اليمنيون يحيون اليوم ذكرى أبشع مجزرة شهدها اليمن فى تاريخها الحديث.. "جمعة الكرامة" 18 مارس 2011.. سقط خلالها 52 شهيداً برصاص قناصة ومرتزقة من أتباع على صالح

الأحد، 18 مارس 2012 05:57 م
اليمنيون يحيون اليوم ذكرى أبشع مجزرة شهدها اليمن فى تاريخها الحديث.. "جمعة الكرامة" 18 مارس 2011.. سقط خلالها 52 شهيداً برصاص قناصة ومرتزقة من أتباع على صالح صورة أرشيفية
كتب مصطفى عنبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شهد اليمن أبشع مجزرة فى تاريخها الحديث فى 18 مارس 2011، ليس لعدد الضحايا الذين سقطوا فيها، وتجاوز عددهم الـ52 شهيداً خرجوا وسط الآلاف، مطالبين بإسقاط حكم الرئيس السابق على عبدالله صالح، وإنما لبشاعة طريقة القتل، حيث كانت معظم الإصابات تستهدف الرأس والرقبة والصدر، مما دل على أن عملية إطلاق النار كانت عملية قنص منظمة، ولم تكن مجرد طلقات عشوائية.

اليوم، الأحد 18 مارس، تحل ذكرى "جمعة الكرامة" التى وقعت خلالها تلك المجزرة البشعة بحق أبناء شعب اليمن السلمى الذين خرجوا فى ثورتهم فى فبراير الماضى اقتداءً بثورتى مصر وتونس، مطالبين بإنهاء حكم استبدادى جاهل مستبد ظل يخيم بضبابه على اليمن طيلة 33 عاما، ولعلها المجزرة التى أدت إلى تصاعد وتيرة الثورة السلمية، وبلغت ذروة عنفوانها السلمى، ربما لأن تلك الدماء التى سالت فى ذلك اليوم، تسببت فى هزة عنيفة فى وجدان الإنسان اليمنى المعتز بكرامته.

تركت جمعة الكرامة، ألماً مستفيضاً فى ذكريات اليمنيين، على أنها مذبحة فعلية، وبداية استهواء نظام صالح السابق فى لعبة القتل، وإزهاق أرواح شبان الانتفاضة، وتؤرخ ذكرى مذبحة الكرامة، شاهداً تاريخياً لدموية نظام صالح السابق، الذى أطاحته انتفاضة شعبية، داومت على الاستقرار على مبدأ مجابهة النار والعنف بالورود والهتاف.

فى مثل هذا اليوم، اعتلى قناصون ملثمون مبانى محيطة بالمنطقة الجنوبية بساحة التغيير بالعاصمة اليمنية صنعاء، وتداولوا فى قنص قلوب ورؤوس وأعناق الشباب، فانهمر رصاص القناصون والمرتزقة وجنود مناصرون للنظام السابق، فيما خيم دخان أسود كثيف ليغطى تلك الجرائم، بالإضافة إلى خراطيم المياه التابعة لقوات الأمن المركزى التى داومت على صد تقدم الشباب الغاضبين، وحصرهم فى مكان ضيق، لتسهيل مهمة القناصة، فسقط نحو 25 شهيداً سلمياً لم يحمل أحدهم قطعة سلاح للدفاع عن نفسه من غدر صالح، وواجه رصاص الموت دون خوف أو ريبة.

ساد الغضب محتلف مدن اليمن وخرجت المظاهرات العفوية تنديداً لما حصل فى عدة مدن يمنية، ومنها مدينة عدن التى انطلقت الدعوات من مآذن مساجدها للخروج تنديدا لما حصل فى صنعاء، وبسبب هذا الغضب العارم خرج الرئيس السابق على صالح فى مؤتمر صحفى قصير نفى تهمة قتل المتظاهرين عن قوات الأمن أو الحرس الجمهورى، واتهم سكان الحارات المجاورة للساحة بأنهم وراء ما حدث، وأعلن صالح فرض حالة الطوارئ لمدة شهر.

كما عبرت المعارضة عن غضبها وتنديدها بالمجزرة، وقالت إنه لم يعد هناك مجال للتوصل إلى تفاهم مع النظام، وأدان الرئيس الدورى للتحالف ياسين نعمان الهجوم على المتظاهرين فى صنعاء، واعتبره "جريمة" ودعا الرئيس إلى التنحى. كما حدثت سلسلة انشقاقات فى الجيش اليمنى، وأعلنت المعارضة أنها ستزحف فى الجمعة التالية نحو القصر الجمهورى للقبض على الرئيس ومحاكمته.

كما توالت ردود الفعل الدولية والعربية المنددة بالقمع الدامى للاحتجاج فى اليمن، مطالبة بالسماح بسير المظاهرات السلمية. ودعت جميع الأطراف اليمنية للتحاور للوصل بالبلاد إلى بر الأمان. وأتت الإدانات من الرئيس الأمريكى باراك أوباما، ووزارة الخارجية الفرنسية، ومسؤولة الشؤون الخارجية فى الاتحاد الأوروبى كاثرين آشتون، ووزارة الخارجية الروسية، ووزارة الخارجية القطرية، وتونس، والأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، ومنظمة هيومن رايتس ووتش.

وعقب المجزرة بدأت سلسلة من الاستقالات بدأها القاضى (حمودالهتار) وزير الأوقاف والإرشاد، وكذلك وزير السياحة نبيل الفقية، ورئيس وكالة الأنباء اليمنية سبأ، نصر طه مصطفى، وتوالت الاستقالات على استحياء، إلى أن جاء يوم الاثنين 21 مارس، الذى أعلن فيه اللواء على محسن الأحمر (ابن عم الرئيس صالح) قائد الفرقة الأولى مدرع والمنطقة الشمالية الغربية والرجل الأقوى فى الجيش اليمنى، والأكثر تأثيرا عند القبائل أعلن انضمامه للثورة الشبابية، ومساندته لها لتشكل ضربة موجعة للرئيس صالح ونظامه، لا سيما بعد سيل الاستقالات التى تلى هذا الانضمام من عدد كبير من السفراء والقيادات فى حزب المؤتمر الشعبى العام، وكاد الجميع يوشكون أن نهاية نظام صالح سيسقط نهائياً خلال أيام، إلا أن تراجع الشباب عن الزحف بضغوط من أحزاب المشترك وتدخل السعودية والولايات المتحدة، وتقديم المبادرة الخليجية منح الرئيس صالح وقتاً أعاد فيه ترتيب أوراقه، ليستمر فى صموده أمام ثورة الشباب، وليضيع الشباب فرصة إنجاح الثورة.

وخرجت اليوم، الأحد، مسيرات حاشدة بمحافظات تعز والضالع والبيضاء ومأرب وذمار وحجة شمالى اليمن إحياءً للذكرى، ووسط شعارات تدعو لمحاكمة القتلة، وكل المتورطين فى قتل شباب الثورة. ودعت الحشود إلى رفع الحصانة عن الرئيس السابق، والبدء فى محاكمته.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة