طالب الناشط السياسى، مايكل منير، رئيس حزب الحياة، باختيار راهب لخلافة البابا شنودة لنقل الكنيسة إلى دورها الروحى، مؤكداً أن التكييف القانونى لهذا الاختيار موجود، وأضاف أن الرهبنة تقدمت كثيراً فى عصر البابا شنودة، حيث فرضت على من يرغب فى الانضمام إلى صفوفها أن ينهى دراسته الجامعية أولاً، وألا يكون متزوجا، مشدداً على أن الوضع السياسى لن يسمح بوجود بطريرك صدامى أو ضعيف، مشيدا بدور الراحل شنودة فى ذلك الإطار، لافتا إلى أن كل الرهبان الموجودين الآن من تلامذته، ورهبنتهم جاءت حبا فيه، وقال إن معظمهم سيتمثلون به وفى الغالب سيسيرون على مسيرته، مع إيمانهم بقضيتهم ووطنهم.
وانتقد منير، خلال حواره فى حلقة "حداد على قداسة البابا" ببرنامج "الأسئلة السبعة" الذى يقدمه الكاتب الصحفى خالد صلاح على قناة "النهار"، موقف الدولة تجاه وفاة البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وعدم إعلان الحداد لمدة ثلاثة أيام على وفاة البابا، وذلك لدوره السياسى، مشدداً على أن البابا شنودة أهم من رؤساء مصر السابقين، موجها الشكر للمشير طنطاوى على منح الأقباط إجازة 3 أيام وتوفير طائرة عسكرية لنقل جثمان البابا إلى مثواه الأخير.
وأكد منير أن البابا شنودة حصل على شهرة عالمية كبيره لتاريخه ومواقفه السياسية والتاريخية والوطنية، وأدواره الإصلاحية، كما أنه كان يقود الشباب فى وقت من الأوقات، وكان عضوا فى حزب الوفد قبل ترسيمه فى منصبه الدينى، لافتا إلى البابا كان يوصيه دائما قائلا: "يجب أن تجعل نصب عينيك مصلحة مصر بموضوعية وحيادية، حتى لا يقول عنك الناس أنك تعمل ضد مصلحة مصر".
وأشار منير إلى أن الحكومات المتتالية اختزلت القيادة السياسية للأقباط فى شخص الكنيسة، مستسهلة منطق التعامل مع أسقف فى محافظة كشبيه بالمحافظ ليكون دوره التأثير على الأقباط وحل مشاكلهم، مشدداً على أن الكنيسة رضيت مرغمة بلعب هذا الدور السياسى، قائلا: "إن الشعب القبطى كان يذهب الكنيسة لقضاء مصالحه لعدم تلبية المسئولين لمطالبه"، مشيراً إلى تغيير الدور السياسى للكنيسة بعد الثورة ورفضها الاستمرار فى لعب هذا الدور.
وشدد منير على أن الواقع السياسى فى مصر الآن يؤكد أن الدين هو من يتحكم فى كل شىء، فالأحزاب أنشئت على أساس دينى ولم يعلق أحد على ذلك، إضافة إلى أن برامج المرشحين تقوم على أساس دينى، لافتا إلى الرفض القبطى لدور الكنيسة السياسى، وقال إن مهمة الكنيسة أن تعتنى بالمسيحيين روحيا مع إطلاق النشطاء فى الجانب السياسى، مؤكداً أننا بصدد اختلاف معايير وكيل بمكياليين، مطالباً ببديل للبطريك لا يتحدث فى السياسة.
وقال منير، إن حزب الحياة ليس حزبا قبطياً، بل حزبا مصريا يفتح زراعيه لكل المصريين، وغالبية مؤسسيه مسلمون، مؤكداً أن الحزب الوطنى جعل الناس جميعاً كمسلمين وأقباط تلتزم بيوتها لممارساته السياسية الفجة وتزويره للانتخابات مما قلل من الرغبة فى المشاركة السياسية، مؤكداً أن الروح العامة تشير إلى الغربة فى المشاركة السياسية زاد ت بعد الثورة كثيراً خاصة لدى الأقباط.
وأكد منير أن عدد الأقباط فى مصر لا يقل عن 20 مليون قبطى باتفاق الجميع، مشيرا إلى أن الدكتور أسامة الباز أكد منذ 10 سنوات إلى أن عدد الأقباط 12 مليون قبطى، مشددا على أنه لدى تمثيله فى لجنة العدالة الوطنية، وعندما طلبنا أن نعرف تعداد الأقباط من خلال بطاقة الرقم القومى حدث نوع من القلق لدى الجهات المسئولة، وذلك فى رغبة لتحديد عدد الكنائس التى يحتاج إليها الأقباط.
وأبدى منير انزعاجه من تصريحات بعض نواب البرلمان والخاصة برفض العزاء فى البابا شنودة أو الترحم عليه أو الوقوف دقيقة حداد عليه. مشيرا إلى أن أختيار 50% من تأسيسية الدستور من البرلمان يعد تهريجا وأن السلفيين لا يستطيعون إقرار دستور يرفضه حتى 5 ملايين مواطن لكن ذلك سيجرنا إلى وضع سيئ، مشيرا إلى أن التيارات الدينية تريد أن تستأثر بما تريد أو التهديد بأشياء أخرى.
وأوضح منير، أن الأحزاب الدينية سوف تستفيد من ظروف إنشغال الكنيسة والأقباط بوفاة البابا واختيار بديله، وكذلك غياب فكر موحد نحو اختيار رئيس قادم لمصر، لافتا إلى أن الأقباط يمثلون رمانة الميزان خلال تلك المرحلة، حيث يمكن أن يعززوا فرص أى مرشح فى حال تصويتهم لصالحه.
وأشار منير إلى أن خليفة البابا سيسبقه قائم مقام لمدة شهرين إلى أن ينعقد المجمع المقدس لانتخاب خليفة البابا، ويمكن تأجيل انتخابه إلى فترة طويلة فى حال يرى المجمع عدم ملائمة الظروف لذلك.
وأكد منير أن دور البطرك فى السياسة سيتوقف على إمكانية الدولة فى احتواء المجتمع المدنى القبطى وتصعيده على المستوى السياسى، فإن كانت الانتخابات لم تستطيع أن تفرز غير 5 نواب منتخبين فإن هذا الأمر سيجعل للبطرك دورا فى السياسة.
ومن جانبه قال الناشط السياسى، نجيب جبرائيل، خلال الحوار، إن حقوق الأقباط كانت منقوصة فى العهد السابق وأنها مازالت مهدرة الآن، وأن البعض يرى أنها حقوق مستهدفة، وأن البابا شنودة كان يتعامل مع لمواقف بحكمة جعلته يرفض ذهاب الأقباط إلى القدس حتى لا يتهم بالتطبيع مع إسرائيل.
وأضاف جبرائيل، أن البابا شنودة بحكمته لم يكن يغيب عن خاطره أن للأقباط حقوق، لافتا إلى أن ذهن البابا لم يغب عنه ما أثير من فتن طائفية بسبب غياب بناء دور العبادة الموحد وعدم تمثيل الأقباط بشكل كافٍ فى المشهد السياسى عبر عقود عدة، ومشروع قانون للاحوال الشخصية، وما أثير من غياب أو تقلص دور الأقباط فى الوظائف العليا فى البلاد، أما البابا كان يتعامل معها بحكمة عن طريق اتصالات أو لقاءات مع شخصيات عامة أو مشيخة الأزهر.
وأضاف جبرائيل أن البابا شنودة كان يتحدث عن قضايا الأقباط فى عهد النظام السابق بشكل يناسب طبيعة المرحلة من داخل عباءة الكنيسة، لافتا إلى تغيير الوضع بعد الثورة وبروز تيارات دينية على السطح قائلا: "إن البابا كان يستعد للتكيف مع المرحلة الجديدة من أجل مصر، مبديا قلقه الشديد من صعوبة صعود شخص مناسب ليخلف هذا الرجل العظيم، متسائل: من يخلفه، هل هو راهب قادم من الدير أم هو أسقف كان على اتصال بالسلطات المعنية بالبلاد، وهل هو أسقف وسطى أم متشدد؟ مشيرا إلى علمه باختيار البديل من خلال قرعة هيكلية، مؤكداً أن المطمأن فى الأمر أن اختيار الخليفة هو أمر إلهى.
