اللغة العربية ظهر اليوم الثلاثاء، أن التحديات تشمل أيضًا الهجوم الشرس الذى شنته قوى الاستعمار وأدواتها، باصطناع الأوهام حول صعوبة اللغة العربية السليمة وقواعدها، ولم تميز بين ما هو ضرورى للمبتدئين وللمثقفين بصورة عامة وبين ما يخص الباحثين والمتخصصين فى البحث العلمى.
وأضاف، أننا نسعى إلى أجراء الاصطلاحات اللغوية التى يشيع استعمالها فى الوقت الحاضر، وما يحمل كثير منها من غموض وإبهام فى المفاهيم، وقد تخفى وراءها اتجاهات أيديولوجية وسياسات لغوية لتهميش دور اللغة العربية، مؤكدًا بأن غموض المفاهيم وعدم تحديد الاصطلاحات يستخدم فى كثير من الأحيان وسيلة من وسائل التمويه، حيث يشيع استعمال اصطلاحات "اللغة العربية الوسطى" و"اللغة العربية المعاصرة"، و"اللغة العربية الثالثة" و"اللغة العربية المحنطة"، ونلاحظ أيضًا اختلاط مفاهيم "اللغة العربية المكتوبة" و"اللغة العربية المنطوقة" و"اللهجات والعاميات والدوارج".
وأكد رئيس مجمع اللغة العربية الأردنى على أن استعمال ألفاظ واصطلاحات غير محددة الدلالة وذات مفاهيم غامضة تحمل معانى وإيحاءات تلونها الميول والاتجاهات، وتجعلها بعيدة عن مفاهيم البحث العلمى اللسانى وعن الخصائص الذاتية للغة العربية وثوابتها اللغوية والتى تشكل عائقا أمام مسيرة اللغة العربية.
وأشار إلى إن فقه اللغة ركن أساسى من أركان التأصيل التراثى للمفهوم الاصطلاحى وتحديد معانيه، ومن تلك المصطلحات التيسير واستعمال اصطلاحات، علاوة على التبسيط والتسهيل واستعمال اصطلاحات يشيع استعمالها فى الوقت الحاضر، كما تضمن تلك الاصطلاحات التجديد والتطوير والتنمية والارتقاء والتمكين.
وقال "خليفة" إننى استخلصت من بحوثى أن غموض المفاهيم وعدم تحديد الاصطلاحات، تستخدم كوسيلة من وسائل التمويه، فالعربية تنفرد بين لغات العالم أجمع فى الوقت الحاضر من حيث كونها اللغة الوحيدة الحية المستعملة دون انقطاع على مدة أكثر من خمسة عشر قرنا، وهى لغة عالمية تخص كل مسلك لأنها لغة التنزيل وفى ظلالها تحدد هوية العربى.