أيمن نور

الحب.. يا صديقى

الجمعة، 02 مارس 2012 07:56 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صديقى وزميلى النائب السابق، والكاتب الصحفى محمود الشاذلى، تناول فى مقاله المنشور الثلاثاء الماضى بجريدة «الجمهورية» - عدد 28 فبراير 2012- مبادرتى التى دعوت لها، من أجل إحياء قيمة الحب، والتى تضمنها مقالى بـ«اليوم السابع»، «وصيتى»، ثم بعنوان «مبادرتى»، وهو المقال الذى حظى باهتمام كريم من الفنان الكبير، والصديق محمد صبحى، وعرض لفقرات منه فى أحد برامجه التليفزيونية.

الصديق النائب السابق محمود الشاذلى، وصف مقالى بأنه درب من دروب طلب المستحيل فى بلد فقد القدرة على الحب، وأشار فى مقاله المعنون بـ«.. وضاع الحب يا بلدى» للعديد من مظاهر غياب الوفاء، مؤكداً أننا لم نعد نعيش فى المدينة الفاضلة، أو فى عصور الصحابة، وتحولنا لبلد يأكل بعضه بعضاً، ويدوس فيه من تحب قلبك، ويضرب عرض الحائط بكل ما قدمته من أجله.

ورغم تقديرى لمرارات عديدة عاشها الصديق محمود الشاذلى، كاتباً ونائباً، وكأنه بطل من أبطال الأساطير الإغريقية، ملاحق دائماً بالرعود والعواصف والأنواء، فإننى أؤمن بأن ما ساقه الشاذلى فى مقاله من أمثلة، يؤكد عدم جدوى الدعوة للحب هو دليلى وسندى على أهمية إطلاق هذه الدعوة الآن، وأكثر من أى وقت مضى!

أؤمن يا صديقى بأن الأغلبية العظمى من الناس طيبون، ولا يجوز أن نحكم على ملايين البشر، لأن مئات أو آلاف أساءوا إلينا، مهما كانت قسوة أو مرارة هذه الإساءة وأوجاع القلب الجريح.

يا صديقى محمود ليس معنى أنك إذا بذرت بذرة حب وخير، ولم تنبت، أن تترك الأرض كلها صحراء، ولا تزرع شيئاً للأبد! ربما تبذر بذرة فى أرض فتخرج الثمرة فى مكان آخر غير مكان البذرة التى زرعتها!

يا صديقى وقد تشاطرنا أوجاع الزمن الصعب، إلا أن هذا الزمن لم ينتهِ بعد، وستظل آثاره لسنوات تحقن بلادنا بالكراهية، وتدس الملح فى الجراح الغائرة، وعلينا أن نطبب هذه الجراح بالحب.

يا صديقى.. لقد عشت سنوات حياتك نائباً مرتبطاً بتراب بلدك الذى أطلقت عليه «بسيون العظيمة»، وكثيراً ما كنت أطلب منك أن تقيم بالقاهرة، لتوفر جهدك فى السفر يومياً، ذهاباً وإياباً، منها وإليها، وكنت دائما ترفض، بينما شممت فى سطورك الأخيرة ميلك للرحيل.. فلا تفعل!

إذا كان غيابك عن البرلمان أوجعك، كما أوجعنا، أشعرك كما أشعرنا بنكران الجميل من قبل بعض المدينين لنا، ممن قدمنا لهم الحب فردوا بالجحود، فتذكر أنك مدين لألوف غيرهم، ربما لم تعرفهم، وربما لم تخدمهم، لكنهم دائماً أحاطوك بكل الحب والتقدير.

المثل الذى يقول: اعمل الخير وارمه فى البحر، ليس مثلاً مثالياً أو خيالياً، بل هو واقعى جداً، لأن الخير لن يغطس أبداً فى البحر، ولن يغرق فى الأعماق، فالخير كقطعة الفلين تعوم وتطفو، ونجدها دائماً إذا غرقنا فى بحر الزمن، نجدها ونتعلق بها، ربما لا تكون هى ذاتها قطعة الفلين التى ألقيناها فى البحر، ربما تكون قطعة ألقاها شخص آخر لم يجدها، عندما سبح فى البحر، وبحث عنها فى نفس المكان الذى رماها فيه! فالخير والحب لا يضيعان أبدا، هما باقيان لنا، وربما لأولادنا من بعدنا..

إيمانى فى هذا يا صديقى لا يتزعزع، لم يستطع أن يحطمه السجن، ولم يهزه الظلم، والوحدة والإقصاء وسوء المعاملة من أحب الناس، ولم يهزمه النهار الحزين، ولا الليل الطويل الملىء بالهموم، ولا غدر وندالة بعض الرفاق.

يا صديقى.. عندما أطلب الحب من الناس، لكل الناس، فأنا لا أطلب منهم أكثر مما يستطيعون أو يحتملون، أو يتخيلون، بل أطلب منهم أن يتذوقوا حلاوة الحب، كما ذقتها، أن يدركوا أننا إذا أمسكنا فى يدنا وردة، فجرحنا شوكها، لا يمكن أن ننسى جمالها وعبيرها، ولا نذكر منها إلا أشواكها!

يا صديقى.. أزمة بلادنا «اليوم» أننا نسينا كل شىء عن الورود، ولم نعد نذكر غير الدم الذى سال من أصابعنا.








مشاركة

التعليقات 9

عدد الردود 0

بواسطة:

د.محمد عبد الفتاح

الحب الحقيقي

عدد الردود 0

بواسطة:

صالح محمد صوت ضميرالحب

عندماترحل الغيوم

عدد الردود 0

بواسطة:

mahmoud alniny

كلام جميل بس ما استفدنا شئ

عدد الردود 0

بواسطة:

اسماعيل ممدوح

ازرع جميلا

عدد الردود 0

بواسطة:

الوزير

لمن تلمح ؟؟؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

كرمل

المحبة

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى بيحب بلده

خليك متفائل

عدد الردود 0

بواسطة:

........................

..........................

عدد الردود 0

بواسطة:

هيام عبدالحميد

لن ...يضيع الحب من بلدى

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة