"الجيش الحر" ينسحب من دير الزور

انسحب معارضون يقاتلون للإطاحة بالرئيس السورى بشار الأسد من مدينة دير الزور فى شرق سوريا اليوم الثلاثاء، فى مواجهة هجوم شرس للجيش السورى فى أحدث انتكاسة لقوات المعارضة.

وقالت مصادر فى المعارضة إن القوات الحكومية قصفت مناطق سكنية أيضا فى مدينتى حماة وحمص وبلدة الرستن القريبة، مما أسفر عن مقتل عشرة على الأقل وقتل جندى فى هجوم على نقطة تفتيش تابعة للجيش فى الجنوب.

وأجبرت القوات المعارضة المسلحة تسليحا خفيفا على الانسحاب من مناطق فى سوريا فى الأسابيع القليلة الماضية واستخدم الجيش المدفعية الثقيلة لملاحقتهم فى البلدات والمدن وحقق أحدث انتصار له فى بلدة دير الزور التى تقع على الطريق إلى العراق.

وقال بيان لاتحاد اللجان الثورية بدير الزور إن الدبابات دخلت الأحياء السكنية ولاسيما فى المناطق الجنوبية الشرقية من دير الزور وإن الجيش السورى الحر انسحب لتفادى وقوع مجزرة بين المدنيين.

وبعد أن سيطر الجيش السورى الحر المعارض على مناطق كبيرة من الأراضى يقول محللون إن المعارضين بدا أنهم يلجأون إلى أساليب التمرد فى إشارة إلى هجومين بسيارتين ملغومتين فى بلدتين كبيرتين مطلع الأسبوع وتخريب جسر رئيسى، ويواجه الأسد الذى يكافح لاستمرار عائلته فى الحكم الذى تولته قبل أكثر من أربعة عقود ضغطا متزايدا من القوى الأجنبية خاصة حليفتها روسيا لفرض هدنات يومية لتمكين المهمات الإنسانية.

وتتهم قوات الأسد بممارسة التعذيب والإعدام التعسفى فى محاولتها لإخماد الانتفاضة لكن منظمة هيومن رايتس ووتش قالت اليوم إن المعارضة المسلحة ارتكبت جرائم خطيرة أيضا.

من جهته قال ناشطون سوريون، إن 26 شخصا قتلوا اليوم معظمهم فى حماة وحمص الواقعة وسط البلاد.

ذكرت ذلك قناة "الجزيرة" الفضائية اليوم الثلاثاء، يشار إلى أن الهيئة العامة للثورة السورية أعلنت عن سقوط 4 قتلى و30 جريحا فى القصف المكثف الذى يشنه الجيش السورى النظامى على حى الخالدية فى مدينة حمص.


كما أكد العقيد محمد عمار سردينى رئيس فرع الأمن السياسى فى محافظة الرقة، والمقدم مصعب أبو ركبة رئيس قسم البحث الجنائى بالمحافظة، أن ما زعمته بعض القنوات الفضائية حول انشقاقهما عن نظام الرئيس السورى بشار الأسد عار عن الصحة، وشددا على أنهما مازالا على رأس عملهما الذى يفتخران به، وقال فى حديث للتلفزيون السورى اليوم إنه مازال يمارس عمله ومهامه الوطنية المكلف بها، من جهته قال المقدم أبو ركبة إنه مازال على رأس عمله كالمعتاد، وما بثته القنوات المغرضة عن نبأ انشقاقه مع عدد من العناصر عار عن الصحة.

أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية عن سقوط 4 قتلى و30 جريحا فى القصف المكثف الذى يشنه الجيش السورى النظامى على حى الخالدية فى مدينة حمص، كما أعلنت الهيئة مقتل 3 أشخاص فى القصف الذى يشنه الجيش على حى الحميدية بمدينة حماة منذ ساعات وحتى الآن.ذكرت ذلك قناة "العربية" اليوم الثلاثاء، مشيرة إلى وقوع اشتباكات بين الجيش النظامى وبعض المنشقين عنه الذين أعلنوا انشقاقهم ليلة أمس فى حماة .

على الصعيد ذاته أعرب رئيس الحزب الليبرالى الديمقراطى "جم طوبجى" عن مخاوفه من تقسيم سوريا، وتأسيس إدارة الحكم الذاتى الكردية المشابهة لمنطقة شمال العراق. وقال طوبجى فى سياق تقييمه للتطورات الجارية فى الشأن السورى والمنطقة لصحيفة (وطن) التركية اليوم الثلاثاء "إن الشئون الداخلية للهيكل الاتحادى للإدارة الكردية فى شمال العراق وسوريا سيكون مستقلا تماما (ولايات)، وعندما يحين الوقت سيتم الإعلان عن استقلال الإدارة الكردية ومن ثم تأسيس دولة كردستان التى كانت تسعى إليها أمريكا وأوروبا منذ عدة أعوام طويلة، ومن ثم إقناع الهيئة العليا لإدارة حزب العدالة التركى بهذا السيناريو وبوعود "الخلافة والعثمانية الجديدة"، حسب رأيه.

وأضاف قائلا "التطورات الجارية فى الشأن السورى توضح لنا بأنه من بعد الآن لا يمكن بقاء سوريا موحدة سواء شهدت تدخلا أم لا كما أكدت عليه وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة "كوندوليزا رايس" بأن حدود 22 بلدا ستتغير تحت شعار "الربيع العربى".

ومضى طوبجى قائلا "ولذا ستتجزأ سوريا ومن ثم ستكسب بعض المناطق الحكم الذاتى والمنطقة الكردية المتمتعة بالحكم الذاتى ستكون ضمن أحدى هذه المناطق، ولأنه من الصعوبة بمكان صمود منطقة الحكم الذاتى الكردية فى شمال سوريا بنفسها، لذا فإن الأكراد بتلك المنطقة سيطالبون خلال فترة قصيرة بأن تكون ولاية تركية وفى الوقت نفسه سيتم خلق منطقة حكم ذاتى فى منطقة جنوب شرق تركيا.

وحسب رأيه فإن "من بعد تشكيل منطقة ذاتية كردية سيطالب الأرمن والجورجيون بمناطق حكم ذاتى لتصبح دولة فيدرالية" مضيفا أن الدول الغربية قدمت مشروع (ضرورة إحياء العثمانية القديمة مرة أخرى إضافة إلى تشجيعها على أنها ستصبح أقوى دولة فى المنطقة) حيث نشهد بالفعل مثل هذه النوع من النصائح داخليا وخارجيا". يذكر أن الحزب الليبرالى الديمقراطى من الأحزاب الصغيرة فى تركيا الذى شارك فى الانتخابات الأخيرة ولم يمثل فى البرلمان.