تمر الأيام وتتوالى الأعوام، وأنا أزداد انبهاراً بكِ، أذوب عشقاً فيكِ، لا زلتُ كما أنا و منذ صغرى، أنظر إليكِ، أحدق فيكِ، أتيه بكِ إعجاباً وفخراً، فأنت غاليتى ملكتنا المُتوَجة على عروش قلوبنا أنا وإخوتى، أجل يا أمنا الحبيبة.
يا نبع الحب الصافى، يا من أرضعتنا حباً، وأطعمتنا حناناً، كنتِ ولازلتِ الداعمة لنا، الدافعة بنا إلى كل أمر جميل.
أعطيتِ كما لم يعط أحد، ووهبتِ النفيس والغالى، زرعتِ ولم تنتظرِى حصاداً يوما، كنتِ الحنونة بلا تدليل، والحازمة بلا قسوة، كنت المعلمة الأولى لنا.
لم نسألكِ يوماً عن شىء إلا أجبتِنا، ولم نطلب منك العون إلا أعنتِنا، فأنت خير المُعين ونعم الصديق، نراك بحراً من المعرفة، وكنزاً من الحكمة.
فى صوتك دفء وحنان، وفى عينيكِ أمان ونظرتهما تزيل من الهموم جبال.
لم أراكِ يوماً عابسة، ساخطة، بل أراكِ دوماً حامدة، شاكرة.
ومهما أثقلت الحياة همومها عليكِِ، أراكِ باسمة، راضية، تعلمنا منكِ القناعة والرضا.
وكنتُ دوماً أرى نظرة الآخرين المُغبطة لنا عليكِ يا درة الزمان لنا.
لم تشكى منا يوماً، بل تحملتِ أخطاءنا بصبر وجلد، وتفهمتِ عيوبنا آملةً فى صلاحنا، لم تجرحى كرامتنا يوماً بكلمة عتاب قاسية، بل كانت نظرة عينيكِ تُفهمنا أننا أخطأنا، فكنا نتراجع مسرعين أملاً فى رضاكِ علينا.
حاولتُ كثيراً أن أكون بعضاً من خصالكِ، ولكنه أمرٌ مُحال، فمثلكِ لا يجود به الزمان.
مهما كتبت وأسهبت وعددتُ مناقبكِ، أنتِ يا أمى أجمل ما فى الكون، أنتِ نعمة الخالق لنا بأكثر مما نستحق، ومهما فعلنا لن نوفيكِ حقك، ولكن ندعو الله مخلصين أن يحفظكِ ويجزيكِ أوفى الجزاء.