وأشار جبرائيل، إلى أن تقلص وتراجع التصويت القبطى فى الانتخابات البرلمانية سبب المناخ السياسى فى هذا التوقيت الذى ساد تلك الفترة وهو ليس وليد اللحظة فى ربط بين ما حدث للأقباط من أحداث دامية من حرق وتدمير كنائس وقتل شباب فى المقطم ومذبحة ماسبيرو ومن تسفيه العقيدة المسيحية على المواقع الإلكترونية، مما يقلل من مشاركة الاقباط فى الانتخابات فى ظل ماحدث للأقباط، مشيراً إلى الخلفية التاريخية فى ظل حكم الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر ونظام الحزب الواحد ثم حكم الرئيس المؤمن أنور السادات، كما كان يحب أن يلقب واصفا نفسه برئيس الدولة المسلمة وإقصائه للأقباط عن المشهد السياسى، الأمر الذى جعل الأقباط ينزون فى جلباب الكنيسة.
وقال جبرائيل، لماذا نأخذ المواطنة على التعداد؟ فالمواطنة لا تتجزأ فالأقليات فى العديد من دول العالم لا تمثل ربع عدد الأقباط وهم يتمتعون بكافة حقوقهم، مشيرا إلى أن البابا أكد منذ سنوات فى أحد البرامج التليفزيونية أن الأقباط عددهم 14 مليون نسمة، بالإضافة إلى 3,5 ونصف بالخارج، بمايعادل عدد من سكان الدول العربية.
وقال جبرائيل إن البابا شنودة استطاع أن يحقق نوعا من التوازن فى الحفاظ على الأقباط والكنيسة، وحافظ على العلاقة بين المسلمين والأقباط كصمام أمان فى ظل التيارات السياسية والدينية ومحاولة إقصائه وتهميشه أن يحقق معجزة التوازن بين كل هذه الأطراف، مؤكدا أنه لا يمكن حل أى مشكلة قبطية إلا مع المسلمين ومن خلال المشاركة الوطنية، مشدداً على أهمية تدعيم الحركة الليبرالية والمنظمات الحقوقية فى دفع هذه المشروعات للظهور فى البرلمان مرة أخرى، غير متفائل فى ظل صعود تيارات تنادى بتغيير مناهج التعليم وتطبيق حد الحرابة، مؤملاً على عامل الوقت الممتد طويلا فى تحقيق نجاحات أخرى للثورة فى هذا الصدد.
ولفت جبرائيل إلى ضرورة إقامة جنازة شعبية للبابا شنودة من قبل الدولة، وذلك بتحرك الجثمان من الكاتدرائية إلى ميدان التحرير إلى أن ينقل إلى بالطائرة إلى مثواه الأخير، لأنه معشوق المصريين، ممتعضاً من السلوك السلفى فى التصريح برفض حضور الجنازة من قبل نوابهم فى ظل الدموع المسيحية المسالة.
وأوضح جبرائيل أن اختيار تأسيسية الدستور وليس انتخابها يعد خطأً دستوريا ومخالفة للإعلان الدستورى، وأنه من الطبيعى أن يطرح المجلس العسكرى 300 أو 400 شخص وعلى البرلمان أن يختار من هذا العدد من يرى للجنة التأسيسية.
مايكل منير لـ "الأسئلة السبعة": يجب اختيار راهب من أحد الأديرة البعيدة لخلافة البابا شنودة.. الوضع السياسى لن يسمح بوجود بطريرك صدامى.. والأقباط سيكونون رمانة الميزان بانتخابات الرئاسة
الإثنين، 19 مارس 2012 08:26 ص
جانب من الحوار
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ماريان
نريدة حكيما وقويا
عدد الردود 0
بواسطة:
غادة
سنحيا كراما
عدد الردود 0
بواسطة:
حموده
رمانة ميزان؟؟؟؟
عدد الردود 0
بواسطة:
فارس
ايه المواقف الي حضرته عملها
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل كامل
اطلع منها وهية تعمر
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
انا مش بقتنع
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
ماذا يريدون اقباط المهجر من مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد حسن
بلا ش نتكلم
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالله
رمانة ايه ؟؟؟ ههههههههههههههههه
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد الزكي
العدد الحقيقي