د. هانى أبو الفتوح يكتب: فى مولد سيدى الريس

الإثنين، 19 مارس 2012 01:08 م
د. هانى أبو الفتوح يكتب: فى مولد سيدى الريس علم مصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مصر تايهة بين أحلام وأوهام وآلام !!!
وآخرتها معاك يا مصر، جرى لك إيه؟! من بعد زعماء وقادة وعلماء وشيوخ وأزهر ومنارة ، وبين أدباء وقادة فكر وثقافة وفن ملأوا الدنيا جميعا، وكان يشار لهم بالبنان، وحضارة عبر آلاف السنين ملأت العالم أجمع وأبهرت الدنيا حتى يومنا هذا ، وموقع جغرافى فى قلب العالم جعلها مطمعا على مدار التاريخ.

من الطبيعى أن تكون مطمعا للغرباء ولكن كيف يصل بها الحال لتكون مطمعا لأبنائها، ومن شربوا ماءها والتحفوا سماءها، فلم يحملوا فى نفوسهم أى وعى بقيمتها وقامتها،
لا أدرى، هل لا بد أن يكون للحرية أحيانا مخالب ؟ أم أن الحرية المفرطة مسالب ومساؤى، كما رأينا فى مولد سيدى الريس ، فبمجرد أن أعلنت العروسة عن رغبتها فى الزواج والذى يتطلب الكفاءة كما أمرنا الشرع والدين ، رأينا المتهافتين والحالمين والتائهين والمغيبين والضائعين والمضيعين، وعلى كل شكل ولون ، رأينا المتردية والنطيحة ورأينا أيضاً الحانوتى والسائق والعامل والمزارع والصانع وربة المنزل، كأنهم جميعا فى سباق، ولكن هل يتسابقون على قلة الوعى وقلة الفهم وقلة الانتماء الذى وصل لحد الاستهزاء بقيمة الوطن.

هل العروسة ساقطة قيد ، أم فاقدة الأهلية أم فاقدة الوعى؟ أم لا تستحق أفضل عريس وأفضل شبكة وأفضل عرس وأجمل حفل زفاف؟

للأسف الشديد عيب جدا جدا وعار أيضا، أن يصل بنا السخرية من قدر مصر، وقيمتها أن نسمح لكل من هب ودب بمجرد الحلم أن يدنو من شباكها، ما بالك بطلب يدها وكأنها لقيطة تعيش فى مولد، لكن مولد وصاحبه تايه ، مولد سيدى الريس.

أما كان أجدر بنا أن نكون أكثر وعيا، وإدراكا لقيمة المنصب والموقع الذى يمثله لنضع الشروط، التى تحترم العقل والمنطق وتصنع الهيبة بدلا من الخيبة ؟ أم نحن من يصنع الفوضى باسم الحرية وإدعائها الكاذب لنسمح لراغبى الظهور ومحبى التصوير أن يهلوا علينا بطلتهم البهية العفية، لا نقلل من قيمة أحد فجميعنا فى حب الوطن سواء، ولكن ألا يجب أن يقترن الحب أيضا بالاحترام؟.
ياعالم يا ناس ياهووه، والله العظيم مطلوب زعيم مش واحد قاعد على كرسى، وإيه آخر الطريق يا مصر ؟ هل سيأتى العريس الحلم أم عريس الغفلة، أم أهى جوازة والسلام وزيد زى عبيد، وأهو ضل راجل ولا ضل مجلس عسكرى، يا ترى يا مصر مكتوب لك إيه وإنتى تايهه بين أحلام الجهلاء والبسطاء وأوهام الأغبياء وآلام الأوفياء.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة